سعيد الحسوني – كود شفشاون//

بعثت جمعية شفشاون للرفق بالحيوان بمراسلة لرئيس جماعة شفشاون، عبرت فيها عن امتعاضها الشديد واستنكارها لقيام الجماعة بجمع الكلاب الشاردة بالمدينة وقتلها.

ووصفت الجمعية هذا العمل الذي قامت به الجماعة، ب “الهمجي والدموي” استنادا إلى الصور والأشرطة المأخوذة لهذا الفعل، والرائجة على وسائل التواصل الاجتماعي.

وهددت الجمعية في ذات المراسلة المبعوثة إلى رئيس المجلس الجماعي على يد محامية، باللجوء إلى المنظمات الدولية في حال تكرر ذلك.

وخلقت هذه الرسالة شديدة اللهجة جدلا واسعا داخل المجتمع الشفشاوني حيث ووجهت من طرف غالبية رواد مواقع التواصل الاجتماعي بانتقادات كبيرة، مشيدة بخطوة الجماعة التي أنقذت الساكنة من مشكل الكلاب الضالة التي تكاثرت بشكل خطير داخل المجال الحضري.

وبالفعل أكدت عديد الشهادات الحية التي استقتها كّود من السكان، ارتياحها من تخليصهم من خطر الكلاب الشاردة الذي كان يهدد سلامة صغارهم خاصة في الليل والصباح الباكر.

وقالت إحدى الشهادات حرفيا “فين ساكنين هاد الناس ديال جمعية الرفق بالحيوان؟ واش كيعانيوا حتى هوما من المشكل؟ واش ولادهم كيمشيوا على رجليهم للمدرسة مع 8h ديال الصباح؟ واش عايشين أصلا فشفشاون؟

وحكت ذات المصادر لكّود كيف كان تلاميذ المدارس والثانويات معرضين دوما في طريقهم إلى مدارسهم صباحا، لهجوم الكلاب الضالة التي تنتقل في مجموعات، ما كان يحتم على الآباء مرافقتهم إلى غاية باب المدرسة لحمايتهم.

بالنسبة لغالبية السكان، مثلما استنتجت كّود من الشهادات التي استقتها، لا تهمهم طريقة التخلص من مشكل الكلاب الضالة بقدر ما تهمهم نتيجة هذا العمل الذي نزع عن كاهلهم عبئا كبيرا أزعجهم لفترة طويلة.

فئة أخرى من ساكنة المدينة عبرت في اتصالات مع كّود عن أسفها للجوء جماعة المدينة إلى وسائل بدائية، وفق توصيفها، لحل مشكل الكلاب الضالة واصفين قتل الكلاب ب”الحل السهل” لكنه حل وحشي ينقل صورا همجية عن المدينة السياحية وعن البلد بشكل عام.

ذات المصادر المعارضة لقرار إبادة الكلاب عابت على جماعة شفشاون عدم منحها مزيد من الوقت والاهتمام لحل هذا المشكل بطرق أخرى بديلة وفعالة لجأت إليها جماعات أخرى على الصعيد الوطني تصون حقوق الحيوان.

من جهته أكد مصدر مطلع مقرب من جماعة شفشاون لكّود أن الجماعة تتأسف للجوئها إلى هذا الحل، وبكونها اختارته مرغمة بالنظر إلى استفحال المشكل بعد التكاثر الخطير للكلاب الضالة وتهديدها المباشر لسلامة السكان.

ذات المصدر قال لكّود إن الجماعة على علم بكل الطرق الجديدة الصديقة للحيوان والتي اتبعتها بعض الجماعات للتخلص من ظاهرة الكلاب الضالة، غير أنها طرق مكلفة جدا وتتطلب توفير ميزانية خاصة ودراسات وإعدادا، ما يعني مزيد من الوقت، مؤكدا أن الجماعة كانت دائمة التخوف من وقوع حوادث مأساوية بسبب الكلاب الشاردة، خاصة انها توصلت بعدة شكايات في الموضوع.