الرئيسية > آراء > بنكيران ملكي لكن بطريقته الخاصة ولن يموت إلا واقفا
21/04/2017 09:36 آراء

بنكيران ملكي لكن بطريقته الخاصة ولن يموت إلا واقفا

بنكيران ملكي لكن بطريقته الخاصة ولن يموت إلا واقفا

مصطفى الفن كود ////

“كثيرون” هللوا لحادث إعفاء عبد الإله بنكيران من رئاسة الحكومة وهاجموه بعنف مرضي حتى يخيل للذين لا يعرفون الرجل أنه كتلة من شر. وما هو كذلك بشهادة الأعداء قبل الأصدقاء، واسألوا عنه فقط عشرات اليتامى واليتيمات الذين تربوا في منزله في صمت من ماله الخاص وليس من العام.

وكم كان لافتا للانتباه كيف انقلب هؤلاء “المهاجمون”، جميعا وبقلوب شتى، على مواقفهم لينخرطوا في “مدح جماعي” مفاجئ لخليفته سعد الدين العثماني الذي ليس إلا “واحدا من مؤسسي تنظيم دعوي هو في الأصل امتداد عضوي للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين “، بتعبير المهاجمين أنفسهم قبل حادث الإعفاء.

وهكذا أصبح العثماني، بين عشية الإعفاء وضحاه وبقدرة قادر، رائدا للاعتدال يستحق الدعم والمساندة وذلك لمواجهة “غلاة العدالة والتنمية ومتطرفيه” الذين ينبغي أن يحاكموا بقانون الإرهاب أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف!.

ومقابل هذا “المدح المفاجئ” للعثماني بالتواطؤ مع “نيران صديقة” آتية من بيت “الحزب الإسلامي”، هوجم بنكيران كما لو أنه مسؤول عن كل هذه “الموبقات والأمراض” التي تستوطن مفاصل الدولة منذ رحيل الاستعمار وعودة الراحل محمد الخامس قبل أكثر من 60 سنة.

ولا يهم كل هذا.

لكن دعونا نتساءل عن القاسم المشترك بين هؤلاء المهاجمين لبنكيران.

وأنا لا أعمم هنا لأن مهاجمي بنكيران ليسوا تلامبذ مدرسة واحدة، بل ضمنهم أصوات ذات مصداقية وذات مشاريع سياسية ورؤية في الحياة وتنتقد البيجيدي وأمينه العام باقتناع واستقلالية تمليهما الذات لا غيرها.

طبعا أنا أتحدث هنا فئة من المهاجمين لبنكيران، أي هؤلاء الذين يعانون من داء “فقدان المناعة المكتسب” في منسوب المصداقية والنقاء ويتمنون في قرارة أنفسهم أن يكونوا مثل بنكيران في نظافة يده وفي زهده الصوفي وفي نمط عيشه وفي شعبيته ولم لا السكن بالقرب منه في حي الليمون.

وأنى لهم هذا مادام المأكل والملبس والمسكن اختلطت فيه بعض المتشابهات بأخر محكمات ضعف معها الطالب والمطلوب.

ولاحظوا كيف أن أحوال هؤلاء المهاجمين لبنكيران تدعو إلى الشفقة وأحيانا الى التضامن وأنت تراهم يقصفون ليل نهار أهدافا وهمية بأسلحة فارغة لم تصب “الوحش السياسي” في مقتل، وإنما أطالت عمره وأمدته بكل مقومات الحياة.

وأحيانا ينتابك اقتناع حقيقي أن هؤلاء المهاجمين وهميون ولا وجود فعلي لهم على أرض الوطن، أو أنهم يتوارون إلى الخلف من سوء ما يبشرون به الناس في معاركهم الفاشلة مع استعدادهم التام لمغادرة الوطن مع أول امتحان شعبي مثلما حدث مع امتحان حركة 20 فبراير.

لكن، هل يضر كبار القوم أن تأتيهم بعض الضربات الجبانة من صغارهم؟.

طبعا لا.

وانظروا الى تلك الأصوات الهائجة والمنفلتة من عقال العقل وهي تتكل في جبهة لتدعو إلى محاكمة بنكيران بقانون الإرهاب في خطوة مسيئة ربما حتى للأجهزة الأمنية ذات الخبرة والباع الطويل في مثل هذه الملفات ذات الطبيعة الإرهابية.

نعم انظروا إلى هذه الأصوات المبحوحة والمشكوك في سلامتها النفسية، وهي تجني الخيبات تلو الأخرى من رصيدها الأخلاقي في حربها الخاسرة ضد بنكيران، حتى أنها أصبحت لا تجد أي حرج في الدفاع عن ” شيطان الفساد وقلاعه” لعله يعمر ألف سنة أخرى.

لكن في مقابل هذه الصورة القاتمة، لاحظوا كيف تحول، اليوم، بنكيران، الذي يحاول البعض أن يرسم له، بسوء نية، صورة “الإخواني المشرقي”، الى رمز عابر للوطن، بل وإلى عنوان لمرحلة سياسية بكاملها تمايز فيها الصفان: صف مع الفساد وصف ضد الفساد.

وليس هذا فحسب، فبنكيران اليوم يتجه، بكاريزميته التي فاقت كل التوقعات، ليكون ضمير مجتمع، بل ملهما لشبابه وأطفاله ورجاله ونسائه بمختلف فئاتهم الاجتماعية ومستوياتهم التعليمية.

ولم يعد سرا اليوم أن بعض الأصوات اليسارية النزيهة والمعارضة للإسلاميين بمعتدليهم ومتطرفيهم، أصبحت تعترف لبنكيران بهذه الزعامة في الاشتباك مع السلطوية والريادة في مواجهة “التحكم” خصوم الديمقراطية.

ولاحظوا أيضا كيف أن بنكيران لم يعد محرجا لخصومه حين يتكلم فقط.

لا.

بنكيران أصبح محرجا حتى حين يلتزم الصمت أو يلزم بيته. إنه صمت لا يخلو من رسائل قوية لم يعد ربما الوضع المؤسساتي للبلد قادرا على استيعاب صدماتها المزلزلة لبؤر الفساد وشبكاته.

فماذا يعني هذا كله؟

هذا معناه أن حادث إعفاء بنكيران من رئاسة الحكومة أصبح له مفعول عكسي ضاعف شعبية “الزعيم”، وهي شعبية أصبحت معها الولاية الثالثة على رأس العدالة والتنمية مطلبا ليس فقط من طرف مناضلي الحزب بل أصبحت ربما مطلبا شعبيا من طرف الناس أجمعين.

شخصيا لا أرى أن بنكيران هو جزء من المشكل في مشهد سياسي هش وبلا وسطاء لهم حد أدنى من نظافة اليد وفي مغرب بدينامية مجتمعية ذات طابع احتجاجي غير متحكم فيه.

أجزم أن بنكيران هو جزء من الحل في غياب رموز من أمثاله لمواجهة شارع لا أحد قادر على ضبط بوصلة غضبه بعد أن تحولت معظم الأحزاب والنقابات الى أعجاز نخل آيلة للسقوط في أية لحظة ما لم تمد يدها إلى “صيروم” السلطة.

بنكيران هو، بالفعل، مسحوق يصبن أحسن لأن السيد لا يعبد الله عن حرف في علاقته بالملك والملكية، بل إنه يتقرب إلى الله من خلال التقرب إلى الملك وتطبيع العلاقة معه.

وربما لا يعرف الكثيرون أن بنكيران يعتبر التنازع مع الملك فيه إثم كبير وصفر منفعة.

وهنا مكمن قوة بنكيران. فهو لا يربط علاقته بالملك والملكية بمستقبله في الدنيا فقط، بل يربطها حتى بمستقبله في الآخرة.

بمعنى آخر أن بنكيران يفعل كل هذا بدافع عقدي وليس بحثا عن منصب مدر للامتيازات وذلك خلافا لرموز سياسية ملأت الدنيا ضجيجا لكن بدون طحين يمكث في الأرض وينفع الوطن في أوقات الشدة.

اليوم، بنكيران، ورغم رصاصة الإعفاء التي أصابته في أوج انتصاراته المتتالية، فهو لا يمل من تذكير مناضلي حزبه بالأصل لئلا ينحرف الفرع عن السكة المرسومة قبل أكثر من 40 سنة: “نحن خط ثالث قائم على الوسطية والاعتدال وطاعة السلطان في المعروف وعدم منازعته الأمر”.

“لن ننجر الى الاصطدام مع الملك ولا مع الدولة ولسنا فوضيين ولن نغامر بوطننا. نعم، خسرنا جولة في معركة طويلة الأمد، لكن بالتأكيد سننتصر في جولات قادمة”، هكذا يرد بنكيران على تلك الأصوات الغاضبة من حزبه أو حتى من خارج الحزب والتي تزوره يوميا في بيته بحي الليمون بالرباط.

بنكيران يعترف في هذه اللقاءات المنزلية بأن هناك جهات نافذة تتضايق من “الإصلاحات العميقة” التي جاءت بها حكومته.

ولأن الأمر كذلك فما فتئت هذه الجهات تنصب العراقيل تلو الأخرى لئلا يحصل أي تقارب أو تعاون بين الإسلاميين من موقعهم الحكومي وبين المؤسسة الملكية.
.
لكن بنكيران يتحدث دائما بلغة الواثق عن الملكية كمؤسسسة إصلاحية انتصرت دائما للآصلاح والمعقول مهما اشتد ضغط هذه الجهات النافذة.

ومع ذلك، هناك من يتحدث عن غضب داخل بعض الأجنحة في الدولة من هذه الوفود من الناس التي حولت منزل بنكيران الى مزار يومي لعلها تشارك الزعيم أكل حبة واحدة من حلويات “كعب الغزال”.

وربما هذا الغضب مرده أيضا إلى أن رصاصة الإعفاء، وإن كانت أزالت بنكيران من رئاسة الحكومة، فإنها لم تقتل مشواره السياسي، بل حولت زعيم الإسلاميين الى “شهيد” في وجدان الناس تشد إليه الرحال من كل جهات المملكة.

ولأن هناك جهات منزعجة من وجود بنكيران في منزله بالرباط خاصة في هذه اللحظة الدستورية بامتياز، فقد اقترح ربما “مبعوث خاص” أن يغادر الأمين العام للبيجيدي أرض الوطن في اتجاه الديار المقدسة لعل التفكر في الآخرة ينسيه دنيا السياسة هذه.

فهل سيعمل بنكيران بنصيحة هذا “المبعوث” الذي تزامنت نصيحته بالصدفة مع وجود الملك خارج المغرب؟

لا أعتقد.

بنكيران مثل هذا الذي يسميه أشقاؤنا الأمازيغ “اعلي”.

وأنا أزعم أن “اعلي” كما أعرفه لن يموت إلا واقفا وملكيا لكنه ملكي بطريقته الخاصة.

موضوعات أخرى

28/03/2024 12:30

من هنا لسيمانة.. اللي عندو شي طوموبيل أو موطور ففوريانات كازا ومجاش سحبهم غيتباعو

28/03/2024 12:20

جنايات فاس فرقات 33 عام ديال الحبس على ريزو د التهجير السري وها التهم اللي تابعوا بها

28/03/2024 12:19

ليلة “العشاء الأخير” فحزب الاستقلال: هادي 3 قضايا كبرى غادية تشعل حروب ف “الميزان” قبل وبعد المؤتمر

28/03/2024 12:10

جوندارم الدروة طيحو  بزناز عندو الحشيش والبوفا والغبرة والقرقوبي نواحي برشيد

28/03/2024 11:30

فهم تسطى مع نظام العسكر.. الجزائر عينات جوج قناصل فالمغرب واخا دايرين القطيعة معانا