عمر أوشن – كود//

لعب المغرب مقابلة رائعة تسجل في السجل الذهبي لكنه أنهزم..
لعب الفريق و كانت النتيجة التي شاهدناها بحرقة و حزن ثقيل.

من يقدم لنا وصفة ضد الحزن الذي يأتي من الكرة..

كيف نتعلم النسيان .؟
من أين تسربت لي هذه الربطة العاشقة للكرة ؟ من أين جاءت  هذه الروح و هذا الاحساس الغريب بالحب الجارف..؟
نبحث في كيمياء الكرة ونقول انها أفيون الشعوب والفقراء وأنها صناعة رأسمالية وبضاعة شركات عابرة للقارات وندعي أننا ملقحين ضد سحرها.. وأننا قرأنا عنها كتاب فلسفة وآخر في سيكولوجية الجماهير ونقول فيها أشياء أخرى من باب النقد والتحليل..

ثم في الأخير نسقط في الحب من النظرة الاولى.. من اللمسة الأولى..من صفارة الحكم الذي كان ضدنا.. من كلو بلون لقطة مكبرة على إمرابط..
أيحركة.. هزة تمريرة.. هجوم يحرك آخر نورون في الرأس وتتظاهر أن الأمر لا يزعزع قلبك الهش..
الكرة ملعونة ..

هناك أرواح شيطانية  بعثت فيها حياة وسحرا.. ومهما هربنا وهربنا وقاطعناها وهجرناها ولعنا فساد الجامعات ومافيات الرياضة نأتي إليها كما صاغرين كما يعود الحبيب الى حبيبته مهزوما مكسور الجناح..
هي خيط دخان وهي معبد ناوي إليه..

ثم نتظاهرأننا أكبر من الكرة و أنها مجرد دين للفقراء و صناعة أموال..
مرضت  .. و لا زلت أحمل معي ذاك الاحساس بالهزيمة و بالشمتة.. أحاول أن أنسى لكن كل التلفزات تذكرك و المقاهي والمطاعم  تذكرك..
إلى أين المفر ..لم أعد أطيق سماع صوت الصحافي الرياضي و لا مشاهدة كرة..
لا كرة بعد اليوم..

خذوها إن كانت ستسبب كل هذا الحزن والاكتئاب..

ربحنا فريقا ..هذا كلام جوف.

المهم هي المشاركة هذا كلام دوليبران.

الأفضل أن تبتعد لأنك لا تفهم خفاياها و أسرارها ..

الأقل ضررا للروح المكسورة أن  تضرب بسور معها و تبقى بعيدا عن الوجع ..

و إذا سمعتهم يتحدثون عنها قل : إنها أفيون الفقراء.. إنها حشيش الفيفا الذي لا تمنعه منظمة الصحة العالمية..

أحاول ان أنسى الكرة بعد هذا العذاب الذي حدث لي لكن أين أمضي؟ لا مكان الآن فوق الأرض بدون كرة. وصوت التلفزيون يزأر..و كل شيء بمذاق الكرة ..كأس البيرة و كسكس الجمعة..

كل القضايا تأجلت ..نسيت..جمدت..غابت وغربت تحت سحابة كثيفة سميكة تغطي الكون: الكرة.

أتمنى أن ينتهي المونديال بسرعة و نعود الى حالتنا الطبيعية..

آآآه عاوتاني ها هو المعلق يصرخ ويصيح .