الرئيسية > آراء > المثقف الودادي والصحفي الرجاوي! لا تقلب الصفحة يا عبد الله الترابي حتى تقرأ السطر الأخير
24/01/2020 16:00 آراء

المثقف الودادي والصحفي الرجاوي! لا تقلب الصفحة يا عبد الله الترابي حتى تقرأ السطر الأخير

المثقف الودادي والصحفي الرجاوي! لا تقلب الصفحة يا عبد الله الترابي حتى تقرأ السطر الأخير

حميد زيد – كود//

قبل.

كان المثقف “عضويا”. وكان ملتزما.

وكان في الاتحاد الاشتراكي. أو في حزب الاستقلال. أو في منظمة العمل. أو في التقدم والاشتراكية.

وكان أحيانا مستقلا.

ومثله كان الصحفي.

وكانت النقابة موزعة على الصحفيين الاتحاديين والاستقلاليين مع فتات وترضيات للتقدم والاشتراكية. ولليسار الجديد.

وكذلك كان اتحاد كتاب المغرب. مقسما بدوره بين الاتحاديين والاستقلايين.

أما الآن فلم يعد أحد يفكر في أن يلتحق بحزب.

ولم يعد الانتماء السياسي يغري الصحفي.

ولم تعد للحزب سلطة.

ولم يعد الكاتب. وكي يستحق اللقب. وكي يتم الاعتراف به. في حاجة إلى اتحاد كتاب المغرب.

وحتى السفر إلى الخارج الذي كانت توفره هذه المؤسسة لم يعد مكلفا.

وبثلاثمائة درهم ثمن الطائرة يمكنك أيها الكاتب الباذخ أن تطير إلى إسبانيا. وتقضي ويكاندا هناك. ثم تعود إلى بيتك.

دون حاجة إلى اتحاد كتاب المغرب.

كما أن الصحف الحزبية لم يعد لها  أي تأثير. ولم تعد هناك أفكار. ولم يعد جدل. ولم يعد صراع.

ولم يعد يمين. ولا يسار.

ولم تعد جريدة العلم ولا الاتحاد الاشتراكي. وعوضتها جريدة الوداد والرجاء.

ولكل ناد نخبته.

ولكل ناد صحفيوه.

وبدل الانحياز للأفكار  صار الكاتب أو الصحفي وداديا أو رجاويا.

وكل ناد له إيديولوجيته.

وعقيدته. وأساطيره المؤسسة. وألقابه. وحروبه.

ولم يعد الصحفي أو الكاتب يجد حرجا في أن يدافع عن فريقه.

وأن يلتزم بالذود عن حياضه.

فيتعصب له. ويتطرف.

ليعوض بذلك المثقف الكروي المثقف العضوي.

وكل يوم نسمع عن التحاق زميل لنا بالوداد. أو بالرجاء.

وكل يوم نرى زملاء صحفيين شغلهم  الشاغل في الفيسبوك هو  تلميع صورة ناد.

والهجوم على ناد آخر.

لينتقل “مجال الصراع” من عالم السياسة. ومن الإيديولوجيات. إلى عالم الكرة.

وليدخل الصحفي إلى الملعب.

وليلعب بدوره هذه اللعبة.

ولينخرط في فريقه. وليحترف فيه. وليوقع عقدا.

وأي قارىء مهتم بالكرة. يعرف أن مواقع إلكترونية مغربية خطها التحريري هو الهجوم على ناد بعينه.

وقد تشتري الرجاء عقود كل الصحفيين.

وقد يوقع معهم الناصري في الموسم القادم.

وقد تسبقهم بركان.

فلم يعد الكاتب أو الصحفي. اتحاديا. أو استقلاليا. أو يساريا. أو يمينيا.

بل وداديا. و رجاويا. وبركانيا.

وهناك صحفيون آخرون منتمون إلى أندية صغيرة.

ولم تعد المسألة تتعلق بحب لفريق ما.

بل بعضوية كاملة

وبوظيفة. وبدور في النادي. وبراتب أحيانا. وبسفر. وبمرافقة للفريق إلى الأدغال الإفريقية.

وقبل كل ماتش.

نقوم نحن أيضا بتسخينات.

وبعد أن يصفر الحكم عن نهاية المقابلة. نحمل نحن أقلامنا. ونلعب في جرائدنا ومواقعنا.

وندافع. ونسجل الأهداف. ونتهم الحكام.

وطرف يبرىء العصبة. وطرف يوجه إليها أصابع الاتهام.

وطرف مع الجامعة ومع لقجع وطرف ضده.

بينما لا شيء بالمجان.

ولأن السياسة ميتة.

فتارة تكون نبيلة منيب ودادية وطورا تظهر في راديو رجاوي.

ولا مكان للحياد.

ولأن الكرة حية.

يلجأ إليها حزب الأصالة والمعاصرة والتجمع الوطني للأحرار.

أما “الجيش” فهو متراجع في ثكناته. ويراقب الوضع عن كثب. وينتظر الفرصة المناسبة كي يعود.

وكي يتدخل. ويفوز على المدنيين.

وقريبا ستتدخل الكرة في السياسة وليس العكس.

ومع هذا التجييش الذي تعرفه الكرة المغربية

ومع هذه الاصطفافات

ومع هذا الإيمان العميق بالرجاء وبالوداد

ومع “فبلادي ظلموني” والغرفة 101. والفلسفة. والحكمة الرجاوية.

ومع التحاق الصديق عبد الله الترابي بصفوف الوداد ووقوفه إلى جانب رئيسه سعيد الناصري.

وخروجه إلى العلن بشكل رسمي

وانحيازه الكامل إلى الإدارة وليس النادي. وليس قميص الوداد.

وربما لجأ إليه الناصري لأنه مثقف. وملم بالأدب.

وليرد على الغرفة 101

وعلى المغنية الصلعاء

وقبل أن يفعل ذلك. وقبل أن يشرع في العمل مع خلية الوداد الفكرية

فإننا نحن الصحفيين والكتاب الرجاويين لن نقف مكتوفي الأيدي. ونعتبر الاستعانة بعبد الله الترابي إعلان حرب من طرف واحد.

ونعتبر ذلك استفزازا لنا

ولن نبقى مجرد محبين للخضرا

ولن نسكت

ولن نقبل أن تلعب الوداد ضدنا في الصحافة. وتطعم فريقها بأحسن الأقلام. بينما نحن نتفرج.

وبعد أن وقع الناصري مع 11 لاعبا في الميركاتو الشتوي

هاهو يشرع في التوقيع مع الزملاء. مستعينا بواحد من أفضلهم.

لأن الكرة لم تعد تلعب اليوم فقط في رقعة الميدان

بل في المواقع الإلكترونية

وفي الجرائد

وفي صفحاتها تسجل الأهداف. وتحسم النتائج.

وفي الوقت الذي يتقوى فيه الوداد

ويوقع مع عبد الله الترابي في الميركاتو الشتوي

وينجز صفقة الموسم

نظل نحن الصحفيين والكتاب الرجاويين مثل جمهور فريقنا “عايشين عيشة مهبولة”.

لكن لا تقلب الصفحة يا عبد الله الترابي

حتى تقرأ السطر الأخير

والسطر الأخير يكتب باللون الأخضر

يكتب بلون النسور.

موضوعات أخرى

19/04/2024 23:01

نهضة بركان غيمشيو من مطار الجزائر للوطيل يرتاحو والكاف عطاهم ضمانات على التونيات

19/04/2024 21:59

الروينة وسط “علي مومن” بعدما طيحو الجدارمية بسطات ريزو كيبيع المخدرات فالحبس كيتزعمو موظف

19/04/2024 21:30

كانو غاد يهربوها للمغرب ويبيعوها بوراق مزورين فدول إفريقية.. لاگوارديا سيپيل حجزو طوموبيلات مسروقة ف هولندا وفرنسا

19/04/2024 21:20

الفرقة الوطنية طيحات شبكة كبيرة “للتسويق الهرمي”: الضحايا من بين فاس ومراكش وطنجة ووزان

19/04/2024 21:08

دومي فينال المغرب وليبيا: عموتة المرشح لتدريب الوداد جا يشجع الأسود وموتسيبي غاب على غفلة ولقجع ديما حاضر لتشجيع المنتخب