عمر أوشن – كود//

رمضان على الأبواب..

هذا أغلى رمضان عرفته في حياتي ..

لا زال السوق يشتعل بلهيب الأسعار..

البصلة نبتت لها أنياب ..

فيما الأجور لم تتحرك…

الزيادة للمديرين و المحظوظين فقط..

زيادة الشحمة في كر المعلوف..

أصحاب الكيف و السبسي و المطوي و القصيصة و الربطة و المشموم لا حرج عليهم ..

في النهار تقصاص النبتة و تدريحها و بعد الغروب أراك للشقوفا حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود…

أما صحاب القمار و التيرسي و الخيول و اللعب فيسمح لهم ممارسة عاداتهم و هوايتهم في مقاه تفتح نصف الأبواب..

إلعب و لك الأجر…و ربي غفور رحيم..

المال يسبق الدين طبعا..

البيزنيس لا يتعارض مع كل الأديان..

اللهم إجعله شهر محبة و عمل و عدالة و تقوى ..في زمن قل فيه المتقون و المؤمنون..

رمضان على الأبواب و ستعود حليمة لعادتها القديمة..

برامج عن فوائد الصيام على الصحة مكررة من العصر الحجري الأول…

نفس الكلام ..نفس الأطباء…نفس النصائح..

ليس إنسانا من لا يمل من التكرار..

ثرثرات و نقاشات عبثية على برامج التلفزيون و الدراما و المبالغ المالية التي صرفت و الشركات التي حضيت بالعطاء والسخاء و الكرم الحاتمي..

و لاشيء ..قولوا ما شئتم و سنفعل نحن ما نشاء..موتوا..

و إشربوا البحر…

و كل رمضان لنا اللعاقة و لكم الفقصة..

رمضان على الأبواب و سنعود لعادتنا القديمة…

مصلون جدد.. منافقون جدد..

تراويح .. أيهما الأحسن..؟

في مسجد درادب أم في مسجد مرشان..

مع القزابري أم مع عبد الاله بنكيران في مسجد أوطو هول في الرباط شارع الحسن الثاني.. مع بنكيران الثواب مضاعف دوبل روشارج..
الموعظة نفسها لكن دون فائدة ..البشر بلا أخلاق ..

أين الخلل ؟؟

دروس دينية كأن الايمان قضية شهر فقط…و باقي العام غش و تدليس و تآمر و كراهية ونصب..

في طفولتنا ليلة شهر الغفران كنا نبتهج و نفرح و نغني نشيد رمضان و نحن نطوف في زناقي حومة الكدية…

شني غدا ..؟؟ رمضان..

نشربو لحريرة…نجلسو على الحصيرة …شني بعدو العييييد..

هذه الهتافات و الأهازيج هي ما تبقى في الذاكرة لعلي أخطأت فيها..الذاكرة تهزمنا..

رمضان غدا و هيت لك ..

القانون الجنائي لا زال لم يتغير في نصه على عقوبة الإفطار .. كيف أقحم القانون في قضية علاقة الانسان بخالقه.؟ في طالبان و إيران مفهومة ..

الأحزاب الديمقراطية الحداثية لا تجرأ على الاقتراب لهذه المنطقة..منطقة ألغام…و الأحزاب تحب الزبدة ولا تحب الألغام و المتاعب..

سياسة النعامة ..هي الحل..

لا عين شافت …لا قلب وجع..

غدا رمضان..

إصبروا و صابروا و قاوموا المنافقين بقلوبكم الصافية و إيمانكم الصادق و بعض الحب ..

رمضان في الطريق ..و اللهم إسحق المنافقين..

أكبر نشاط ينتجه رمضان هو .. النوم..

أبواق المساجد..فاتورة الطبيب و الأدوية و حموضة التلفزيون.. هيجان البشر في الأسواق…و الشفوي سيدي الهضري المكرر..المكرر كل سنة ..

رمضان واثق الخطوة يمشي ملكا.. نحونا..

والمؤكد أنكم ستعيشون و تكررون بلا ضجر نفس الفيلم ..

نفس الحكاية..

نفس الروايات..

نفس السمر…نفس القهوة و الحريرة و نفس الشباكية و سلو السفوف و زميطة والتمر و البيض و الحساء و الكارطة و البارشي و الرامي و إشهار بومبيرز و السكن الاقتصادي للحازقين و حسن الفذ ..

نفسها الكاميرا الخفية الباسلة التافهة المبلوزة..

نفس الفقيه مدفوع الأجر يشرح للشعب مبطلات الصيام حسب الهندسة الوراثية ..

الطبيب ينصح مرضى السكري و القلب و الشرايين..و نفس الفقيه المدفوع الأجر يشرح للشعب مبطلات الصيام..

و نفس المستمعين يستمعون لنفس الطبيب ..يطرحون نفس السؤال و يجيب نفس الجواب..

يشرح نفس الكلام..و التكرار يعلم الحمار..

بينما الحمار حيوان جميل رائع…

نفس التكرار..كوبي كولي ..

نفس المدفع…

شعب المدفع يقول ساخرا ملايين الشباب من الجيل الجديد الذي لا تنتبه له الدولة و الأحزاب ..

نفس الشهر..نفس السباسة و الحشيش و الكيف و التيرسي..

نفس الوجوه..النفاق..المتملقين..

إنها أكبر انتهازية مع الله..

بينما الله يرانا كل لحظة…كل السنة..

اللهم بلغنا رمضان..

بوافر الصبر و المقاومة..

إن الله يحب الصابرين ..