كود كازا //
رد مفحم من خير الله خير الله على المزايدين على المغرب في قضية زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي بيني كَانتس للمملكة. الكاتب الصحفي اللبناني، وفي مقال رأي نشر بصحيفة “العرب”، يمكن اعتباره ب “الجواب المسكت” لكل من الركوب على هذه المحطة التاريخية لتحقيق “إنحازات مفقودة”.
فتحت عنوان “هموم مغربية لا يفهمها المزايدون” ستف خير الله “جهلاء شعارات القومية” في طاولة واحدة وبدأ يقدم لهم الدروس في الفهم الصحيح لمبادرات تأتي في سياق تتعدد فيه التحديات،
وجاء في مقاله “مضحكة، بل سمجة، المزايدات التي تصدر عن بعض الجهات العربية أو عن فلسطينيين تنتقد استقبال المغرب لوزير الدفاع الإسرائيلي بيني كَانتس… كما لو أن المغرب منع أحدا في يوم من الأيام من تحرير فلسطين. يضع المغرب مصلحته فوق أيّ مصلحة أخرى. مصلحته هي مصلحة الشعب المغربي ورفاهه وتحول المغرب إلى بلد متقدّم يمتلك بنية تحتية في مستوى أي دولة أوروبية محترمة. يحترم المغرب نفسه. لا يحتاج إلى دروس من أحد، خصوصا من ذوي العاهات المزمنة الذين ما زالوا يعيشون في زمن الإعجاب بالهزائم والمخططين لهذه الهزائم. تنم هذه المزايدات، قبل أي شيء آخر، عن جهل بالمغرب. إنه جهل يقع على كلّ المستويات ببلد ذي موقع خاص من جهة وهموم من نوع آخر من جهة أخرى. في مقدم هذه الهموم الانتماء إلى القرن الحادي والعشرين ومتابعة الحرب على الفقر والتخلّف وتحصين المملكة في وجه التحديات التي تواجهها”.
وأضاف “تؤكد المزايدات التي تستهدف المغرب هذه الأيام وجود عالمين عربيين. عالم يسعى إلى ربط نفسه بالمستقبل والثورة التكنولوجية وآخر أسير الماضي وكل ما له علاقة بالتخلف. لا يمتلك المزايدون على المغرب أي ذاكرة، بما في ذلك الحقيقة المتمثّلة بأن مصر، أكبر دولة عربيّة، وقعت معاهدة سلام مع إسرائيل في آذار – مارس 1979. لم يوقّع الأردن مثل هذه المعاهدة في تشرين الأول – أكتوبر 1994، إلّا بعد توقيع ياسر عرفات رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية اتفاق أوسلو. وقع (أبوعمار) اتفاق أوسلو في حديقة البيت الأبيض بحضور الرئيس بيل كلينتون. لم يوقع (أبوعمار) مع أشباح، بل مع إسحق رابين الذي كان يشغل موقع رئيس الوزراء الإسرائيلي. ليس من معنى حقيقي لاتفاق أوسلو، الذي وقّعه الزعيم التاريخي للشعب الفلسطيني من دون أن يقرأ نصه بتمعّن، غير الاعتراف المتبادل بين حكومة إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية. أين مشكلة المغرب في استقبال مسؤول إسرائيلي أو في الحصول على تكنولوجيا إسرائيلية عندما تكون منظمة التحرير معترفة بإسرائيل وعندما يكون أيّ مسؤول فلسطيني في الضفّة الغربيّة في حاجة إلى إذن إسرائيلي للخروج منها وإلى إذن خاص للعودة إليها…”.
ومضى في درسه لجهلاء التاريخ والسياسة “يفوت المزايدين أن منظمة التحرير صارت (الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني) في قمة عربية. انعقدت القمة في المغرب، في الرباط تحديدا في العام 1974، وليس في أي مكان آخر. المهم أن القافلة المغربية تسير من دون الالتفات إلى ما يصدر عن الصغار الذين امتهنوا المتاجرة بالقضيّة الفلسطينية. هؤلاء لا يعرفون المغرب وتاريخه الحضاري. لا يعرفون أن المغرب يتقدم لأنه يرفض المتاجرة بالفلسطينيين وقضيتهم. على العكس من ذلك، يعمل المغرب على دعم هذه القضية بطرقه الخاصة، خصوصا أن في إسرائيل مليون مواطن من أصل مغربي. ما زالت لهؤلاء علاقة ببلدهم الأصلي ولديهم ولاء له”.
وها رابط المقال الأصلي: