مصطفى الشاذلي ـ كود سبور//

«فيسبوك المغرب» تصبغ بالحمر والخضر قبل الديربي ال 128. فقبل ساعات من هذا الموعد الكروي، لا حديث في هذا الفضاء الافتراضي سوى عن هذه القمة الحارقة، المبرمج انطلاقها في الساعات السابعة والربع من مساء اليوم، برسم الجولة ال 25 من الدوري المغربي للمحترفين.

ففي ظل غياب الجماهير عن المدرجات بسبب وباء (كورونا) الذي فرض اعتماد عدد من التدابير الاحترازية في المملكة للحد من انتشار، على غرار عدد من الدول الأخرى، انتقلت الحماسة التي تطبع المواجهة بين الفريقين إلى الموقع الأزرق، حيث استعيض عن «التيفوهات» وباقي وسائل التشيجع التي كانت تمتع جمهور الساحرة المستديرة داخل ملعب «دونور» بلوحات افتراضية كانت عبارة عن رسائل وفيديوهات تشجيع وتحفيز للاعبين لتقديم طبق كروي رائع وتحقيق انتصار الناديين في أمس الحاجة إليه لتعزيز حظوظهما في الظفر بلقب هذا الموسم، وأخرى مركبة تضمنت أهم اللحظات الحماسية في تاريخ اللقاءات بين الغريمين التقليديين.

وشارك في الحملة مشجعين ولاعبين سابقين للوداد والرجاء عبر تدوينات وفيديوهات وصور، حاولوا من خلالها مد نجموم الناديين بدعم معنوي قبل هذه المواجهة المصيرية التي قد تحسم بنسبة مهمة هوية بطل النسخة الحالية للدوري المغربي للمحترفين، على اعتبار أن نقاطها الثلاثة إما ستعزز صدارة الأخضر للمسابقة بأربعة نقاط أو تعيد الأحمر لاعتلاء قمة الترتيب بفارق نقطتين، علما أنه يقتسم حاليا مركز الوصافة مع نهضة بركان، الذي دخل بدوره سباق المنافسة على الدرع بعد تحقيقه، أمس الأربعاء، لانتصار ثمين على الجيش الملكي، مكنه من رفع رصيده من النقاط إلى 47.

ولم تخل هذه الحملة من مشاحنات بين جماهير الناديين. إذ رصدت «كود» في جولة لها عبر صفحاتهم اصطدامات كلامية خرجت العبارات المستعملة في بعضها عن إطار التشجيع الراقي والمتحضر مؤشرة على احتمال تطورها إلى أفعال عدائية.

وتأتي سيطرة هذه الأجواء على «فيسبوك» وباقي المواقع الاجتماعية الأخرى، التي أضحت أكبر تجمع في زمن (كوفيد ـ19) بعدما أخلى الفيروس مختلف الفضاءات من نصف روادها وفرض تباعدا يبقى هو التدبير الأمثل لمحاصرة انتشاره، في وقت اعتمدت السلطات بالدار البيضاء «خطة استثنائية» للسهر على مرور هذا العرس الكروي في ظروف آمنة، بعيدا عن كل ما من شأنه أن يزيد الوضعية الوبائية تعقيدا بالمدينة، خصوصا وأنها تتصدر قائمة في معدلات الإصابة اليومية بالفيروس.

فتماشيا مع هذه الظرفية، تقرر نشر أزيد من 1000 عنصر أمني في جميع المنافذ المؤدية إلى المركب الرياضي محمد الخامس وبمحيطه، فيما عمدت السلطات المحلية إلى إلزام مقاهي توجد بمحيط الملعب وفي عدد من الأحياء الشعبية بإغلاق أبوابها على الساعة السادسة من مساء اليوم، بدل الثامنة التي أقرتها الحكومة في بلاغها الذي أعلنت فيه عن تطبيق «حجر صحي» جزئي بالمدينة لمحاصرة انتشار الفيروس، وذلك لتفادي للتجمعات التي قد تنجم عن متابعة هذه القمة الكروية، والتي يمكن أن تشكل بيئة خصبة لتفشي الوباء.