حميد زيد – كود//
المشكلة أعوص من ذلك.
ولا تتعلق بكم بيضة. وهل 16. وهل مليون بيضة.
بل بمن وضع في البداية كل البيض في سلة واحدة.
أما العدد. هنا. فلا يهم كثيرا.
ونناقشه. ونجعل منه حديث الساعة. لأننا نعاني من الفراغ السياسي.
ولو كان لنا ما نفعله لتحدثنا عن شيء آخر.
ولو كان لنا ما يشغلنا. لما ذكرنا البيض أبدا.
لكن الفراغ السياسي قاتل.
لكن هذا الوضع يشجع على البيض.
وعلى أشياء لا تخطر على البال.
الفراغ هو الذي يضطرنا إلى الحديث عن البيض. وبالتقسيط.
الفراغ هو الذي يجعلنا أيضا نمشي على البيض.
ونوظفه.
ونقليه. ونغليه في الماء. ونطبخه. ونسرطه. ونعده.
وقد اتصل عبد اللطيف وهبي. بمالك شركة البيض الذي من حزبه. ودفعه إلى أن يتنازل. وألا يتابع تلك العاملة المتهمة بسرقة البيض.
هكذا أراد عبد اللطيف وهبي أن يوظف بدوره البيض لصالحه.
وأن يفقسه.
وأن يبيض صفحة حزبه.
وأن يلتهمه.
لكن عبثا.
فالمشكل يكمن في من وضع كل البيض في سلة الأصالة والمعاصرة.
ولذلك كان من الطبيعي أن تخرج هذه الصيصان.
وأن تكبر.
ولو كان لعبد اللطيف ما يشغل به باله. ولو كانت له نظرة لما يرغب فيه. ولو كان له ما يقترحه على المغاربة. لما تدخل في هذه القضية.
ولما فرط في كل ذلك البيض.
ولما جعل نائب بنجرير يتراجع ويفقد بيضه.
فلا شيء إلا البيض.
ولا قضية يمكن في الوقت الحالي أن نختلف حولها إلا قضية البيض.
وكل حزب ينتظر بيضته.
فالبيضة مع ذلك ليست بكل هذه السهولة. البيضة خطيرة جدا.
البيضة عنوان مرحلة.
البيضة مؤشر.
البيض فيها مح.
البيضة لذيذة.
البيضة تخرج منها فراخ.
البيضة تتدحرج.
البيضة قد تكون فاسدة. وهي التي تطفو فوق الماء.
والبيضة الواحدة تنشأ عنها أمم.
البيضة تفقس وتخرج منها العنقاء.
البيضة هي الأصل.
البيضة تطبخ نصف طبخة.
البيضة يشربها الرياضيون. و السكارى في البارات.
البيضة مليئة بالبروتينات.
البيضة بالخليع.
البيض أيضا بالطماطم. وبالبطاطا. وبالكفتة.
البيضة فاسدة من الداخل أحيانا.
البيضة تسيل لعاب الأفاعي.
وفي البدء كانت بيضة أولى.
وقد كان لي سابق معرفة بشخص قادر على سرط كل البيض المسلوق في المحلبة.
وينتهي من بيض الدجاج. ثم ينتقل إلى الديك الرومي.
وكان يتحدانا.
وهذا الشخص يشبه كثيرا حزب الأصالة والمعاصرة.
هذا الشخص وضع كل البيض في بطن واحدة.
وكان يضرط كثيرا.
وكان يفسو.
وكان يحب البيض بالملح والكمون.
وأينما وجد بيضة سرطها. تماما كما حزب الأصالة والمعاصرة لحظة التأسيس.
وهنا أصل المشكل.
المشكل هو كيف وصلنا إلى عالم يسود فيه البيض.
ثم ما ذنب صاحب شركة البيض.
وبدل أن يتضامن معه حزبه قام بحرمانه من بيضه. ومن متابعته للعاملة التي يتهمها بسرقته.
رغم أنه يتحدث عن آلاف البيض.
وليس عن دزينة.
وليس عن دزينتين.
وبالتالي عن شعوب قادمة من الكتاكيت. ومن الإناث. ومن الذكور. والجوانح. والأفخاذ. والصدور.
وعن مستقبل النوع.
وعن مشاوي دجاج في كل ربوع المملكة.
وعن أمن غذائي يهم كل المغاربة في هذه الفترة الصعبة التي يحياها العالم.
بينما لم يهتم عبد اللطيف وهبي بكل هذا.
وفضل أن يلتهم قضية البيض. لئلا لا تسيء إلى صورة حزبه.
ولكي يربح منها سياسيا.
وبدل أن يستفيد من تجربة غريمه حزب العدالة والتنمية.
الذي لم يكن يملك سوى بيضة واحدة.
وفي لحظة ما.
وحين اختلف الإسلاميون في مابينهم.تحلقوا حول تلك البيضة. وحموها. كي لا تنكسر.
ووضعوا إيديولوجيا خاصة بها.
وظهر منظرون وفلاسفة موضوعهم هو بيضة التنظيم المقدسة.
فعبدوها.
وحرسوها.
والويل لكل من لا يحافظ على “بيضة التنظيم”.
والويل لمن يحاول كسرها.
والحال أن حزب الأصالة والمعاصرة يتوفر على شركة للبيض.
وهذه الشركة نتتج ملايين البيض
بحاضنات آلية دافئة
بينما لا غيرة للأمين العام على بيض التنظيم الكثير
ولا يجد حرجا في تبديده. وفي التضحية به.
ويفرط فيه.
ويسامح تلك العاملة.
وهذا كله يحدث بسبب الفراغ
فالفراغ قاتل
ويصنع مواضيعه
واليوم بيض. وغدا أمر.
أما التاريخ
فإنه سيسجل لعبد اللطيف وهبي أنه دفع مالك شركة البيض إلى التنازل عن متابعة العاملة المتهمة.
وهذا ليس بالهين.
وقد يكون حاسما في الانتخابات القادمة. وفي ترجيح كفة حزب الأصالة والمعاصرة.
هكذا. هكذا هو الفراغ.
الفراغ يولد البيض.
