عمر اوشن – كود

—

عائد للدار في الليل أسوق.. على  الراديو وجدت  نفسي أستمع إلى برنامج  ليلي يحكي عن مشاكل الناس على شكل أعترافات آخر الليل.. 

هذا طلق ..هذا باغي ينتحر ..هذه لم تجد فارس الاحلام ..هذا واكل التوكال؟؟ 

هذه تمارس الدعارة لتعيش ..هذا باغي يحرق بدون فيزا.. إلخ من قصص غالبيتها يكون لها أبطال و بطلات من الكادحين و المسحوقين و المهمشين  

أثارني البرنامج وواصلت الاستماع لسيدة قروية عروبية ضاحية هامشية في  الدار البيضاء تحكي عن قصة معارك ضارية خاضتها ضد زوج مريض بالجهل و الامية و الغيرة و الشك و العنف و الضرب و حب المزاليط. 

من بين ما قالت المستمعة الكريمة  أنه الزوج الذي يخاف من السحر دفع  خلال الطلاق  رشوة إلى  قاض في محكمة الاسرة..رشوة 5000 الف درهم لسيدي القاضي..مقابل حكم لصالح الزوج  

و كأن شيئا لم يكن..

حينما تحدثت عن الرشوة لم تشعر نهائيا أنها  تفضح جريمة وقعت..تحدثت بعفوية و تلقائية بريئة 

الفضح تم في الإذاعة الخاصة..لكن طبعا لا أحد  سيتابع من أعطى و من أخذ الرشوة في محكمة الأسرة.

الإذاعات تحولت الى حلقات دردشة و ثرثرة  يجوز أن  تقول فيها 

 أي كلام دون أن  يحاسبك عليه أحد.

ماذا تفعل النيابة العامة ؟و ماذا تفعل الهاكا.؟

في هذه الحالة ماذا يقول رجال القانون؟ من يتحرك لفتح تحقيق و القيام بالمتعين حينما يتعلق الأمر  بشهادة في الراديو عن رشوة تلقاها قاض..

ثقافة البوز تأكل مما تبقى في وليمة  الصحافة..

إصنع  البوز و لك الجمهور و المشاهدين الكرام و الشهرة..

حكى لي صديق أنه  شعر بالصدمة حينما شاهد خرية معروضة في  متحف للفن المعاصر بلندن..

يمكن لك أن  تعجن عجينة في شكل خرية و تطليها صباغة لون غائط و تعرضها كأنها تحفة من تحف الفن المعاصر و إذا كانت لديك أجندة علاقات عامة جيدة فانتظر حضور كاميرات  التلفزيون  و النقاد الكبار لمتابعة  الحدث الثقافي  العظيم: خرية تنافس بحيرة البجع  و مسرحيات شكسبير و روايات دوستوفستي..

قريبا ستذهب الصحافة إلى  مثواها الأخير..فلترقد في سلام.. 

و البقاء  للغائط المعروض في متحف قاعة الفن المعاصر في لندن.

و العز  للغائط  الذي يخرج من الإذاعات الخاصة كل يوم..