الوالي الزاز -كود- العيون ////

استغرب الرأي العام المحلي في الصحراء الإستبعاد المفاجئ لأحد الأسماء ذات التأثير الجلي في ملف الصحراء، ويتعلق الأمر بالوزير المنتدب في وزارة الداخلية الشرقي الضريس، من حكومة سعد الدين العثماني المعينة السبت الماضي، والذي تخلى عن أحد أكثر الوزراء دراية وإلمام بتشعبات الجهات الجنوبية الثلاث، في وقت يعيش فيه ملف الصحراء منعطفات سواء على الصعيد الميداني أو السياسي، حسب المتابعين.

الشرقي الضريس تسلم منصب ولاية جهة العيون الساقية الحمراء سنة 2005 بالتزامن وما وصف ب”الحراك” في مدن على غرار العيون والسمارة آنذاك، حيث نجح في وقت وجيز امتد لسنة 2006 في الإحاطة بدواخل أهل الصحراء والمنطقة التي استعصت حتى على أبنائها من خلال نسج علاقات بدءا بالشيوخ والأعيان مرورا بالمنتخبين، وصولا للساكنة التي ارتبطت سيرته بلسانها، حتى بعد تقلده منصب المدير العام للأمن الوطني، ثم الوزارة المنتدبة في وزارة الداخلية سنة 2012، انطلاقا من كونه الأجدر بالثقة بين وزراء الحكومة، وأكثرهم صلة لوصل أهل الصحراء، عبر رحلات ارتبطت مهامه فيها بالمساهمة بإنجاح الزيارات الملكية لكبرى حواضر الصحراء العيون، وكذا أخرى كان شاهدا فيها على تنصيب ولاة جهة العيون كيحظيه بوشعاب حاليا، وأخرى لعب فيها دورا هاما اقتصاديا واجتماعيا، حسب كثيرين. المصدر اضاف “راه الصحرا محتاجة للي يفهم الانسان فيها اكثر من حاجتها للتقنوقراطي”

يتحدث أحد من عاصروا عهدة الشرقي الضريس عن قرب ل”كود” ساردا قصة حضوره حفل تنصيب خلفه امحمد الضريف قائلا: أنه عاين بكاء الحاضرين في حفل التنصيب ذلك المقام في قصر المؤتمرات بالعيون، في أكبر تجلي للإرتباط الوثيق بينه وفئات المجتمع الصحراوي، مستحضرا في نفسه إحدى نوادره، مؤكدا أن ارتباطه بالصحراء حذا به في أحد الأيام لزيارة جماعة الحكونية شمال شرق العيون في سرية تامة، بناءا على حلم داهمه ليلا، وارتبط بأحد “الولاة الصالحين” بالجماعة المذكورة.

وأوضح آخر ل”كود” أن البون شاسع بينه وخلفه الحالي نور الدين بوطيب، الذي يفتقد الكثير من صفات الضريس على غرار الإلمام بعقلية الساكنة وملف الصحراء، بحكم بعده عنهم وعن الملف نقيض الضريس، مستطردا أن أولى حلقات الإلمام تعود لمعايشة الملف على أرض الواقع واستنادا للقرب من أهله العارفين به.

ويفيد آخر أن انعكاس تسمية نور الدين بوطيب على ملف الصحراء قد يكون سلبيا إلى حد ما، بالنظر لحاجته الأولى لقاعدة تواصل صلبة تربطه بأعيان الصحراء وشيوخها ، الشيء الذي يحتاج وقتا كبيرا، علما بأن الملف يعيش على وقع تطورات ملموسة، وبالتزامن مع شهر أبريل، شهر الفصل في ملف الصحراء على صعيد الأمم المتحدة بكل سنة.

ويذكر آخر أن الوزير المنتدب الجديد بوطيب لا يملك إلا أن يتقمص شخصية وسياسة الضريس الناجعة من خلال المزاوجة بين لعب دور السياسي ورجل الإقتصاد الذي حققت في عهده الأقاليم الجنوبية طفرة تنموية، عبر وجوب وعيه التام بالدور الإقتصادي والإجتماعي لتحقيق أهداف سياسية، باعتبار ذلك الوعي طوق نجاة استلهمه الضريس، استنادا لخبرته في ترويض وتطويق الإحتجاجات السلمية بالمنطقة، ومن ينتظر فرصة تحويرها.