الرئيسية > آراء > الصارم البتار في التصدي لمقال الزميلة نورا الفواري! ما تعتبرينه فوضى هو صلاة الإنسان مع الآلات ومع الترام والسيارات، وما تعتبرينه عرقلة حركة سير هو طريق سالكة إلى السماء
18/05/2019 16:02 آراء

الصارم البتار في التصدي لمقال الزميلة نورا الفواري! ما تعتبرينه فوضى هو صلاة الإنسان مع الآلات ومع الترام والسيارات، وما تعتبرينه عرقلة حركة سير هو طريق سالكة إلى السماء

الصارم البتار في التصدي لمقال الزميلة نورا الفواري! ما تعتبرينه فوضى هو صلاة الإنسان مع الآلات ومع الترام والسيارات، وما تعتبرينه عرقلة حركة سير هو طريق سالكة إلى السماء

حميد زيد – كود//

وما يدريك يا نورا الفواري أن ترام الدار البيضاء لا يصلي التراويح.

وما يدريك أن سكته الحديد لا تذكر اسم الله.

و هل سألته.

هل سألت ذلك الترام الأحمر الطويل. والذي يتلوى كأفعى في شوارع الدار البيضاء.

هل سألته عن موقفه. وهل يعرقل مصلو التراويح حركة سيره. وهل هو متذمر.

وهل اشتكى لك. وهل عبر عن سخطه. وهل غضب من الذين يصلون في طريقه.

ولو فعلت ذلك. ووقفت أمامه. وسألته. لاكتشفت أن الترام عابد متزهد لا يترك سنة من السنن.

وهو سعيد بما يقع له.

وحين يضطر إلى الوقوف فلكي يصلي مع الناس.

ثم أين يكون الترام قبل أن يخرج ليجوب الشوارع جيئة وذهابا.

وإلى أين يعود بعد انتهائه من عمله.

ولو كنت تعرفين يا نوا الفواري الجواب لما كتبت ما كتبت. ولما وصفت صلاة التراويح بالفوضى.

وسأقول لك يا نورا.

ولأنك صديقتي يا نورا الفواري.  فإني سأقول لك إن الترام يكون في معبده. وفي محرابه. ومنه يجىء وإليه يذهب.

وفيه يتخشع. وفيه يتوضأ. وفيه يتأمل سكان الدار البيضاء. ويتعجب كيف ومن شدة إيمانهم يصلون في السكة. ولا يهابون الموت. ولا يهابون القانون.

ولأنه ليس بمقدوره الدخول إلى المسجد. ولأنه مديد القامة. فقد بنى لنفسه محرابا يصلي فيه مع إخوانه التراموايات.

وفيه ينام. وفيه مسكنه. وأولاده. وزوجته. وكلهم يعيشون في ذلك المحراب.

وهل سبق لك يا نورا أن رأيت ترامواي صغيرا.

هل سبق له أن التقيت أطفال الترامواي.

وربما لا تعلمين أن الأب منهم. وبمجرد أن يصبح طول الرضيع مترا. يأخذه إلى الكتاب. وحين يبلغ مترين يكون حافظا للقرآن.

وهل شاهدت يوما زوجته. وحجابها. وحديثها. وسمتها. ووقارها. وقد تظنينها رابعة العدوية.

ولماذا أحكي لك كل هذا يا نورا الفواري.

كي تتأكدي أن الترام لم يحتج. وأنه صار مغربيا. وقد تأقلم معنا. وأسلم. وصار يصلي التراويح.

وصار يتوقف إلى أن ننتهي. ويركع. ويسجد. ويذهب إلى المقهى بعد الإفطار. ويتفرج في السيتكومات. ويفكر في الهجرة.

ولن تتفاجئي إن هو دخل إلى المدرسة. واقتحم القيصارية. ووجدته جالسا في مقهى بمحج مولاي عبد الله.

أو يشوي أكواز الذرة في شارع الجيش الملكي.

وغالبا أنك سمعت عن الترام الذي خربه البيضاويون. قبل أيام قليلة. وكسروه. وانتقموا منه.

وسوف ترددين الرواية الرسمية.

وسوف تنددين وتتأففين من سلوكنا غير الحضاري. وسوف تقولين هي فوضى.

وصدقيني يانورا. إنه يستحق ما وقع له.

وقد ضبطه شباب وهو يمشي مع أنثى ترام. ويقبلها بينما الناس صيام.

وقد خربوه لأنه كافر. ولأنه يفطر رمضان. وكي لا يؤثر على التراموايات الأخرى.

وليس هذا فقط

فقد كان يدخن لفافة حشيش في محطته الأخيرة بسيدي مومن.

وعيبك يا نورا  أنك لا تصدقين أن كل الكائنات تعبد الله سبحانه وتعالى. ومثل البشر. فيها الخير. والشرير. والمؤمن. والمنافق.

أما حين تزمر السيارات. وتتصادم. فهذه صلاة السيارات الجماعية.

وقد تظنين يا نورا الكلاكسونات ضجيجا. ونرفزة. بينما هو تخشع المعادن.

كما أنه لا يفل صلاة الحديد إلا الحديد.

وكما أن الكابح يسبح باسم الله. والعجلات. والأضواء. والجوان كيلاس. والتيرموستة.

وحين يقع ما تسمينه فوضى. وما هي بفوضى.

بل إنها صلاة الإنسان مع الآلات. ولأن الكهرباء تصعق الروح. ولأنه بنزين القلب.

ولأنه ما نظنه فرار الأحذية من أصحابها. هو خلوتها في الحقيقة وعبادتها.

وهو تجلي روح الأقدام العارية.

ولأن الطريق سيارة إلى السماء. وإلى الجنة.

ولأن الترام يحلق إلى خالقه

ولأن دراجات 103  قامت بالهجرة إلى المغرب واختارت العيش فيه دون باقي الدول.

ونحن أنصارها

مطمئنة بيننا. ومتجولة بحرية. وآمنة روحيا.

أما الشيطان يا نورا. فهو الذي يسعى إلى أن يشعل نار الفتنة في ما بيننا.

وهو الذي يوسوس في صدورنا.

وهو الذي أراه قادما وخلفه جنده على ظهر تريبورتورات ليدوسوا علينا جميعا.

وعلى المصلين. وعلى الذين يجلسون في المقاهي. وعلى لاعبي الورق. وعلى الكفار. وعلى المؤمنين.

وقد كتبت ما كتبت يا نورا  وعبرت عن رأيي لأني أعرفك تحبين الصراحة والوضوح.

ولأني أرى دخانا. وأرى فتنة نائمة. وأرى سيجارة تهرب مني. وأراها بعيدة. وأحاول القبض عليها. وأريد أن أصلح بينكم. وأن يؤذن المؤذن. وأن تأتي الحريرة. والليل. والعيد. والملابس الجديدة. واستعجل أمري. وجائع.

هي فوضى.

هي فوضى في رأسي. ونمل يلعب في دمي. والنيكوتين يعرقل حركة السير في عروقي.

وعلي أن أكتب.

فشكرا لنورا الفواري. وشكرا لصلاة التراويح. وشكرا للترام. ولمعرقلي حركة السير. ولكل من ساهم من قريب أو من بعيد في إنجاز هذا المقال المترمضن و”المقطوع”.

Envoyé depuis mon appareil mobile Samsung.

موضوعات أخرى

19/03/2024 00:00

رابطة البوليساريو فالصبليون كضغط على وزارة الثقافة باش تحيد الاعتراف بمغربية الصحرا من الجريدة الرسمية ديال إسبانيا 

18/03/2024 22:30

فرحات مهنا لسيدنا وللمغاربة: القبايل ممتنة للمغرب وللملك وكنطالبو بالدعم السياسي والدبلوماسي باش نوضعو حد للجزائر

18/03/2024 22:00

قضية التيك توكر “ايمان كوين” اللي خرجات كتقول غاتنتاحر وتقتل ولادها معها.. البوليس داير خدمتو وكيستامع ليها