الرئيسية > آراء > الزلزال هزة جيولوجية وليس عقابا من ربنا الرحمان الرحيم
07/02/2023 20:00 آراء

الزلزال هزة جيولوجية وليس عقابا من ربنا الرحمان الرحيم

الزلزال هزة جيولوجية وليس عقابا من ربنا الرحمان الرحيم

عمر أوشن ـ كود//

بعض من بني آدم ينتظر الزلازل والكوارث والفيضانات ليقول قولته المكررة البائسة ..

إنه عقاب من السماء..

أنظروا إلى المتبرجات والأفلام والأغاني الخليعة..

وشاهدوا الفساد ويقصدون به الجسد وليس فسد السياسة والحكام ..

أنظروا كيف كان عقاب الله للفاسقين والفاسقات..؟؟

إنه حكم رباني ورسالة إلاهية ..

ثم يطوي الصفحة..

ولا يهمه عدد الضحايا والخسائر والآلام والفجيعة والحزن وفقدان من تحب..

في زلزال الحسيمة كتب شاب ريفي مهاجر مقيم في ألمانيا

يا حسيمة زلزلي… وزلزلي ..

وانفصلي..

هل هكذا.. بهذا الأفق سنخفف من وجع الزلزال ..

دعوة طائشة إلى الانفصال..؟

كنت قضيت أياما بعد الهزة في الحسيمة أو بييا كما كان إسمها الأصلي في تمسمان والريف.

تلك الأيام كان الفصل شتاء والجو باردا.. وكان المبيت والنوم في خيام كبيرة كما تعود عليها الجنود والضباط..

الزلزال يفتح عيون البشر على الحجم الكبير لهشاشتهم ..

الله يرحم ضعفنا ..

لا أزال أتذكر لون دفتر تلميذة طفلة وخطها الجميل.. دفتر عثر عليه في إمزورن الصديق توفيق بوعشرين وسط بقايا مخلفات الزلزال..

زلزال الحسيمة كشف قدرة الدولة على التدخل عاجلا لمحاصرة الخسائر…كما كشف أيضا قدرة بعض جمعيات المجتمع المدني على تسلق الحبال..

خلال الفترة حضر الملك محمد السادس إلى المنطقة وكانت لحظة دخوله مستشفى محمد الخامس عرفت هزة أرضية من الحركات الارتدادية التي تتواصل ساعات وأيام بعد الزلزال..

شعرنا بها نحن الواقفين في ساحة المستشفى.. كانت دهشة ممزوجة بشعور مقاومة ومواجهة وانتصار على ما وقع.. الملك في المستشفى والأرض لا زالت تهتز ..

إن الزلزال شكل من أشكال الحرب… والعدو تحتك.. أسفلك في السراديب لا تدري متى يتحرك.. ومن أين سيخرج..؟؟

عشنا لحظات مؤثرة جدا.. إحساس برهبة وحركات الطائرات في المطار التي لا تتوقف والشاحنات المحملة بما يحتاجه السكان… الأكل والبطانيات..

التدفئة والدواء والأمن ..

زلزال أكادير كان أقوى وأكثر دمارا.. ولازالت القصص والحكايات تروى عمن قضوا وماتوا ومن عاشوا من الناجين..

مرة كنا جالسين في مقهى الأوركيدي في شارع المقاومة بالعاصمة واهتزت الأرض..

وفي ثوان قليلة وجدنا أنفسنا مثل فئران مذعورة في الشارع هاربين من الخطر..

إنها غريزة البقاء والخوف..

نحن في الرباط ولسنا في اليابان التي تعود الناس فيها على فهم الزلزال وتجنب الهلع والفزع ..

في الجزائر وقع مرة زلزال عنيف في الثمانينات ضرب بلدة الأصنام.. وخلف خسائر كثيرة بشرية ومادية ..

لا زلت أتذكر الزلزال.. لكن الغريب فيما وقع بعده هو تغيير إسم البلدة.. من الأصنام إلى إسم آخر يرضى عليه ربنا..

هناك من اجتهد وفسر حركة جيولوجيا الأصنام بلعنة ونقمة في الإسم..ويلزم تغييره.. الله رحمان رحيم رؤوف سلام غفور وإلى ما ذلك من صفات ..

من الغباء والجهل والجنون ربط الزلازل والكوارث الطبيعية والفياضانات بعقاب من السماء للفاسقين ..

أبدا لن أساعد الزلزال…

عنوان قوي لديوان شعر أحمد بركات..

الشاعر المغربي الجميل الذي رحل مبكرا منذ سنوات في سن 36 سنة..

ترك لنا قصائد لا تموت..

كل البلدان والأراضي التي تضربها هزات هي أرض الله ..

الشيلي أو المكسيك أو إيطاليا..

تركيا واليونان وإسبانيا والشام وأثيوبيا ومصر واليابان و….كلها بلاد الله..

يكفي ألم وفجيعة الزلزال.. موتاه وجرحاه وخسائره..

لماذا يضيفون عليه أنه إنتقام من الله..؟؟

الله بريء مما يدعون ويخربقون..

أسكتوا قليلا…

أقفلوا لابوتيك… هنيونا..

موضوعات أخرى

29/03/2024 06:00

العراقي لي حرق القرآن فالسويد علق لبلاد خرا.. غادي يطلب فيها اللجوء بعدما قررات ستوكهولم تجري عليه