الرئيسية > ميديا وثقافة > الروائي التونسي حسونة المصباحي لـ”كود” : الثورة من أجل الحرية والكرامة صودرت من قبل تجار الدين ومرتزقة السياسة.. وشعارات اليسار المتطرف مضحكة.. والرئيس الجديد كارثة حقيقية ورجل شعبوي يتكلم لغة ميتة غير مفهومة
10/01/2020 10:00 ميديا وثقافة

الروائي التونسي حسونة المصباحي لـ”كود” : الثورة من أجل الحرية والكرامة صودرت من قبل تجار الدين ومرتزقة السياسة.. وشعارات اليسار المتطرف مضحكة.. والرئيس الجديد كارثة حقيقية ورجل شعبوي يتكلم لغة ميتة غير مفهومة

الروائي التونسي حسونة المصباحي لـ”كود” : الثورة من أجل الحرية والكرامة صودرت من قبل تجار الدين ومرتزقة السياسة.. وشعارات اليسار المتطرف مضحكة.. والرئيس الجديد كارثة حقيقية ورجل شعبوي يتكلم لغة ميتة غير مفهومة

حوار عمر أوشن – كود الرباط//

ما بين أولى رواياته “هلوسات ترشيش” ، إلى العمل الروائي الجديد للكاتب ” لا نسبح في النهر مرتين” التي ستصدر اليوم عن دار الآداب ظل حسونة المصباحي إسما بارزا في الادب والثقافة في تونس والخارج..

كاتب ومترجم وصحافي غادر تونس في فترة طويلة وعاش بأوروبا مكتشفا الحياة والثقافة الأخرى عن قرب واستقر سنوات طويلة في ميونيخ  بألمانيا قبل أن يعود الى بلده.

بين حسونة ولغة الخشب عداوة كبيرة.. لذلك يقول كل مرة أنه لا يفهم كلام الرئيس المنتخب الجديد..

صدرت للكاتب كتب و روايات منها : وداعا روزالي وحكاية تونسية ونوارة الدفلى..

في هذا الحوار مع” كود” يعود المصباحي الى هوايته المفضلة: لا مصالحة مع  الشعبوية و تجار الدين والوهم.

قصة حسونة المصباحي مع التحدي والمقاومة، غنية بالأحداث والوقائع ..من حكايات قرآناها في هلوسات ترشيش، روايتك الناجحة الأولى، إلى ما تعبر عنه الآن اللحظة؟ ما الذي يغضبك ويقلق بالك؟

يغضبني الغدر والخيانة والأنانية، وكل ما يشوه وجه تونس البهي، ويزوّر تاريخها، وينشر فيها الفساد والقبح والرذيلة والكذب … والحقيقة أنني كنت قد حذرت منكل هذا ليس فقط في “هلوسات ترشيش”، وإنما في جل رواياتي وقصصي، وأيضا في ما أكتبه من مقالات، ومن تحقيقات… وكان التونسيون يعتقدون أن أوضاعهم سوف تتحسن بعد انهيار نظام بن علي، غير أن أوضاعهم ازداد تسوءا، وأظهر الواقع أنهم كانوا واهمين، وأن “ثورتهم المباركة من أجل الحرية والكرامة” قد صودرت من قبل تجار الدين ومرتزقة السياسة وخونة الأوطان وباعة الضمائر…وهؤلاء هم الذين يحكمون تونس اليوم…أما النخب المستنيرة فقد تشتت وتفرقت وانسحبت تاركة لهم  الدولة ومؤسساتها…

أما ما يقلقني حقا فهو أن تونس تعيش راهنا أسوأ  مرحلة في تاريخها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا … من هنا نفهم سبب التشاؤم  المرعب الذي يخيم على حياة التونسيين، والإحباط الذي أصابهم بحيث بات المستقبل بالنسبة لهم بمثابة اللطخة السوداء في أفق مسدود…

قلت في كتابات وأحاديث سابقة، أن ما يجري اليوم في تونس والعالم العربي كأنه إعادة تصوير لما قاله إبن خلدون في أحوال العرب والدولة وفساد السياسة..كيف ذلك؟

يبدو لي أن أوضاع العرب  لا تزال تراوح مكانها، منذ أن دخلوا عصور الانحطاط. وقد يكون ابن خلدون  أفضل مرجع يمكن الاعتماد عليه لفهم الانحطاط العربي في الزمن الراهن… فالدولة في مجمل البلدان العربية،  لا تزال هشة، وضعيفة، وغير قادرة على الدفاع عن نفسها لأنها لا تعتمد على مؤسسات قوية. كما أنالصراع على السلطة لا يزال متحكما في الحياة السياسية.  وهذا ما أكده الواقع في بلدان ما سمي ب”الربيع العربي”…. فقد سقطت أنظمة وصفت بّالفاسدة” وبّالديكتاتورية”، إلاّ أن الأوضاع ازدادت سوءا وتعفنا على جميع المستويات… والديمقراطية التي كانت تطمح إليها  شعوب البلدان المذكورة تبخرت لتحلّ محلها الفوضى والنزاعات الدينية والمذهبية والأيديولوجية… وكان ابن خلدون قد حذر منالمتسترين بالدين الذين يدعون ظاهريا إلى “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”،إلا ” أنهم في الحقيقة يبتغون السلطة ليمارسوا العنف، ويشرعوا الاستبداد فيأبشع مظاهره…

ما الذي يخيفك ويزعجك في ما يجري في أحوال السياسة والثقافة، وفي بلدك تونس؟ أنت تسخر كثيرا من الغنوشي ومن الرئيس المنتخب، الذي تقول أنك لا تفهم لغته العربية..هل تتوقع لتونس متاهة وردة؟

كنت ولا زلت أعتبر الغنوشي تاجر دين، ومخادع يتخفى وراء المواعظ الدينية ليمرر مخططه الجهنمي لتدمير تونس،  واغراقها في الفتن  والنزاعات العنيفة … وأظن أنهحقق البعض من أهدافه بسبب غباء الطبقة السياسية، وعماء اليسار المتطرف الذي ينظر إلى الواقع التونسي من خلال شعارات مضحكة تتحدث عن العدالة وعن الاشتراكية وعن المساوة من دون أن ترتكز على برامج واضحة ودقيقة… أما الرئيس الجديد فهو كارثة حقيقية لأنه وصل إلى قصر قرطاج بسبب الفراغ المهول الذي حدث في السلطة بعد موت الباجي قائد السبسي… وقد صوت له الكثير ظنا  بأنه سيكون” المنقذ”، لكن الواقع يكشف يوما بعد آخر أن هذا الرجل الذي يتكلم لغة ميتة وغير مفهومة،  هو في الحقيقة شعبوي  خطير قد يقود تونس إلى ما لا تحمد عقباه إذ تبين أنه لا يمتلك رؤية واضحة لا للسياسة الداخلية ولا للسياسة الخارجية…

ما هو الدور المطلوب اليوم من مثقفي وكتاب تونس؟

من الصعب جدا توحيد المثقفين التونسيين اليوم… فهم يعيشون تشتتا مخيفا. لذلك تفشت بينهم الانتهازية، وتعددت المافيات والفرق التي تتنازع فيما بينها من أجل المصالح وليس من أجل الوطن… كما أن المعايير باتت شبه مفقودة. لذلك انتعشت الرداءة واستفحلت لتفتح الباب واسعا أمام أشباه المثقفين والكتاب والشعراء … في حين وجد المبدعون الحقيقيون أنفسهم مهمشين ومبعدين ومقصيين  من المشاركة الفعلية والايجابية في الحياة الثقافية والفكرية والفنية…

صناديق الإقتراع فتحت البلد على متاهات خطيرة، وهذا حصل ليس في تونس فقط، ما العمل ما دامت الإنتخابات  لا تفضي  سوى لهذه الشعبوية والعبث والشعارات الجوفاء؟ 

ليس الأمر جديدا… فصناديق الاقتراع هي التي سمحت لهيتلر في ألمانيا، ولموسيليني في إيطاليا بالصعود إلى السلطة وفرض  نظام استبدادي.. وحدث الأمرذاته في العديد من البلدان الأخرى مثل تركيا على سبيل المثال لا الحصر… وفي تونس، لا يمكن التعجب من الأمر لأن التونسيين لا يزالون بعيدين عن فهم المعنى الحقيقي للديمقراطية والحرية. لذلك هم يعيشون الفوضى والعنف والهمجية منذ سقوط نظام بن علي…وأظن أنهم لن يخرجوا من النفق إلآ بعد أن يعيشوا تجارب ومحنا مريرة  قد تكون أقسى وأشد من تلك التي عاشوها على مدى السنوات التسع الماضية…

كل الوصفات لفصل الدين عن الدولة، لم تنجح  في شمال إفريقيا والعالم العربي ..لماذا ؟

التاريخ في جميع مراحله، وفي جل بلدان العالم يعطي الدليل القاطع على أن تدخل الدين في السياسة بفضي دائما وأبدا إلى كوارث وصراعات قاتلة…وفي تونس، نحن نعيش راهنا هذا التدخل بشكل بشع ومخيف؟ لذلك  تبدو البلاد معطلة، ومشلولة، وعاجزة عن الحركة والتقدم إلى الأمام…لذلك أنا أساند كل حركة وكل محاولة يقوم بها الأفراد أو الجماعات في تونس من أجل الفصل بين الديني والسياسي لكي يكون الدين في المسجد، والسياسة في الشارع، وفي السوق…

قرأت لك هلوسات ترشيش يوم صدرت، وأشعر أنها من الروايات التي تقرأ كي لاتنسى، كيف تنظر لها اليوم ؟

العديد من القراء والنقاد في تونس، وفي البلدان العربية يعتقدون أن “هلوسات ترشيش” التي هي روايتي الأولى لاتزال عاكسة لهموم تونس… وهذا يفرحني كثيرالأن العمل الأدبي الحقيقي يظل دائما حيا، ومسكونا بنبضات الواقع في مختلف تجلياته…

موضوعات أخرى

25/04/2024 05:00

مصر عايشين فالقرون الوسطى كثر منا.. النيابة العامة ديالهم شدات بلوكَوز مشهورة بسباب فيديوهات “خادشة للحياء”

25/04/2024 04:00

مرات نتنياهو دارت الفوتوشوب باش تبان صغيرة.. تصويرة على موقع “إكس” حولاتها مسخرة على مواقع التواصل

25/04/2024 03:00

ميريكان حكمات على مصممة أزياء مشهورة بعام ونص ديال الحبس.. كتصدر جلود ديال التماسيح واللفاعي

25/04/2024 00:00

لا تيتي لا حب لملوك: اتحاد العاصمة دارو ريوسهم فالكابرانات وتقصاو حتى من كأس الجزائر