حميد زيد – كود//

يجب تقاسم حزب الأصالة والمعاصرة.

يجب أن يأخذ كل حزب مغربي نصيبه منه.

يجب توزيعه على الجميع بالتساوي.

ومن يحتاج إلى الأصالة فلنمنحها له. ومن يحتاح إلى المعاصرة فليأخذها.

يجب على من صنع هذا الحزب أن يعيد كل عضو منه إلى أصحابه.

يجب أن يعود يمينيو البام إلى يمينهم.

ويجب أن يعود يساريو البام إلى يسارهم.

يجب أن نعثر على حل قبل أن تقوم الحرب بينهم. وقبل أن يكثر النطح والصفع.

ويجب أن تعود ميلودة حازب إلى عبد الله القادري.

يجب إفراغ هذا الحزب بسرعة من قاطنيه قبل أن يحدث مكروه. وقبل أن يسقط ضحايا. وقبل أن تشتعل فيه النار.

يجب تقشيره وحكه.

يجب صباغته من جديد.

يجب التبرع بأعضائه للمحتاجين.

وللأحزاب التي تعاني من عوز. ومن ندرة المصوتين.

يجب تدويرههم وإعادة استعمالهم في مشروع آخر.

يجب بيع الأصالة والمعاصرة. ولو بالخسارة. يجب بيعه.

وعلى كل من يرى نفسه مؤهلا للقيام بذلك عليه أن يتدخل قبل فوات الأوان.

ولكل من له قدرة شرائه فليفعل.

وليتبرع به بعد ذلك. وليمنحه للفقراء. وليتصدق به. وليصنع به حزبا جديدا.

يجب تفكيكه إلى قطع صغيرة.

يجب علينا جميعا أن نتحرك. يجب على الدولة. وعلى المجتمع المدني. وعلى كل الجهات. وعلى أصحاب فكرة حركة لكل الديمقراطيين أن يجدوا حلا.

أي حل.

يجب أن تتضافر الجهود.

يجب البحث عن حلول بديلة. يجب تجنب الانفجار. يجب حقن الدماء.

وقد نصدره إلى الخارح لتستفيد منه دول أخرى.

وقد نؤجره لمن يرغب في خدماته.

وقد نقدده. ونحتفظ به لوقت الشدة.

وقد نستخرج منه أحزابا صغيرة. ثم نربيها. حتى تكبر.ثم نبيعها لمن يدفع أكثر في الانتخابات.

وقد يكون من الأفيد أن نعتذر به للأحزاب المظلومة. وأن ننشط به الاتحاد الاشتراكي.

وكم ستفرح حنان رحاب لو منحناها نجوى كوكوس.

وكم سيسعد إدريس لشكر بدزينة من برلمانيي البام.

وكم محتاج التقدم الاشتراكية إلى ستة أو سبعة باميين يكمل بهم فريقه.

يجب إرجاعه إلى أصحابه الأصليين.

يجب معاقبة يسارييه بإلقائهم في نار حزب النهج.

يجب تجنب الحرب. يجب البحث عن حل سلمي.

يجب تجنب الاصطدام.

فلا يمكنك أن تصنع حزبا. وتجمع فيه كل التناقضات. وتجمع فيه الحالمين. والراغبين في الوصول بأقصى سرعة إلى المال.

ولا يمكنك أن تمنحهم كل الدعم. وأن تدللهم. وأن توفر لهم كل شيء.

ثم تتخلى عنهم. وتتركهم يواجهون مصيرهم لوحدهم.

وطبيعي أن يتشجاروا.

وطبيعي أن يعض حكيم بنشماس على الشرعية بالنواجذ.

وبعد أن يأخذ كل حزب نصيبه من البام.

وبعد أن يسترجع كل حزب ما انتزعه منه حزب الأصالة والمعاصرة.

وبعد أن يتم تعويض ضحاياه.

وبعد أن يتم تحرير من فرض عليهم الالتحاق بالبام.

وبعد أن يأخذ كل ذي حق حقه

وقبل أن يدعي أحد أنها  في ملكيته. ويطالب بها.  فإنها لي.

تلك الفيلا التي يتخذها الأصالة والمعاصرة مقرا له بطريق زعير هي لي.

وعشبها الأخضر يعرفني.

وطاولاتها تعرفني. ومقاعدها تعرفني. وسماؤها ونجومها تعرفني.

وهي نصيبي من هذه التجربة الرائعة والعجيبة.

وبتأملها. وبتأمل الحكمة في اختيارها مقرا. يمكنك أن تفهم بسهولة ما يقع حاليا في هذا الحزب.

وستفهم خلفيات الصراع.

وستفهم أنهم جاؤوا للاسترخاء. وللتمدد في العشب. وللتأرجح في الأرجوحة. وليس للعمل السياسي.

وأي مناضل ومهما كان صلبا وصنديدا. وبمجرد أن يدخل تلك الفيلا. وبمجرد اجتماع واحد فيها. فإنه سيقرر ألا يبرحها. وسيصاب بارتخاء وكسل لذيذين.

ولو بتدخل أمني فإنه لن يخرج منها.

وقد تصلح لقضاء عطلة. وقد تصلح لنسيان الهم. وللقاء الأحبة. وللتأمل. وللسفر الحقيقي داخل الذات. ولأحلى نومة. وأحلى قيلولة. بينما لا تصلح لحزب. ولا تصلح لمحاربة الأصولية. وللوقوف في وجه الإخوان.

وأخجل أن أرفع فيها شعارات بئيسة.

وأشمئز حين يدوس من هب وهب على عشبها. ويلعب فيه الصحفيون.

وأحرص ألا أجرح مشاعرها بالحديث عن أمور السياسة. وحين كان يتكلم منها إلياس العمري. كنت أتألم. وأرى رقتها. وأرى كيف يعتدون عليها.

وقد كان حلمي دائما هو أن أنام فيها. وأناضل بين غرفها. وأحارب الظلامية في حديقتها.  وأتمرغ في حداثتها.

وأخطط في ليلها للمستقبل.

وأكتب فيها عن صناعة الأحزاب. وعن الأصالة والمعاصرة أنموذجا.

أما إذا شرع  كل واحد في أخذ نصيبه من البام.

أما إذا تم توزيعه علينا بالتساوي. فهي لي. وأنا أحق بها.

وفي كل ويكاند سأدعوكم إلى سهرة في حديقتها.

وستشكرونني.