حميد زيد – كود//
حميد زيد – كود//
رائع جدا هذا الذي حدث.
رائع. وخيالي. وأسطوري. ولا يمكن تصديقه.
وتظن الطفل المغربي تعلم السباحة في بطن أمه.
رائع. ومثير. وملحمي.
وعلينا أن لا نترك العواطف تتحكم فينا.
علينا أن نكبح مشاعرنا.
علينا أن نكون محايدين. ونفهم في السياسة. وفي حساباتها. وفي ما يكمن خلف الأحداث.
علينا أن نحمل إسبانيا المسؤولية.
علينا أن نكون واقعيين.
يا له من مشهد جميل.
شيء لا يصدق. ويفوق أي خيال. ولا يوجد في الأفلام. ولا في الروايات.
حقا. حقا. إنها فرجة ممتعة.
فرجتنا المغربية.
ولا يجب التفاعل معها. ولا يجب أن نعتبرها واقعا.
ولا يجب أن نتأثر.
بل هي مجرد تخييل.
هذا الذي حدث أمس. مجرد إبداع. ومن الجهل انتقاده.
إنه سينما.
وعلينا أن لا نخلط بين الواقع والخيال.
إنه الخيال في أقصى حالاته.
إنها الأوديسة المغربية.
ومن الحكمة أن نتعامل معها باعتبارها عملا فنيا.
وألا نعتبرها حدثت بالفعل.
عليك أيها المغربي ألا تحزن. وألا تتساءل كيف تتخلى أم عن طفلها.
كيف يتخلى أب عن صغاره.
عليك أن لا تقول أي شيء للدولة.
ولا تحملها أي مسؤولية.
رائع جدا. وشجاع ذلك الرضيع في البحر.
رائع بكاؤه.
رائع جدا ذلك الصبي وهو ينطق بكلمة سبتة.
وهو يظن أنه لم يصلها بعد.
رائع وهو وحده. دون والده. وهو يذرف الدموع.
رائع منظر كل هؤلاء الصغار.
رائع ومثير ومشرف لنا كمغاربة.
رائع هذا التخلي. وهذا الفطام المغربي بالهجرة.
ثم إن ما حدث لا يعنينا في شيء.
إنه بعيد عنا.
رائعات تلك البنات وهن يهاجرن بمناماتهن وبجلابيبهن.وبفساتينهن الملونة.
وما أجمل تلك الأمهات وهن يشيعن أطفالهن.
ويصورنهن.
ياله من حدث غير مسبوق.
يا لعظمة الإبداع المغربي.
يا للحياد العاطفي الذي وصلنا إليه.
يا للدهاء المغربي.
وأثناء اللقاء بين الحيوان المنوي المغربي وبين البويضة.
وأثناء عملية التخصيب ينطق المغربي الذي لم يولد بعد كلمة سبتة.
ويحلم المغرب الكامن بالهجرة.
والمغربي الذي في طور التكون هو سباح ماهر بالفطرة.
وغالبا كانت هناك أمس نطفة مغربية تسبح.
وغالبا وصلت علقة إلى سبتة.
وغالبا لم تلتقط الهواتف الذكية مضغة مغربية وهي تركض.
وستختبىء في سبتة
وستخرج في الوقت المناسب.
فلا شك أنهم وصلوا إلى الضفة الأخرى.
الجنين المغربي مهاجر في الرحم.
وينتظر فقط لحظة الخروج.
والرضيع. والصبي. والبنت. والولد. والنطفة المغربية.
والبويضة المغربية.
رائع. رائع جدا. ويتجاوز كل قدرة على الفهم وعلى التحليل.
رائعة تلك الشهادة التي قدمتها تلك الأم المغربية.
رائعة وهي تعبر عن سعادتها بعد أن ودعت ابنتيها.
رائع هذا العدد الهائل من الأطفال.
رائعه هذه الجحافل من الصغار والمراهقين التي تريد الالتحاق بهم.
وأروع منهما صمت المسؤولين.
يا لشجاعة صغارنا. وكما لو أنهم يلعبون.
ويهاجرون
وبعد أن كانت الأم تخشى على صغيرها
وتراقبه من النافذة
وتمنعه من اللعب مع أبناء الجيران خوفا عليه.
وبعد أن كانت ترسله إلى الروض
وإلى الكُتاّب
فإنها أصبحت مقتنعة بإرساله ليسبح في البحر.
وليهاجر.
رائع جدا هذا الوعي المغربي الجديد
رائع جدا تعاملنا مع ما حدث
رائعة رباطة جأشنا. وعدم انفعالنا. وبرودة أعصابنا.
رائعة شقاوة أطفالنا.
وأروع من ذلك تعامل الدولة
والحكومة.
رائع هذا النضج السياسي الذي وصلنا إليه.
رائع منظر ذلك الرضيع المغربي
رائعة هذه الفرجة
رائعة كل هذه اللامبالاة بصورة المغربي.
رائعة هذه البراءة
و كما لو أننا نلعب
وكما لو أن ما وقع لم يقع.
وكما لو أن هؤلاء الأطفال ليسوا أطفالنا.
كما لو أننا نمثل
وكما لو أنها كاميرا خفية.
رائع
كل ما وقع رائع جدا.
ومثير