هشام نوستيك-كود//

أنا ونتي ونتا من بني البشر عندنا واحد الزهر تايهرس الحجر أننا عايشين فهاد الوقت للي قدرنا نشوفو فيه أشياء وقعات لأول مرة فالتاريخ الإنساني. آخر هاد الأحداث العظيمة هو صورة الثقب الأسود للي خرجات نهار الأربعاء. العلماء بذلو مجهودات خارقة وتجاوزو صعوبات وتحديات كثيرة باش قدمو لينا هاد الهدية الرائعة. العالم كلو تايرفع ليهم القبعة إجلالا واحتراما على هاد الإنجاز العظيم، آسف ماشي العالم كامل. كاين واحد الطبقة من بني جلدتنا للي بحال هاد النجاحات العلمية تاتدير ليهم الضيقة وبوحمرون وخاصهوم ضروري يلقاو ليها تخريجات باش تولي ماركة مسجلة ديال الحيوان الميتافيزيقي ديالهم.

هاد الخوت للي خدامين فدومين الإزعاج.. أقصد العجز.. أقصد الإعجاز العلمي عندهوم أحسن خدمة ممكنة، غير لحزاق فالسدادر ولوي أعناق النصوص باش تعصر منها شي حاجة تشبه العلم.

شحال هادي، فبداية الكفر بالله، كنت ساذج فالتعامل مع بضاعتهم الخرافية. كنت تانبقا مقاتل بالسوايع مع شي “عويجيز” – إعجاز – تانفكك فيه ونجبد مكامن الخلل. بعد ذلك عرفت راسي غير تانخور حيت ماكينة الإعجاز ما تاتحبسش وبمجرد ما تقتل عويجيز، غا يخرجو عشرة ديال خوتو!

من بعد ما دازت عليا التمرميدة، بديت نفكر فنسف قواعد الإعجاز المتهالكة. لقيت أن كل الإدعاءات تقدر تضربها في مقتل بست نقاط خفيفة على اللسان، ثقيلة في الميزان:

أولا الأسبقية: يلا كان القرآن كتاب تايفيض بالحقائق العلمية، علاش ماشي حنا للي تانكتاشفوها. علاش تانتسناو الكفار يخرجو بالجديد وتانجيو حنا من بعد نقولو ليهم هادشي كان عندنا ديجا فالقرآن؟
لو كان القرآن فعلا كتاب علوم كما يدعي البزناسة ديال الإعجاز، كون الواقع كان مختلف تماما. كون كانو المسلمين هوما المسيطرين على جميع الجوائز العلمية والكفار تايتشكاو أن المسلمين عندهوم ميزة القرآن.

ثانيا الثابت والمتحول: الدين ثابت والعلم متحول. يلا لصقتي الثابت بالمتحول، الثابت هو للي تايتصيد. نفرضو أنك اغتاصبتي شي آية على ود اكتشاف علمي، وتبين من بعد أن كاين خطأ فداك الاكتشاف، واش غا تقول كاين خطأ فالآية ولا غا تعاود ليها الاغتصاب؟

ثالثا الإعجاز عند الآخر: الفيلم ديال الإعجاز ما كاينش غير فالإسلام. تا فأديان أخرى بحال المسيحية والهندوسية كاين نصوص تقدر تكرفس عليها وتخرج منها داكشي للي تاتقلب عليه. علاش الإعجازي تايقبل الإعجاز ديالو وتايرفض إعجاز الآخرين؟

رابعا مرونة اللغة: اللغة ماشي أداة مزيانة فالتعامل مع ما هو علمي، داكشي علاش العلماء تايعاونو بالماط باش خدمتهوم تكون دقيقة. أنك تقول أن لغة سجعية بحال ديال القرآن فيها شي معلومات علمية دقيقة، راك حليتي الباب على مصراعيه باش نخرجو الإعجاز من أي نص أدبي أو شعري. خاصك غير شوية ديال الإبداع والبيترودولار وهانتا عايش الحياة.

خامسا ازدواجية المعايير: العلم للي فرحان بيه حيت تاتهدر على الإعجاز، وباغي تلصق فيه دينك وتثبت أن عندك علوم فكتابك القديم، هو نفس العلم للي تايقول بنظرية الانفجار العظيم ونظرية التطور. علاش مين تاتهدر على الإعجاز تايكون العلم الله يعمرها دار ومين تاتوصل لداكشي للي متناقض مع دينك تاتقول العلم خايب؟

سادسا المشاكل الداخلية: ماشي غير الكفار بحالي للي تايرفضو خرافات الإعجاز، بل حتى الشيوخ للي فاهمين دينهم. علاش؟ لأن الإعجاز تايتسبب فجوج مشاكل قد الديناصور. المشكل الأول ديال التفسير، القرآن كما هو معروف عند أهل العلم لا يفسر بالرأي، تايتفسر بالأثر. الأثر للي هو كلام الرسول أو الصحابي أو التابعي. البزناسة ديال الإعجاز كاع ما تايتسوقو لشنو قال الرسول وصحابو، تايفسرو النصوص كيفما بغاو باش يخرجو منها داكشي للي بغاو.

المشكل الثاني هو أنك مين تاتقول أن الله قال لينا معلومات يالله كتاشفناها دابا، هذا تايعني أنه كان تايهدر بالطلاسم مع الناس فالقديم. هاد القضية تاتنقص من قيمة كاتب القرآن، لأن من المفترض أنك مين تاتعطي مثال راك تاتشرح للمتلقي، ماشي تاتزيد تغرقو بحوايج ما يمكنش يفهمها. تا بلاغيا معيقة.

زيد على هذا أنك تاتدخل فمتاهات أخرى بحال العدل. واحد حضر لاكتشفات بهلول النجار و آمن، وواحد عاش شحال هادي ما عمرو سمع لا بإعجاز لا بإزعاج. لكن موضوع العدل موضوع كبير وخاصو مقال بوحدو.

المهم ها حنا جالسين تانتسناو عجائب وغرائب هيئة الإعجاز العلمي للي جاهوم أسيست واعر من الثقب الأسود!