الرئيسية > آراء > التدريس باللغة الحية والنموذج التنموي الجديد (2)
14/06/2021 21:20 آراء

التدريس باللغة الحية والنموذج التنموي الجديد (2)

التدريس باللغة الحية والنموذج التنموي الجديد (2)

د. مراد علمي //

اللغة الحية عندها تأثير بليغ على طريقة التفكير أو التصرف، الأقوال ديما كاترجم للأفعال، الوعود كيفاش كاتمّ؟ بالأقوال، باللغة الحية، ماشي بلغة أخرى، بعيدة كل البعد على المشاعر أو الأحاسيس، الأقوال هي سباب الأفعال، أو هادا هو دور اللغة البيولوجي، لما بغات الحكومة  المغربية المواطنات، المواطنين ينخارطوا لا فى تطبيق التدابير الإحترازية ولا  التلقيح ما ستعملاتش لغة منمقة ما كيفهمها حد، غير واحد النخبة معربة ما كاتفوتش 300 ألف، لأنها بغات توصل المعلومة، تكسب رضى المواطنين، تتحبب، تبني جسور، لغة الأم الحية أداة نسج، تشبيك العلاقات الإجتماعية، هي لغة التميز أو الإبداع بلا نهاية، نظرا لارتباطها بالذات بطريقة عفوية عميقة اللي ما عمر شي لغة غريبة، ثانية ولا ّ ثالثة تعلمتيها يمكن ليها تاخود بلاصتها، هي دينامو التفكير أو العواطف.

عن طريق اللغة الأم كانكتاشفوا الحياة، العالم، محيطنا، بيها كنحتافظوا على الذكريات العزيزة علينا، غير إيلا تفوّهنا بكلمة “القنطرا” غادي نرسموا فى مخيلنا تقويسة على جنابها جوج سوار على ليمين أو ليسر، أما إيلا قولنا “قنطرة” باللغة العربية الفصحى شوف واش تحضر هاد الصورة ولا ّ لا، بحال إيلا قولنا “لو پو” بالفرانساوية، يمكن لينا نربطوا كلمة “القنطرا” بشي حاجة جميلة، رشيقة، أو راجع هادا بالأساس للمؤنث، أما المذكر بالفرانساوية من المحتمل إكون عنيف، خشين.

اللغة كتعطي ديما نبذة على طريقة تفكيرنا، نظرتنا للعالم أو ما كيدور فيه، مثلا الإدارة الأمريكية كتدفع اليوما كثر من 100 مليون دولار فى برامج معلوماتية باش تكشف نوايا المجرمين أو الإرهابيين الإسلاميين، غير المشكل المطروح هوما التعبيرات المجازية ولا ّ الجمل أو الكلمات اللي المعنى ديالهم ماشي هاديك باش نطقنا بيهم، بحال إيلا جنّبنا الهضرة ولا ّ ستعملنا السخرية اللي صعيب على أي برنامج إفكك تشفيرها، أو باش يفهم البرنامج المعلوماتي شنو بغى بنادم إقول ضروري نطعموه بجميع معارف الناس، أو هادا  شبه مستحيل بالطبع.

جميع البحوث اللسانية النفسية ثبتات أن لغة الأم الحية هي اللي عندها تأثير كبير على أنماط التفكير طيلة الحياة، اللي حل كتاب أو قرا فيه قصة غرامية ولا ّ تخاصم مع شي حدّ غادي يتأثر كثر، لأنه كنوضعوا يدّنا على موطن ضعف أو قوة فى نفس الوقت، أو علاش الكلمات العذبة، الشوق أو الحنان ولا ّ السب أو الشتم كيكون باللغة الحية ديال الأغلبية ديال المغاربة؟ لأنها قوية، كتدخول للقلب بلا فيلتر، يعني لغة الأم الحية مرتابطة بالكيان، بالذات، كيف قال واحد النهار الفيلسوف الألماني الكبير مارتيك هايدكر: “اللغة هي موطن الوجود”، هي المكون الأساسي ديال الإنسان باش ما إحسش بالغربة، أو المشكل الكبير ديال الأغلبية ديال المغاربة كيحسـّـوا أنهم غرباء فى أوسط دارهم، فوق أرضهم، غير باش يرضيوْا أقلية معرّبة أوْ مفرنسة.

هادي هي عملية بتر، تشويه الذات أو خلق المقالب، السي عبداللـه العروي كان كيدافع على اللغة العربية بحال  إيلا المنظومة التربوية المغربية منظومة ناجحة، فعــّـالة حاسدنا عليها العالم بأسره، غير أخيرا نتابهات الدولة على أن المواد العلمية بالعربية كانت كارثة حتى بدّلات لغة التدريس للفرانساوية، بعدا عل الأقل كتفيد، كمرحلة نتقالية مرحبة بيها، ولكن فى السنين المقبلة ضروري تلقى وزراة التربية الوطنية أو التعليم العالي شي حل أو تغير اللغة الفرانساوية بالنكَليزية، لغة العلوم، العالم الحقيقية.

هادوا اللي ما عاطيين حتى شي قيمة للغة الأم الحية ما عارفينش بأن بيها  كنشطوا، نتسلا ّوْا، ندخلوا الفرحة للدار مع الحباب أو الصحاب، نعاودوا النكت أو غير إيلا ذكرنا بعض المفردات المعينة بلغة الأم يمكن لينا نحسـّـوا بـما الشهية غير كيدفق فى الفم، يعني شعورنا غير موضوعي أو كيسترشد بالعبارات اللي كنستعملوا أو اللي كيساعدونا  نرتــّـبوا بيها المعلومات بدقة أو بسرعة كبيرة، على عكس لغة غريبة، بعيدة كل البعد على هموم الناس أو المعايش اليومي، بالأخص فى مجال تداعي المعاني أو الإستعارات اللي كتنقل تجربة ملموسة للمفهوم نظري، موطن الإستعارة التقاطع بين الوعي، تصريف الأفعال أو التفكير، إيلا قولت مثلا: “فيروس متوحّش”، يعني عطيتو صفة معينة اللي أكيد غادي تكون عندها وقع قوي عند المتلقي اللي ما يكرهش إعاقب، يمكن يبغي إتابع قضائيا المصدر، أمـّـا إيلا قولت “فيروس” غادي يبقى الأمر مبهم، آش من فيروس؟ خطير ولا ّ حميد، قتال ولا ّ نافع، من المحتمل نبغيوْا نعرفوا مناين جا، شنو سبابو، أما فى الصيغة اللولة حسمنا الأمر، كما كنلاحظوا كلمة وحدة كافية باش ترجح كفة الميزان.

جميع أبحاث الدماغ كشفات أن لغة الصور، لغة الأم الحية، كتقوم بتنشيط العديد من مناطق الدماغ اللي مرتابطة بمعنى، بحمولات الكلمات، أما اللغة الثانية أو الثالثة ما كتعرف حتى شي نشاط فى الدماغ، لأنها بعيدة كل البعد على المشاعر أو الأحاسيس، على سبيل المثال إيلا قولنا “الحنان”، من المحتمل نتفكروا واليدينا لما خداونا بين يدّيهم أو حسّـينا بهاد الدفء اللطيف، ديما غادي نربطوا هاد الكلمة بهاد الشعور العذب، واليدينا ما كيتعاملوش معانا بشي لغة أخرى من غير لغة الأم اللي غادي ترسم إطار معاملاتنا مع الناس، غير إمـّـا كنحاولوا نلقاوْا حلول، نعتارفوا بالجميل ولا ّ ديما كنلوموا لوخرين، إيلا عوّدنا الناشئة على التقدير، الإحترام غادي إكونوا فى مستوى الحدث، أو الفضل كيرجع للغة الأم الحية، كانوا الوالدين غير كيلوموا أولادهم أكيد أن هاد الناس غادي إكون لسانهم سابقهم.

لغة الأم الحية متحكمة فى الإحتياجات أو الرغبات، بلا ما ننساوْا دور المشاعر اللي مرتابطة بيها، وإلا ّ غادي إكونوا مجرد صور ذهنية  تجريدية بدون أي طعم ولا مذاق بالنسبة للسلوكيات الشخصية، مشاعر إجابية بحال السعادة أو الأمل يمكن لينا نعتابروهم وقود المعاملة مع الناس، يمكن لينا نعتابروهم تحفيزات مهمة قصد التشبت بواحد الهدف معين، خلينا تطغى علينا مشاعر سلبية بحال الخوف أو اليأس غادي نخففوا من نشاطنا أو نتخلاو على هدفنا.

غير كنستعملو لغة الأم الحية، يعني لغة التدريس، كتسجل محفزات كهربائية فى الدماغ قبل ما نقوموا بهاد المهمة أوْ لوخرى، مثلا، غير كنبغيوْ نشربوا قهوة على برّا، الدماغ كيستوعب الفكرة أو كيبدا إترجمها للواقع قبل گاع ما نخرجو، كيقول ليك ما تنساش الفلوس، سوارت الدار، لبس الصباط إيلا كانت الشتى كاتطيح، ما تنساش المظل، الكمامة إلخ.

هادا ماشي صراع بين اللغة المغربية أو العربية، ولكن صراع بين العقل أو العاطفة، اللغة اللي ما عرفاتش تراعي الوعاء الثقافي أو الحضاري ما عمرها تنجح، لأن اللغة ماشي غير أداة للتواصل ولاكن حمالة للرسائل، توجهات، رغبات، حتياجات اللي دائما مرهونة بكشف سرها أو بعدها، أو إيلا ما حليناش مشكل لغة التدريس غادي تفرّخ المنظومة التربوية اللي بغا لينا السي عبداللـه العروي غير الأفق المسدود، البطالة المتوحشة، تصدير الفقر، الهشاشة، الهدر المدرسي، كثر من 200 ألف كل عام، أو الهجرة الجماعية نحو الشمال بحال اللي حصل أخيرا في سبتة أو مليلية.

موضوعات أخرى

24/04/2024 01:00

الأمم المتحدة: آسيا هي القارة  للي تضرات كثر بالكوارث الطبيعية.. وها شحال من كارثة ضرباتها

23/04/2024 23:30

بحوث ميدانية غدار لدى 4000 أسرة بالوسط القروي فجهة كازا باش تحدد احتياجات الساكنة المستهدفة

23/04/2024 23:00

ف الويكاند الفايت.. لاگوارديا سيپيل ف سبتة شدو مغربي حاول يهرب الحشيش ف قراعي د الحليب

23/04/2024 22:50

رد قوي من طرابلس على التكتل مجهول الهوية لي بغات تخلقو الجزائر.. ليبيا شكرات سيدنا على دعمه الثابت لقضيتها وأكدات أهمية تعزيز اتحاد المغرب العربي

23/04/2024 22:00

موقف بركان قوي واتحاد العاصمة ضعيف وها الأحكام اللي يقدر يصدرها الكاف فقضية الغاء الماتش بسبب حماق الكابرانات

23/04/2024 21:52

الحوار الاجتماعي.. الحكومة والنقابات داخلين فمفاوضات مكثفة على قبل الحق في الإضراب وحرية العمل

23/04/2024 21:51

“المحششين” بتعبير بنكيران يكردعون “ولي من أولياء الله” في الانتخابات التشريعية الجزئية بدائرة فاس الجنوبية