واش الحكومة غاتحل الحمامات مور الشتا لي طاحت.. بايتاس لـ”گود”: على حسب كل إقليم والوضعية ديال الماء فبلادنا صعيبة ونسبة الماء لي دخلات للسدود ضعيفة
حميد زيد كود ////
منذ مدة لم نسمع هذه الكلمة.
لقد اختفت تماما. كأنها لم تكن بيننا. وكأنها لم تكن نجمة مرحلة سياسية.
وفجأة لم يعد أحد يحارب التحكم.
ولم يعد أحد يخبرنا أنه يختنق.
إيه. أين هي تلك الأيام.
وأين هي الدولة العميقة.
وأين كل ذلك المعجم السياسي.
كل هذه اللغة انتهت. ولم يعد أحد يقترب منها.
رغم أن التحكم ازداد وضوحا. ومن لم يكن يظهر له. ومن كان يشك. أصبح ينظر إليه اليوم ملونا. وصريحا. ولا يخجل من التعبير عن نفسه.
أنا موجود.
أنا هو.
أنا حي. وقوي أكثر من أي وقت مضى.
وأنا في العدالة والتنمية.
وفي كل مكان.
والذين صدعونا بمحاربته يرتمون اليوم في حضنه.
ويعملون من أجله.
إيه. كأن قرنا مر على قصة حزب العدالة والتنمية. بينما هي حكاية أشهر فقط.
وفي أشهر قليلة مسخ حزب مغربي.
وصار حزبا آخر. يجد صعوبة في أن يعرف نفسه. في ما يشبه معجزة مغربية.
وفي ظرف قياسي أصبح التحكم حلو ولذيذا وممتعا وطيبا.
وأريد أن أسألهم في حزب العدالة والتنمية: أين هو التحكم. وهل قضيتم عليه. وهل خنقتموه.
بينما كلهم مشغولون. وكلهم في بيته.
وينسون.
ولا أحد منهم يذكره بسوء. حتى أني أشك أنهم حزب العدالة والتنمية.
ورغم أني كنت على سابق معرفة بالتحكم. وأنه جذاب. ومغر. وقوي. وفيه الحياة جميلة. فلم أكن أتوقع صراحة أن يحدث ما حدث للإسلاميين بكل هذه السرعة.
وهي سرعة مفزعة.
وهي سرعة مخيفة.
حتى أن الناس مازالوا يتذكرون سيارات الكونغو التي جاء بها وزراء حزب العدالة والتنمية أول مرة.
ويتذكرون جلوسهم القرفصاء.
ويتذكرون البيصارة التي كانوا يلتقطون معها الصور.
فما حدث قريب. وقريب جدا. والمغاربة كلهم يتذكرون.
إنه أمس. وليس خمسين سنة.
واليوم يرون السيارات الفارهة.
وصف المرسيديسات.
وصعب جدا أن تقنع من صار هذا وضعه. ومن صار يركب في هذه السيارات. ومن صارت له حياة مخملية أن يركب الكونغو.
وصعب جدا أن تمنع المغاربة من السؤال عن أين هي تلك السيارات القديمة.
فالسيارات تتكلم.
والماركات بليغة ومعبرة وتختار صفها وانتماءها.
وليست مجرد وسيلة نقل. كما يعتقد البعض. بل محدد لانتماء طبقي جديد.
وهي اليوم سيارات تميل إلى التحكم.
وغالية. وأنيقة. ومريحة. ولامعة. ومكلفة.
وتعرف حلفاءها
وتعرف أين يجب أن تقف.
وتتفهم الدولة العميقة. وليس من مصلحتها معارضتها. أو حتى الإشارة إليها بالأصبع.
وكي تستمر في السير عليها أن تلتحق بها.
وأن تقصي كل من يحاول أن يتشبث بخطابه القديم. وبسيارة الكونغو.
وما وقع في حزب العدالة والتنمية هو حرب بين هذين السيارتين.
وبين الشقة والفيلا.
وبين خطابين سياسيين لا يلتقيان.
وربما لهذا غابت هذه الكلمة. وأي كلام آخر فهو مجرد مبررات.
والمثير
أن كل شيء حدث بسرعة كبيرة
وفي زمن قياسي
حتى أن التحكم نفسه لم يكن يتوقع هذا
ولم يكن يتخيل أنه مغر إلى هذا الحد
ولذيذ.
فمن يتحدث عنه الآن
من سمع منكم هذه الكلمة
كأنها لم تكن
كأننا كنا نحلم.
بينما هناك من لا يزال ينتظر سيارة كونغو تمر وينزل منها وزير
وهناك من لا يصدق
ومن مكان عال
يضحك التحكم ملء شدقيه
ثم يقرر أن يخلد إلى النوم
ويستريح
من ملف أتعبه كثيرا
ووظف فيه كل الأصدقاء
واشتغل فيه جميع الفرقاء
بصبر
وأناة
ودوخة أحيانا
إلى أن كانت هذه النتيحة.