عمر أوشن – كود//

خلق البشر لكي لا يتساوى..

هذه مصيبة الوجود الإنساني على الأرض.

مواسم البرد و الصقيع تفضح أن الإنسان ليس سواسية.

لقد صدق من قال : ضرب بينهما بسور..باطنه فيه الرحمة و ضاهره من قبله العذاب..

و العذاب هذه الأيام هو البرد..

استعدوا له كما تستعدون للعدو.

افتحوا المساجد لمن لا مأوى له لو كنتم صادقين..

الصلاة وحدها غير ذات جدوى  أمام هؤلاء التائهين في الأرض ..لا غطاء لهم غير السماء الكافرة و سكاكين البرد تمزق الاحشاء..

كيف ننقذ ضحايانا من البرد؟

بأية وسائل ..

الحطب قليل و تسرقه المافيات  والجيب  فارغ والبيوت قبور في الماء كما وصف زفزاف حياة البحارة في مهدية..

البرد ..البرد..الصمقلي.. أصميض..السم..

و أضف ما شئت من الأسماء..

لكنه مثل الجوع والحزن لا أحد يمكن أن يحس بمقدار من هو محطم به..

المشردون قلة حسب وزيرة تبدو من ملامحها أنها تعاني .

و قد رأيت أمس في أكدال بساحة الكنيسة القديمة التي تحولت الى قيسارية  قيس مشردا يفرش الرصيف يلتحف خرقة بطانية مهترئة  تصورت أن أحدا رماها عليه شفقة قبل أن يفكر في بناء قصر في الجنة..

البرد في املشيل  و تونفيت و أنفكو و ميدلت و بولمان جربته أعرفه عدو الله..

و لم تسعفني في تلك اللحظات العصيبة في أطول ليلة في تونفيت الفقيرة داخل جحر سوى فودكا يورينكا التي فكر في فوائدها منير وإشتراها من مكناس.

البرد جربته هناك ..غير أن مسجدا ضخما فخما وجدناه يتكعكع على البحيرة فوق الجبال..

لست مهندسا ولا خبيرا في بيئة لكني شعرت بأن الجبل أغتصب بتلك الطريقة..

هل كان حقا يحتاج الى صومعة  مهجورة قبل أشياء أخرى..

لكن أفكارالوهابية  في خدمتنا لتوصل المساجد لهذه الأعالي و القرى المعزولة قبل  أن يصلها الخبز والنبيذ والحساء وحطب التدفئة.

البرد عدونا..

أفتحوا المساجد..إنها لله..

و الله لا يحب لعباده الموت بسبب الصقيع والبرد..