يجب اولا إلقاء نظرة عن كثب على الأشياء قبل ان نتخذ قرارا عَلى عجل، فدينامية الجماهير ظاهرة عالمية، حيث الجماهير تمتص الفرد وتحايده. طبيعة هذه الجماهير “عاصفية”، لنأخذ مثالا على ذلك ملاعب كرة القدم، موجة بشرية صغيرة قد تتحول الى تسونامي نجهل عنه كل شيء، نتذكر الامواج البشرية السلمية في المونديال، تخيلوا ما ستكون عليه تلك الامواج في حالة العنف، علينا ان لا ننساق في تحاليلنا الى احكام متسرعة وعلينا ان نحلل الظاهرة بحذر وذكاء
ينضاف الى ما ذكرنا امر في غاية البساطة بخصوص المغرب، وهي ان الدولة المركزية حديثة العهد وأكثر ما تتصورون. لم تفرض هذه الدولة طيلة قرون سلطتها على كافة الاراضي اي على المجتمع ككل، فحتى في المناطق التي تدخل في “التي تنالها الأحكام” لم تكن بيد القضاة بل بيد رجال السلطة: القياد والباشاوات، وفي هذا النظام كان للشعب كلمته: الاعتداء والعقاب مباشرة من الامور المعتادة، كانت الجماهير تتحرك بما تراه شرعيا
يجب تحليل التصرفات الاخيرة من هذه الزواية، زاوية ان الدولة وخلافا لما نعتقد، لا تتحكم بشكل كلي في كل شيء، لذا فاحتكارها للعنف مازال بعيد المنال.