هشام نوستيك-كود//

كلنا فعفعاتنا الجريمة الإرهابية للي وقعات فنيوزيلاندا ومشاو ضحيتها أبرياء مسلمين. ردود الفعل كانت متباينة كيفما هو دائما متوقع من بعد أي جريمة إرهابية. للأسف فالعالم ديالنا اليوم صعيب أنك تعلق على شي حدث بحال هذا بلا ما تواجه ثلاث مشاكل، المشكل الأول والثاني جايين منك نتا وتقدر تتحكم فيهم و المشكل الثالث خارج على الإرادة ديالك.
المشكل الأول: التعاطف ديالك تايكون مع للي بحالك. ديك بحالك خشي فيها كلشي، العرق، الدين، الوطن، القيم إلخ.. على حساب الآخر للي ما مشتارك معاك فوالو أو مختالف معاك جزئيا. علاش المسلم تعاطف مع ضحايا نيوزيلاندا وما تعاطفش – أو تعاطف غير بشكل خفيف – مع ضحايا غير المسلمين؟ علاش المسلم السني ما تعاطفش مع ضحايا المساجد الصوفية والشيعية فأفغانستان وباكستان والعراق وغيرها من البلدان؟ الجواب أسهل مما تتوقع. لأنهم ماشي بحالو إذن ما كاين تا شي دافع تضامن عاطفي معاهم.
المشكل الثاني: هو التعاطف الاستراتيجي، التعاطف للي تايكون حسب الحالات. علاش المسلمين ما تعاطفوش مع اليمنيين للي تاتقتلهم السعودية وحلفاؤها؟ لأن مسلم قتل مسلم ماشي هي كافر قتل مسلم، خاصة يلا كان القاتل رجل أبيض غربي.
المشكل الثالث هو تقييم الآخر لهدرتك حسب التعاطف للي عندو هو. أي واحد تايقرا هاد المقال وعارفني أنا كافر غا يتاخذ موقف مني، وغا يأول كلامي التأويل المناسب للنظرة ديالو عليا.
واخا يكون رأيك موضوعي إلى أقصى الحدود، غا يلقى المخالف دائما شي لعبة يقولك بها ما لم تقله، لأن المشكلة بالنسبة ليه هي أنت وماشي شنو تاتقول.

يقدر يعترض المسلم ويقول أنه تايتعاطف مع الجميع. من نيتك؟ إذا وقفتي أمام المرآة وسولتي راسك بصدق واش فعلا تعاطفك هو نفسه مع الجميع، أنا متأكد أنك غا تلقى نفسك تاتكذب وتاتصدق كذبتك. بل حتى إسلاميا لن يستقيم تعاطفك لأن عقيدة الولاء والبراء تفرض عليك حب المسلم وبغض الكافر، فكيف إذن سيكون تعاطفك مع الضحية الكافر نفسه مع الضحية المسلم؟

كذلك الأمر للأسف بالنسبة لبعض المسلمين السابقين للي رغم أنهم خرجو من الإسلام والمفترض أنهم ولاو أكثر عقلانية وإنسانية، تجدهم يحولون كرههم للدين إلى كره المتدين. تقدر تلقاه فرحان بقتل المسلمين فنيوزيلاندا بحال فرح بعض المسلمين بقتل الكفار.

لذلك الإنسانية هي الحل! الإنسانية هي الوحيدة للي تاتجمع ما فرقته الأيديولوجيات. الإنسانية هي الوحيدة للي ما مبنياش على “نحن ضد الآخر”. تقدر تبان القضية ساهلة نظريا أنك تقول أوكي كل الناس بحال بحال وغا نحزن بنفس الدرجة على كل الضحايا، لكن كن على يقين أخي في الإنسانية أن القضية ماشي بهاد السهولة، بل خصها جهاد نفس كبير. خاص ترويض للنفس باش تشوف ديما الإنسان إنسان بغض النظر عن عرقه ولونه ودينه.

هاد الجريمة الإرهابية كاين احتمال كبير أنها غادي تبدا دوامة ثأر قبيحة يقدرو يطيحو فيها ضحايا أكثر وأكثر.

الأمل هو أن الإنسانية تنتصر على المدى البعيد وكلنا نتفكرو أننا مجرد كائنات صغيرة عايشين فوق حجرة طايرة بينا فالكون، حجمها بحال نقطة غبار فالفضاء الشاسع.