حميد زيد – كود//

قبل أن تقع حادثة سير آمنة ماء العينين كان موقع شوف تيفي حاضرا.

وفي عين المكان.

حتى أن الخبر لم يعد هو صور برلمانية حزب العدالة والتنمية بنصف حجاب وبحذاء كعب عال. بل كيف صورها موقع شوف تيفي.

وكيف حقق هذا السبق.

وماهي القوة الخارقة التي يتوفر عليها وتجعله دائما في المكان والزمان المناسبين.

وليست هذه هي المرة الأولى. ولا السكوب الأول. بل هناك معجزات صحفية كثيرة تحسب لصالح هذا الموقع.

وعلاقة بحادثة سير سيارة آمنة ماء العينين. فهناك من يراهن أن مراسل شوف تيفي كان يتبعها.

وكان يتوقع الاصطدام. وخروج المعنية بالأمر من سيارتها. ووقوفها تلك الوقفة.

وهناك من يراهن أنه كان علم بالحادثة. ولذلك ظل جالسا على حافة الطريق ينتظرها.

أما بعض المغرضين فيقولون إن مراسل شوف تيفي هو الذي صدم سيارة آمنة ليحصل على السكوب. لكني أستبعد ذلك.

وربما كان مختبئا في الصندوق الخلفي.

بينما لا أحد يعلم سر هذا الموقع. وسر تفوقه. وكل ما نقوله يبقى مجرد تكهنات.

وقد حدث أن استبق شوف تيفي عددا من الجرائم قبل أن تقع. وحاور الضحية. وحاور أسرة المجرم. متوفرا على قدرات صحفية تفوق قدرة الصحفيين البشر.

وفي البداية كنت أقول إنه موقع محظوظ.

وإن السكوبات تحبه. وتأتي إليه. وتختاره لوحده.

وبعد ذلك صرت مقتنعا أن المسألة تتعلق بالخوارق وبطاقات عجيبة ما وراء طبيعية.

كما أني صرت أشك أن في داخل كل واحد منا ميكرو يعود إلى موقع شوف تيفي.

وفي كل مواطن كاميرا في ملكية زميلي إدريس شحتان.

وأي حركة. وأي نأمة. يتوصلون بها في الحين. ويشتغلون عليها. ويصححونها. ويوضبونها. إلى أن تصبح صالحة للنشر.

لكن لم يأت كل هذا من فراغ. بل بتخطيط وعمل وجهد واستثمار ومراكمة للتجربة.

ومقارنة بشوف تيفي فنحن في كود مثلا لا نملك إلا ميكروفونا واحدا أو اثنين. وفي الغالب أنهما ضاعا منا.

وذلك لأن مديرنا لا يستثمر في أدوات العمل. ولا يوفر لنا الماتيريال. كما يفعل مدير شوف تيفي.

ولا مقاولة صحفية ناجحة دون استثمار.

أما النتيجة فهي ما نراه من عمل مبهر. وخيالي. يقوم به طاقم شوف تيفي.

وهو موقع يوجد اليوم في كل شيء. ومهما حاولت تجنبه فإنه يصورك ويأخذ منك تصريحا.

وتجد شوف تيفي في عجلة السيارة. وفي الكابح. وفي القلب. وفي ذيل الكلب. وفي ذهن رجل السياسة. وفي الطريق. السالكة. وغير السالكة. وفي ظهر الحمار. وفي المطبات. وفي الشجرة. وفي الغصن البعيد. وفي القبر. وفي السماء. وفي القبو. وفي النهار. وفي الليل. وفي الغبش. وفي المسرات. وفي الرزايا.

وأينما وليت وجهك تجد شوف تيفي. حاضرة. ومحققة السبق.

ومع ذلك. مازال من يستغرب من تصويرها لآمنة ماء العينين.

وكيف فعل شوف تيفي ذلك.

بينما هذا ليس جديدا. وتاريخ هذا الموقع يشهد بمعجزات أكبر من هذه. وبخوارق لا يصدقها عقل صحفي محدود.

وأي شخص يحرص على تجنب الفضائح.

وأي شخص يظن نفسه بعيدا عن الأنظار.

فعاجلا أم آجلا

ستكشفه شوف تيفي.

ورغم كل تجربة آمنة ماء العينين. ورغم كل حنكتها السياسية. فقد أهملت هذا المعطى.

ومنعها الحب من أن تفكر في أن شوف تيفي موجودة في المغرب.

وأي شيء

وقبل أن يحدث. تستبصره. وتستشرفه. وتجدها دائما في عين المكان.

فتصوره. وتنقله لمتتبعيها الكثر.

في تجربة فريدة. ومحيرة. وتستحق الدراسة.

وأنا متأكد

ولن أدعي أي سبق

أن هذا المقال. قرأه زميلي ادريس شحتان. قبل أن أكتبه.

ومتأكد أن مراسلا لشوف تيفي صوره.

وأجرى معه حوارا.

قبل أن ينشر.

كما أن أي خطوة تخطونها

وأي فكرة وقبل أن تخطر في بالكم

يكون هذا الموقع على علم بها قبل غيره.

سباقا

ومنفردا

وعاجلا

وفي عين المكان

متربصا بالخبر

قاعدا ينتظره قبل أن يقع

في الطريق

وفي المنعطفات

وعندما يقع يذهب الخبر إليه ويقول له صورني.

وسجل معي صونو

لقرائك

ولمتابعيك الأوفياء.