الرئيسية > آراء > الألترات جزء من الحل وليسوا جزءا من المشكل
24/03/2016 19:57 آراء

الألترات جزء من الحل وليسوا جزءا من المشكل

الألترات جزء من الحل وليسوا جزءا من المشكل

عبد الله عيــــد

عيد

يوم السبت ماعرفتش كيفاش طرا ..

 

الأسبوع كامل وأنا عوال نحتافل بالذكرى 67 لفريقي المفضل وكانتسنا داك النهار بفارغ الصبر. جا النهار الموعود الوقيتة كاملة دازت بالنشاط والضحك والزهو وحتى الفرقة رابحة .. مافهمتش كيفاش تا واحد اللحظة تبدل كولشي وولا كيبان قدامي بنادم مخنوق والدمايات كاتسيل تحت أنظار الأمن لي ماتدخلش

 

تحولت من إنسان في غاية الفرحة إلى آخر حزين, كئيب, مصدوم وحاس بواحد الخيبة أمل كبيرة خاصة أنني كانشوف أكبر جوج فصائل ألتراس ديال الفريق لي كانشجع كيتقاتلو بيناتهم. ملي عرفت أنه جوج ديال الدراري أبرياء ماتو تحت الإنفعالية لعنت الكرة ومن اخترعها ولعنت معها فصائل الألتراس كاملة من طنجة للكويرة وتمنيت أن يتم حلها ومحاكمة الناس ديالها لي وصلونا لهاد الحالة

 

ولكن من بعد فكرت مزيان .. أنا ولد الضومين وكنت متعاطف مع الكرين بويز منذ التأسيس وفسنة 2008 انضميت لألتراس ايغلز فرع الرباط وبعدت من هادشي سنة 2011 على ود القراية والصداع لي بدا ملي شي عسكريين عرفونا فين ساكنين وبداو كيهددونا وبالتالي آخر ماتش كلست فالماغانا كان ضد خريبكة ملي ربحنا البطولة ومن تما وانا كانمشي غير فالمناسبات ونجلس فالمنصة ..

 

انطلاقا من التجربة لي اكتسبتها والدراري لي عرفت خلال تلك المدة فراه خاصني نحبس من إطلاق أحكام قيمة على أصدقاء الأمس ونبدا نتهم فيهم بحال كافة الشعب ولكن هادشي خاصو تحليل معمق عوض السطحية وديك النظرة ديال الاحتقار والاستعلاء. راه أكبر جملة تنم عن الجهل والسطحية في التحليل لدى البعض هو ملي كيقوليك “وا شوف على همج, دايرين هادشي على كرة” وكيبدا فالمقارنات الأفلاطونية ديالو بين جماهير الديربي وجماهير الكلاسيكو كأنه لا يعلم أو لا يريد أن يعلم أن الفرق بينهما هو كذلك الذي بين السماء والأرض .. الذين يحضرون الكلاسيكو هم أناس أتاحت لهم الصدفة فرصة التمدرس منذ صغرهم وفرصة الشغل والتوفر على مدخل قار عند كبرهم وما منعاتهمش الدولة أو المجتمع من حريتهم الفكرية أو الجنسية ودارو عليهم الوصاية بحالا قاصرين أو رعايا وبالتالي فالمناخ العام يجعل من الرياضة بالنسبة ليهم وسيلة للترفيه وتغيير الروتين ليس إلا ..

 

أما في يخص أبناء بلدنا فالصدفة شاءت أن ترمي بهم داخل نظام تعليمي رديء الجودة يدفع أغلبهم لمغادرة الدراسة عند صغرهم أو فترة مراهقتهم ولي صبروا وكملوها كيلحقوا على إخوتهم كعاطلين بحيث سوق الشغل ما كيوفرش ليهم الخدمة والسالير إضافة إلى ذلك كانلقاو تعصب فكري شديد لأبسط المعتقدات وكبت جنسي كبير مما يجعل الرياضة وكرة القدم على الخصوص ماشي وسيلة للترفيه ولكن مخدر حلو لنسيان الهموم وآهات الواقع ومآسي الحياة ومصاعبها وبالتالي كيكون الإرتباط بالفريق مسألة وجود عند هؤلاء الشباب وهادشي علاش كيكونوا على درجة كبرى من التعصب .. المشكل ماشي في كرة القدم وعمروا ما كان فيها, حيت إلا حيدتي ليهم كرة القدم غايقلبوا على وسيلة أخرى وغايلقاوها, وشخصيا كانظن بلي إلا هاد الشباب بقاو متعصبين لهاد الرياضة كيبقى أحسن من أنهم يتعصبوا لأفكار متشددة ذات طابع ديني أعطتنا داعش والنصرة والقاعدة ..الخ

 

عودة لما حدث يوم السبت, ديكشي مرفوض تماما ويتحمل فيه الفصيلين مسؤولية كبيرة واللجوء للعنف غير مبرر أبدا ولــكــن !! كيفاش وصلو السيوفا للتيران وكيفاش وصلو العصي والحديد والحجر قدام 4 ديال البراجات ؟ وكيفاش دخلو القاصرين وكاين قانون من 2007 كيمنع دخولهم لي أنا شخصيا كنت ضحية ديالو ملي دوزت 5 ساعات سنة 2008 فكوميساريا حيت جربت ندخل للديربي باش كانت عندي 14 عام ؟ كيفاش العدد ديال التذاكر لي تباعت هو 16 ألف تذكرة والمشجعين كانو 30 ألف ؟ كيفاش الأمن كيشوف المضاربة والمقاتلة وماكيتدخلش وعلى العكس كيلعب دور المتفرج ؟ كاينا جوانب كثيرة فيما حدث يوم السبت، وكاينا جوانب كثيرة في ظاهرة العنف بالملعب والفضاء العمومي والسياسة ..الخ وتحميل المسؤولية للألتراس وحدها فيه تغليط كبير للرأي العام وإقصاء هاته التنظيمات ليس جزء من الحل بل هو جزء من المشكلة لأن الكرة المغربية تحتاج هاته الفصائل التي أعادت الجمهور للملعب بعدما غادره وهجره، والتي أنعشت خزائن فرقها، والتي حاربت الرؤساء الفاشلين والشفارة لي بغاو يطغاو، ولأنهم هم من أبدعو بالملاعب وأعطوهم رونقا جماليا ورائعا .. حلهم لن يكون حلا للمشكلة بل سيكون ضربة قاضية في حياة عدد من الشباب الذين أقصتهم الدولة بسياساتها الاجتماعية الفاشلة ومنعتهم من حقهم في التعليم الجيد ومن حقهم في العمل ومن حقهم في الحياة الكريمة ومن ملاعب القرب ومن مراكز التكوين الرياضي والفني ..الخ حتى يفرغو طاقاتهم. حل الألتراس سيدفعهم لعزلة أكبر وأعمق لأنه سيحرمهم من فضاء يساعدهم على إبراز هاته الطاقات ومن حس للإنتماء لا يمكن أن يفهمه وزير مثل بوليف الذي سماهم جماعات إرهابية لأنه لا يشبه الإنتماء السياسي المبني على الإنتهازية والمصالح بالمغرب في غالبيته

 

 

حل الألتراس هو دفعة أخرى للشباب نحو التطرف ومن هنا يبدأ الإرهاب الحقيقي الذي تدَّعي الدولة محاربته .. فمحاربته لا تقتضي تفكيك الخليات وسجنها بل عدم الوصول أصلا لوجود هاته الخليات الإرهابية وذلك بمقاربة اجتماعية واقتصادية تدمج كل فئات المجتمع دون إقصاء خاصة الشباب، فلا يجني المرء إلا ما حصد. الألتراس يجب أن تستفيد منها الدولة لأنها هي الوحيدة القادرة على تأطير الجماهير بحكم قوتها التنظيمة والانضباط الكبير الذي تلتزم به القاعدة اتجاه القيادة (ماشي بالمفهوم الهرمي) وبالتالي ما يجب فعله إضافة للمقاربة الاجتماعية لي سبقت وذكرتها هو تقنينها باش يكونو المسؤولون عن كل فصيل باينين ومعروفين لدى السلطات وحتى تسهل المراقبة في حالة ما وقعت انقلاتات والتي تقع بملاعب كل دول العالم حتى الأكثر ديمقراطية (إيطاليا, بريطانيا, إسبانيا وهولندا بأواخر القرن الماضي) فالداخلية التي استطاعت تطويع الأحزاب الوطنية الكبرى لن يصعب عليها فعل نفس الشيء مع الألتراس.

 

أما بنكيران الذي فاق كل هذا وتكلم عن إيقاف كرة القدم فأود أن أسأله سؤالا بسيطا .. اللعابة والمدربين والمساعدين التقنيين والإداريين ولي كيجمعو الكواري والأطباء ..الخ لي مصورين طرف دالخبز ومعيشين عائلات غير بهاد الجلدة المدورة ولي كيتقدر عددهم بالآلاف غادي تخدمهم فالمنظمة العالمية ديالك ولا غادي تخليهم يمشيو تاهوما ينضمو للتنسيقية ديال المعطلين يحتجو قدام البرلمان وتسيفط ليهم من بعد البوليس يخليو دار باباهم ؟

 

موضوعات أخرى

20/04/2024 01:00

نهضة بركان غيمشيو من مطار الجزائر للوطيل يرتاحو والكاف عطاهم ضمانات على التونيات