وهبي لوزيرة العدل ديال الساو تومي فاجتماع دولي: تكلمي السيدة الوزيرة أنت كإمراة عندك الحق تتكلمي عشرين مرة
حميد زيد – كود//
كنا يوم أمس بلا أجهزة.
ولم يكن في المغرب من يحرسنا.
ولا من يراقبنا.
ولا من يتجسس علينا. ولا من يسهر على أمننا.
ولا من يحمينا.
ولا من نشتغل معه.
ولا من يصدر أوامره لنا.
الأجهزة كلها وضعت ثقتها فينا وسافرت إلى الدوحة.
ولأننا كنا منشغلين بمباراة المغرب وكندا لم ننتبه إلى الأمر.
ولم نفكر في الثورة. ولا في العصيان. ولا في فصل حقيقي للسلط. ولا في المطالبة بدستور ديموقراطي.
ولا في حراك جديد.
مع أن ذلك كان ممكنا جدا. بين الثانية بعد الزوال والرابعة. وفي الساعات التي تلتها. حين كانت كل الظروف مناسبة. وتشجع على الضغط على الدولة لتقديم تنازلات.
ما دامت أجهزة الدولة غائبة.
ولم يكن رجل أمن مستعدا لأن يؤدي دوره.
ولا أما ولا أبا قادرين على الحؤول دون ذهاب أولاده وبناته إلى المقهى.
ولا مدير مؤسسة تعليمية أو عمل قادرا على أن يفرض على أي أحد الالتزام بأوقات الخروج الرسمية.
وفي ظل هذا التسيب. وهذه الفوضى.
وهذه الحرية.
وفي ظل توقف خدمات غلوفو لتوصيل الوجبات والسندويشات.
في ظل هذا الوضع الغريب. وغير المسبوق.
كانت الأجهزة المغربية كلها جالسة جنبا إلى جنب في ملعب الثمامة.
كانت في قطر تتفرج.
وكنا وحدنا. هنا.
وكان عبد اللطيف الحموشي يشجع المنتخب مع ياسين المنصوري.
وكان معهما ناصر بوريطة وفوزي لقجع.
ورغم أننا نتحدث دائما في ما بيننا نحن الصاحفيين عن صراع بين الأجهزة.
وهناك منا من له خبرة كبيرة في هذا الموضوع.
ومن يتحدث عن الأجهزة كأنه واحد منهم.
ومن يعرف كل صغيرة وكبيرة عنهم.
وعن مكاتبهم. وعن أرقامها. وأدوارها. ورجالاتها. فقد رأينا الأجهزة مجتمعة. ومتحدة. كأنها جهاز واحد. وتهتف نفس الهتاف. وتصفر. وتشجع.
واليوم تشجيع من طرف الأجهزة.
وغدا أمر.
وقد كان ياسين المنصوري مكلفا بالجمهور القادم من أوربا ومن دول الخليج.
وكان عبد اللطيف الحموشي مكلفا بالجمهور القادم من المغرب.
وكل واحد منهما يوجه الكورفا الخاصة به.
بينما كانت مهمة فوزي لقجع تنسيقية بين الطرفين. كي لا يظهر أي نشاز. وكي يكون الجمهور على قلب رجل واحد.
أما بوريطة فقد كان يفاوض ويبحث عن شركاء أجانب في الملعب.
ورغم أننا عشنا يوما كاملا بلا أجهزة.
ودون أن يوصينا الحموشي. ودون أن يصدر أوامره. ودون أن يخبرنا بسفر كل الأجهزة. فقد كنا منضبطين. ولم نكسر أي شيء في الييت.ولم نتشاجر. ولم نلتهم السلطة. ولم نأكل كل ما في الثلاجة.
ورغم تواجد كل المؤثرين في قطر.
ودون أن يوجهنا سوينغة. ويقدم لنا النصائح. فقد كنا في المستوى كشعب مغربي.
لكن ورغم الانسجام الظاهر.
ورغم الصورة الجميلة لأجهزتنا مع بعضها البعض.
فلا أحد يعرف ماذا كان يدور في رأس ياسين المنصوري.
ولماذا غاب الماجدي.
ولماذا حضر إلياس العمري في مباراة كرواتيا. مقابل اختفاء صديق صديقي.
والسؤال اللغز هو ماذا قال عبد الرزاق حمد الله لعبد اللطيف الحموشي.
ولأي جهاز كان ينتمي.
ومن يدعمه في المنتخب.
ومن كان يضغط لاستدعائه.
ولماذا كان يركض بتلك الطريقة البطيئة. مستندا إلى وقوف الشعب في صفه.
الأمر الذي كان سيكلفه غاليا.
وكان سيجر عليه غضب الأجهزة في حالة الخسارة وإهدار فرصة التأهل.
والمدهش أنه وفي الوقت الذي كان فيه الحموشي والمنصوري يشجعان المنتخب من ملعب الثمامة.
كان هناك من يشجعهما هنا في الفيسبوك. ومن يصفق للأجهزة.
كأنها زياش أو حكيمي.
وكأنها كانت تقوم بالمراوغات والقناطر الصغيرة.
و رغم أن كل واحد منا له جهازه الذي يشتغل معه
ورغم الصراع الذي نفترض أنه موجود بين الأجهزة
فقد توحدنا يوم أمس
وصار المغرب كله جهازا واحدا.
وكانت قلوبنا هي التي تحرس المغرب. وهي التي تفضح مشاعرنا. وتتجسس علينا.
وكانت أحاسيسنا تتصارع في دواخلنا
وتكشف كم يحب المغاربة بلادهم.