علي انوزلا =تدوينة على صفحته على الفايسبوك /////

الطريقة التي تناولت بها الصحافة الرسمية التابعة للسلطة، وتلك الـ”الخاصة” المحسوبة على السلطة، وبعض الصحف الصفراء التي تسعى إلى لحس حذاء السلطة، قضية إدعاء صحفية متدربة بأن المدير العام لقناة “دوزيم” سليم الشيخ اغتصبها، كشفت عن ازدواجية معايير في “أخلاقية المهنة” لدى هذه الأنواع من الصحافة…

ففي الوقت الذي سكت فيه الإعلام الرسمي عن هذه القضية، اكتفى الإعلام المحسوب على السلطة، والصحافة الصفراء، بإيراد تصريح مدير القناة الرسمية يتهم فيه الفتاة بالابتزاز ووضعه شكوى ضدها بتهمة السب والقذف والتشهير.. ولم تكلف أية وسيلة إعلام منها نفسها الاتصال بالفتاة لتورد روايتها، بل بالعكس انبرى بعض من هذه المنابر لانتقاد الطريقة “غير المهنية” لتعاطي بعض “المواقع” مع القضية…

للأسف، فإن نفس الإعلام، الرسمي والخاص والأصفر، الذي يعطي اليوم أصحابه الدروس في “أخلاقيات المهنة”، كانوا أول من انتهك هذه الأخلاقيات عندما تعلق الأمر بقضية عمر بنحماد وفاطمة النجار، وقاموا بتشويههما والتهكم عليهما اعتمادا على تسريبات من محاضر الشرطة التي تحرم الصحافة الجادة على نفسها الأخذ بها لأنه لا يمكن معرفة الظروف التي حررت فيها تلك المحاضر التي تبقى مجرد بحث تمهيدي بلا قيمة قانونية فعلية. ونفس الشيء تكرر عندما تعلق الأمر بعلاقة الحبيب الشوباني وسمية بنخلدون.. ومع الصحفي هشام المنصوري.. ومع الإشاعات حول عبد الله بوانو واعتماد الزاهدي.. وقبل ذلك تكرر مرارا وتكرارا مع أعضاء من “جماعة العدل والإحسان”..

هل لو أن الأمر تعلق بشخص آخر غير مدير القناة التي داست على “أخلاقيات المهنة” في أكثر من مناسبة، كان تعاطي الإعلام المحسوب على السلطة سيتحول إلى “مفتي” في “أخلاقيات الصحافة”؟

لا يعني هذا أن ادعاءات الصحافية المتدربة صادقة، كما لا يعني أن مدير “دوزيم” برئ، لكن في “الأخلاق المهنية” الحقيقية لا يوجد هناك مكيالين.. كما تريد بعض وسائل إعلام السلطة أن توهمنا بذلك.