حميد زيد كود ////

لا.

لا.

لا يمكنه أن يفعلها.

مستحيل. مستحيل أن يفعلها سعد لمجرد.

وأين.

في باريس.

حيث الغربة والنصارى والأعداء والبوليساريو والجزائر واللوبي اليهودي وإريك زمور وعائلة لوبين والقوانين الصارمة.

لا. لا. مستحيل أن يفعلها.

وكل من يعرف شعبية سعد لمجرد عند الصبايا والدلوعات المغربيات والعربيات سيتفق معي على أنها مؤامرة.

كلهن يحلمن به.

كلهن يذبن فيه.

كلهن يعشقنه ويتمنين قبلة منه. مجرد ابتسامة. مجرد لمسة. بل بعضهن يمكنها أن تدفع الثمن الخيالي من أجل اغتصابه.

وأكثر من مرة رأيتهن يصرخن ويغمى عليهن في الكويت ولبنان والمغرب وفي كل العالم العربي، بينما سعد لا يحرك ساكنا، ويعاملهن نفس المعاملة.
ولو كانت هذه هي أخلاقه لفعلها مع بنات العرب اللواتي توجنه وأحببنه، وفي الليل، وعندما ينمن يحلمن به زوجا وعاشقا.

لكنه لم يفعل.

وحتى في أحلامهن لم يستسلم ولم يمنحهن نفسه، لأنه لكل البنات، ولا يجب أن تستفرد به واحدة.

ظل مثل ناسك. ظل زاهدا فيهن. ويعاملهن كأخوات. رغم أن نساء الأمة العربية كلهن راغبات فيه، ظل ينظر إليهن نظرة أخوة، ونظرة ملؤها البراءة والامتنان على الدعم الذي قدمنه له.

ولم يتجاوز سعد لمجرد ذلك، ولم يستغل نجوميته، وظل يحبهن جميعا على قدم المساواة ولا يميز بين معجباته. وظل مغرما بكل الفانز.

وأي واحدة كان يتمناها فهي له، وملايين بنات الأمة العربية مستعدات لتقبيل قدميه، لكن شهامته منعته من ذلك.

ولهذا أتهم.

أتهم وائل كافوري. أتهم راغب علامة. أتهم ذلك القصير القامة. الذي يتخايل ويتبختر ويعري شعر صدره ويفتح الأزرار ويتطاول. ما اسمه. ما اسمه. آه. تذكرت. أتهم تامر حسني. وأتهم نبيل شعيل. وأتهم حسين الجاسمي. وأتهم عمرو دياب. وأتهم أحلام. وأتهم صابر الرباعي. وأتهم عاصي الحلاني.
أتهم كل المغنين العرب الذين قضى عليهم سعد لمجرد

أتهمهم واحدا واحدا من الخليج إلى المحيط
ولا أستثني المغاربة

أتهمكم جميعا

يا أعداء النجاح الذين أعمت قلوبكم الغيرة
أيها الحساد

وأتهم المغنين الفرنسيين أيضا

وأتهم اليمين المتطرف. وأتهم فرانسوا هولاند. وأتهم الجمهوريين الذين يحاولون استغلال اسمه في انتخاباتهم الأولية، وأتهم طمع وليبرالية مانييل ماكرون. وأتهم العلمانية الفرنسية والقضاء الفرنسي الذي لا يزوج الضحية بالمعتدي ولا يستر الفضيحة.

وأتهم ميتر غيمز. وأتهم سوبرانو. وآتهم أنديلا. وأتهم الشيخ المتصابي جوني هاليداي. وأتهم كل نجوم البوب الفرنسيين الذين يخشون من شهرة سعد المجرد، ومن أن يسيطر على كل الحفلات وكل البرامج.

فسعد المجرد نجم عالمي.

وقد اكتشف الأمريكيون بدهائهم أنه سيلتهم الأخضر واليابس ويقضي على كل منافسيه، ولذلك حاولوا قبل غيرهم أن يشوهوا صورته وسمعته، واتهموه بنفس التهمة، وهي الاغتصاب.

وها هم الفرنسيون يقومون بنفس الشيء، وكعادتهم دائما يقلدون أمريكا ويعانون من عقدة النقص، ولم يجدوا من حيلة إلا الاغتصاب.

لا.

لا يمكنه أن يفعلها.

ابتسامته تقول لا. شكله يقول لا. لوكه يقول لا. لهجته الخليجية المغربية تقول لا.

كل شيء فيه يقول إنه لا يمكنها أن يفعلها
وإذا كنا فعلا نحب سعد لمجرد

فهذه هي المناسبة لنعبر له عن حبنا وإعجابنا بفنه وبأغانيه وبرقصته وبلكنته الحلوة
وإذا كان الخليجيون يقدرون الدور الذي قام به لصالح لغتهم وإيقاعهم فهذه هي المناسبة ليردوا له الدين

فأينكم أيها الخليجيون، تتجولون في باريس وتتبضعون وتشترون الأندية والفنادق بينما سعد معتقل في الكوميسارية

إني أتهم.

وأتهم فرنسا. وأتهم الفنانين العرب. أتهمهم جميعا. وأتهم حتى الشاب خالد. ورشيد طه. ونبيلة. وزاهية.

وأتهم المغنية أحلام بالخصوص.

وأتهمهما ولا أعرف لماذا أتهمها هي بالخصوص.
ومتأكد أن سعد لمجرد بريء.ومتأكد أنها مؤامرة، بسبب الأدوار التي قام ويقوم بها لصالح القضية الوطنية.

إنه رمز من رموز هذا الوطن الثقافية

وعلى وزير الثقافة أن يركب أول طائرة ويتوجه إلى فرنسا

وعلى بنكيران أن يستدعي السفير الفرنسي

وعلى الرميد أن يلغي كل الاتفاقيات القضائية بين البلدين وأن يعامل الفنانين الفرنسيين بالمثل
أما إذا رفضوا إطلاق سراح فناننا العالمي
فهي الحرب إذن، والبادىء أظلم.
لا
لا يمكنه أبدا أن يفعلها.

وهو الذي تسعى كل البنات إلى اغتصابه، وهو الذي يعتبر ضحية كل الفتيات العربيات، وحتى بعض الأولاد.

لا. لا. مستحيل

لا بد أن مخابرات دولة أجنبية قد أوقعت به في ذلك الفندق

تماما كما حاولوا الإيقاع به في أمريكا

وهاهم ينصبون له نفس الفخ

وبنفس الحيلة

ولحسه الفني المرهف يقع دائما في نفس الشراك
ودون شك أنهم أرسلوها إليه

وطرقت باب الغرفة

وراودته

وظنها من المعجبات

ثم غلقت الباب

وقالت له هيت لك

وقاومها

وقال معاذ الله

ولم يدر بنفسه إلا وقد جاء البوليس

وألقوا القبض عليه

والقصة الآن معروفة

وأي مغربي حر ووطني

عليه أن يتهم

ولا يهم من يتهم

أي أحد

عدوية مثلا

أو محمد حماقي

أو إيهاب توفيق

أو شيرين التي تؤكد الأخبار

أنها منهارة

ومحطمة ولا تقوى على الغناء

منذ اللحظة التي علمت فيها رفض سعد لمجرد أداء ديو غنائي برفقتها

وقد تكون هي التي نصبت له الفخ

أو كيتي بيري

التي غمزته وتغنجت ولم يبال بها

أو ربما الموساد

والأكيد أنه بريء

وعلينا جميعا أن نقف في صفه.