نهضة بركان غيمشيو من مطار الجزائر للوطيل يرتاحو والكاف عطاهم ضمانات على التونيات
عمر أوشن – كود//
يعيش الطفل ليكبر..
يحلم الطفل متى يصير رجلا و يكبر و ينهي الدراسة و يشتغل و يشتري سيارة و يلبس ربطة عنق و يدخل البوبينة..
حين يكبر يكتشف أنه كان يحلم بخيط دخان و أن أحلى الايام كانت في الصبا و الطفولة..
و ما ينتظره اليوم و قد صار رجلا بالغا مواطنا من حقه التصويت في الانتخابات على البؤساء هو فاتورات للآداء و قروض لا تنتهي سوى في القبر و مدرسة رديئة للابناء و حديث في كرة القدم مع الكبار.
يعيش الطفل ليكبر..
و حينما يكبر يجد أنه كان يجري وراء الوهم..و أن الحياة مجرد لعبة بسيطة و معقدة و عاهرة..
يعيش الطفل ليكبر و حينما يكبر يكتشف ان الكبار ليسوا كبارا..و أن حجم الجبل ليس بذاك القدر الذي رآه في الطفولة و أن الشجرة ليست باسقة بذاك الصورة التي تخيلها و أن دار جدته ضيقة متهالكة وباحتها غير واسعة فكيف لعب فيها غميضة..
يعيش الطفل ليكبر..
و حين يكبر يكتشف أنه سينتظر أكثر..
ينتظر التناوب و يصنع منه رجل ثلج عظيم و حين يأتي اليوم الموعود يجد أنه هضرة فقط و التناوب الحقيقي كان علينا ..
و تحت أشعة الشمس يذوب التناوب و يتحول الى زبدة ..
ننتظر القطار فيتأخر و حين يأتي لا نجد مكانا نجلس فيه و لا مرحاضا نتبول فيه و لا هواء نتنفسه سوى محاضرات مسافرات أكلن لسان أله الثرثرة..
ننتظر يوم العيد و حين يأتي نجد المناسبة عيد الحزن و العزلة و الذكريات السيئة و الدموع في المآقي محبوسة..
ننتظر يوم الحفل و حين يأتي لا نجد حفلا و لا هم يفرحون..
ننتظر الحرب فلا تأتي..و ننتظر السلم فتكون الحرب..
ننتظر الحج و العمرة و حين نمضي الى الحج و العمرة في الديار المقدسة نجد من يسرقنا في الطواف و من يتحرش بالنساء و من يبيع لك البضاعة الصينية الفاسدة بمباركة الرب..
ننتظر أن ننسى فتصحو الذاكرة الملعونة..
ننتظر أن نتذكر فيكون النسيان قاهرنا..
ننتظر الحب و الحلم و جولة في الجبل فنجد أخبار الانتحار و سؤال السيد النائب المحترم للسيد الوزير المحترم و أسئلة التربية الإسلامية في إمتحان مدرسة المجتمع الحداثي الديمقراطي و كتاب ممنوع لأنه قال أن صحيح البخاري ليس صحيحا و روبورتاجات عن فوائد التمر و الرياضة في رمضان..
ننتظر الفيلم فلا نجد سينما..
ننتظر الصحافة فنقرأ أشياء تتشابه كأنها مسقية من مغرفة واحدة بنفس التعابير و ضربه “على مستوى العنق “و إستعمل “سلاحه الوظيفي” كأن رجل الأمن له سلاح وظيفي و آخر غير وظيفي؟؟..
إنتظرنا الربيع فلم يأت..
ننتظر محاربة الفساد فيكبر..
أنا لم أعد أنتظر..سأحلم سأحلم فقط حتى إذا لم يتحقق شيئا على الأقل يكون الضرر أهون..
أنا أحلم ..أحلم..