حميد زيد – كود//

الكون كله ينتمي إلى إلياس العمري.

وكل اللغات له. وكل الثقافات. وكل الأجناس. وكل الحضارات. وكل الحقب. وكل العصور.

وكل الديانات.

كل شيء بين يدي إلياس العمري.

كل الدول.

وليس الهند فحسب.

ومرة يطل علينا من الصين. ومرة من أمريكا اللاتينية. واليوم من نيودلهي. وغدا من أهرامات الإنكا.

وتارة من فلسطين.

وطورا من مصر. ومن بلاد الأكراد.

ولذلك لا غرابة أن يكتب مقاله بالعربية.

فيظهر في نفس الوقت بالأنجليزية. وبالفرنسية. وبالسنسكريتية.

وكل الحروف.

كل اللهجات تحتضن إلياس العمري.

كل الألسن ناطقة به.

والأرض تتكلمه.

ومقالاته تترجم نفسها بنفسها.

وتقدم نفسها لكل قارىء بلغته الأم.

ويكفي أن ينظر إلى الفكرة فتنكتب لوحدها. وتترجم لوحدها.

والشعوب كلها تعرفه.

وتستقبله.

ولذلك ليس مفاجئا أن يظهر يوم أمس إلياس عمري جديد.

وهندي هذه المرة.

وسنسكريتي.

ومسؤول عن فرع مركز أبحاث لدولة الهند.

ورسول الهند في أفريقيا.

بعد أن سبق له أن ظهر في الصين. وبين مئات ملايين سكانها. وفي حزبها الشيوعي. وفي تلفزيونها الرسمي.

وهذا كله تحصيل حاصل. ومعروف.

وقد تعودنا على مثل هذه المعجزات منه. وآمنا بها.

فالرجل له هذه القدرة العجيبة في الذهاب إلى آخر العالم.

فهو لا يحب القرب.

ويبتعد ليرانا.

وليرى شعبه. ودولته. وحزبه.

مطلا من بعيد على المغرب.

وحتى وهو في عز مجده وقوته. كان يفعل هذا. وكان يسافر إلى حيث لا يخطر لسياسي مغربي أن يسافر.

وأينما كان هناك فكر. وثقافة. وحلول للعالم. كل العالم. يسافر إليها إلياس العمري.

لكن ماذا عن نظرته إلى مغرب.

وإلى طنجة.

وإلى الأصالة والمعاصرة. وعبد اللطيف وهبي. والعدالة والتنمية أنموذجا.

لكن ماذا عن مقاله الهندي عن كورونا والأمم المتحدة والتطرف.

وهل يمكن تحليله.

وهل بمقدورنا قراءته القراءة الصحيحة.

وهل كورونا التي يتحدث عنها هي نفسها كورونا الفيروس.

أم أن إلياس العمري يلمح إلى شيء آخر.

وهل الأمم المتحدة هي الأمم المتحدة  أم أنه يتحدث عن المخزن. وعن النظام. وعن أصدقاء أمس. وعن الخذلان. وعن الأصدقاء.

وعن اليسار. وعن اليمين.

وعن الطريقة التي تم بها التخلي عنه.

وعن حياته الجديدة بدون سلطة. وبدون مسؤولين ورجال سياسة يخافون منه.

وبدون حوارات.

واتصالات لا تتوقف.

وبدون رجال لهم قامات طويلة ينحنون لتصبح قاماتهم قصيرة أمامه.

والمؤسف أن كل من قرأ المقال الهندي فهمه على ظاهره. وقرأة قراءة سطحية.

ولم يذهب إلى العمق.

ولم ينتبه إلى قصد إلياس. وإلى رمزية الهند.

ولم يذهب إلى ما يريده إلياس العمري.

ظنا من قرائه الظاهريين ومحلليه أن الهند هي الهند. وكورونا هي كورونا. والأمم المتحدة هي الأمم المتحدة.

واقعين في الفخ الذي نصبه إلياس.

بإتقان.

وبدهاء سياسي لا مثيل له.

معتقدين أنه همه صار كونيا. وأنه يبحث عن حل لكل العالم. وأن ثورته دائمة.

وأنه انسحب. جراء هزيمته.

وأنه لم يعد معنيا بالمغرب.

واعتزل السياسة. ولم يعد مهتما بالشأن المحلي.

لكن هيهات. والذي يعرف إلياس العمري. لن يصدق قصة المركز الهندي هذا.

ولا كورونا. ولا الأمم المتحدة.

وكمتخصص في مقالاته.

وكمحلل لها.

وباعتباري أهيء دكتوراه في جامعة بحيرة ليمان تحت جنيف حول البعد الشرقي الآسيويي في الفلسفة الإلياسية.

وكخبير في دراسة الفكر السياسي الإلياسي. أقول لكم إنه لا يستسلم أبدا.

وهدفه هو العودة عن طريق الهند.

وحين لجأ إلى الهند فإنه لم يفعل ذلك اعتباطا.

فمن يتذكر منكم أيها القراء فصيل السيخ القاعدي في الجامعة المغربية. سيكتشف السر.

وسينتبه إلى ما تحت المقال.

فإلياس كان سيخيا.

والسيخ القاعديون هم أنصاره.

وهم أهله. وطائفته. ومنهم تعلم السياسة. وتعلم الكلام. والخطابة.

منذ أن كان تلميذا هاربا من الجندرمة. ومختبئا من المخزن في محطة القامرة.

والسيخ هم قوم في البنجاب الهندية.

كما أنهم موجودون في باكستان.

ويعتمرون عمامات برتقالية.

ولهم دينهم الخاص.

وكانوا في الجامعات المغربية

يحمل لقبهم وهويتهم جناح ماركسي لينيني متطرف.

ومشهود لهم بالثبات على المبدأ.

وبالالتزام بالماركسية الأولى الطاهرة.

وعنهم يتحدث إلياس العمري.

وقد تلقوا الرسالة. وفهموها. وفهموا حيلة المركز الهندي. وما يريده منهم قائدهم.

والسيخ هم الذين يعول عليهم إلياس العمري.

كي يعود. وكي يسترجع ما ضاع منه. وكي يفضح كل من خذله.

وكي يعيد الاعتبار إلى نفسه.

وما هذا المقال الذي ظهر بكل اللغات إلا رسالة مشفرة موجهة إلى السيخ المغاربة.

وإلى تياره السياسي.

كي يحفروا الخنادق و يرصوا الصفوف.

وكي يستعدوا  للمعركة الحاسمة

بين السيخ

وخصوم الزعيم الأممي إلياس العمري في المغرب

الناطق بكل لغات الكون

وصديق كل العالم

وكل المناطق

من جبال الكورد

إلى نهر تشيناب في إقليم البنجاب.