حميد زيد – كود//
صعب. صعب جدا أن يمر الصحفي المغربي.
حميد زيد – كود//
صعب. صعب جدا أن يمر الصحفي المغربي.
صعب أن يحصل على أي خبر يتعلق بإسرائيل وبعلاقتها مع المغرب.
فهناك نقاط تفتيش كثيرة.
هناك معابر مراقبة في كل مكان.
وهناك سلطة مغربية تمنعه من الوصول إلى الخبر.
ولا تصريح للعبور إلا لا للصحفي الرسمي. وللتلفزيون الرسمي. وللزملاء الإسرائيليين.
بينما الصحفي المغربي ممنوع.
الصحفي المغربي مشكوك فيه. في ما يشبه حصارا مفروضا عليه.
حصارا من إسرائيل ومن المغرب.
كأنه ليس أهلا.
كأنه ليس في مستوى العلاقة بين البلدين.
ليظل مصدرنا الوحيد. هو صحافة إسرائيل وما يكتب فيها.
ناهيك عن التهم الكثيرة التي تلاحق كل من يحاول الاقتراب من إسرائيل. باعتبارها دولة لا تغطى صحفيا.
ولا يمكن إلا مقاطعتها.
ولا يمكن إلا رفض التعامل معها.
ليعاني الصحفي المغربي من حصار رسمي. وحصار “شعبي”. وحصار من المحتل.
ومقابل ذلك.
تهرب إسرائيل إليها “صحافيين” مغاربة لم يسمع بهم أحد من قبل.
فيسافرون على حساب دولة إسرائيل دون أن ينجزوا أي روبورتاج. ودون أن يكتبوا أي خبر.
ودون أن يقوموا بأي تغطية.
ويسافرون من أجل السفر.
يسافرون إلى إسرائيل دون أي مهمة.
يسافرون كسياح.
يسافرون ليتفرجوا في إسرائيل فحسب.
يسافرون لينبهروا بها. وليتعايشوا معها. وليحبوا السلام.
يسافرون على حساب خارجية إسرائيل التي تبرع في اختيارهم دون غيرهم.
كما لو أن إسرائيل هي التي تصنع هذا النوع من الصحافيين والفاعلين المدنيين.
كما لو أنها هي التي خلقتهم.
ومن مواصفاتهم أنهم لا يزاولون مهنتهم.
ومن علاماتهم أنهم أشباح.
و من شروط اختيارهم أنهم لا يكتبون ولا ينشرون.
وغير معروفين.
دون أن يعلم أحد كيف تختارهم دولة إسرائيل.
بينما هنا.
بينما لا شيء هنا في المغرب.
بينما الصحافي المغربي محاصر في الداخل.
وآخر من يعلم.
ولا أحد يثق فيه. ولا أحد يقدره. ولا أحد يستدعيه.
ولا أحد يسمح له بالاقتراب من العلاقات المغربية الإسرائيلية.
وجيد هذا التعاون مع إسرائيل.
وجيد أن نحصل على طائرات الدرون.
لكننا نريد أيضا الحرية التي تتمتع بها الصحافة الإسرائيلية.
نريد أن نستفيد منها في هذا المجال.
نريد أن نستورد منها صناعة احترام مهنة الصحافة.
وتكنولوجيا حرية التعبير. وعدم الخوف من الصحافة “المستقلة”.
نريد من إسرائيل أن تزودنا بتجاربها الناجحة في هذا المجال.
نريد أن تتعاون دولتنا مع إسرائيل في كل المجالات.
وليس في المجال الأمني فقط.
نريدها أن تتعامل معنا كما تتعامل إسرائيل مع إعلامها.
وأن يكون هناك احترام للصحافة المغربية.
واحترام لحرية التعبير.
وأن يسمح لها بالحصول على الخبر.
لا محاصرتها.
ومنعها. واحتلالها. ونفي أي وجود للصحافة المغربية.
كأنها غير معنية. وغير مضمونة.
وكأنها عليها أن تكتفي بنقل الأخبار الرسمية.
وكأنها عليها أن تكتفي بالتفرج.
أما إسرائيل.
فهي تريد على ما يبدو صحافة مغربية لا تتكلم ولا تكتب.
صحافة منتشية فقط بالعلاقة.