إنها فرصة نجاتك الأخيرة قبل حلول وقت لا ينفع فيه الندم… ألم تر كيف يقسم كبير وزرائنا بأنه لن يغادر منصبه حتى يضع لك نهاية على يديه؟! ألم تر كيف يحرث الأرض و يقلبها بحثا عنك في كل مكان؟! كيف لك أيها الفساد أن تستمر بيننا دون خوف أو وجل؟! كيف لك أن تتجرأ و تدعي البقاء شامخا بيننا؟!..
صحيح أنك عششت بين أحضاننا منذ وقت بعيد.. و صحيح أنك نجحت في كل تحدياتك أمام رؤسائنا الذين تناوبوا من أجل هزمك… و لكن، هيهات ثم هيهات أن تضع في نفسك ثقة زائدة، فرئيس حكومتنا عازم على دحرك هذه المرة.. ألم تر أنه خرج مع العمال في مظاهرات الفاتح من ماي ليطلب العون و المدد من الله في سبيل زهق روحك و روح أصحابك؟! و بعدها مباشرة ذهب و أطلق استراتيجيته الوطنية لمحاربتك قائلا بأن الحلال فيه بركة.. بل و رصد لسحقك مئات المشاريع و البرامج… أفلا تهاب الموت أيها الوقح؟!
تبا.. إنها الحرب أيها البشر… بين فساد يصر على البقاء، و حكومة تصر على الفوز بالرهان.. ونحن المتتبعون نشاهد من بعيد، و نترقب كل ما يأتي من جديد.. فكل أمور الحرب في صالحنا، و كل أسلحة الدمار الشامل في أيدينا.. و لكنا نخاف من شيء واحد قيل لنا إنه أنجز منذ زمن…… نعم إننا نخاف أن يكون الطرفان المتحاربان قد تفاهما و وقعا صلحا أبديا دون علمنا، و رغما عن أنوفنا… فما قولكم يا بشر…