الرئيسية > آراء > أين كنتم حين قاطعت فرنسا لوحدي؟! ألو فرنسا، مي نو ألو كوا
24/10/2020 18:00 آراء

أين كنتم حين قاطعت فرنسا لوحدي؟! ألو فرنسا، مي نو ألو كوا

أين كنتم حين قاطعت فرنسا لوحدي؟! ألو فرنسا، مي نو ألو كوا

حميد زيد – كود///

كنت على وشك شراء سيارة داسيا. لكني عدلت عن القرار. نو ميرسي. أنا لا أرغب في سيارة فرنسية. كل ما يأتي من فرنسا لا أريده. ركبوها وبيعوها في النيبال. ونحن مستعدون كي نرد لكم كل هذه الخردة.

أهذا جزاء من يخلص إليكم. نشتري منكم سيارات من البلاستيك وتخونوننا. ثم تسيئون إلى رسولنا.
تركنا الفورد والهوندا والمرسيدس والسيارة الإيرانية الاقتصادية والأخرى الهندية. كل هذا فعلناه من أجل سواد عيونكم، ومنحناكم صفقة الترام والقطار فائق السرعة لتطعنونا من الخلف.

نتلفن صباح مساء في مراكز الاتصال ونرطن بالفرنسية، ونعلم أبناءنا لغتكم في وقت صار فيه العالم أمريكيا. أهذا جزاء من أحسن إليكم.

في وقت أصبحتم فيه مسخرة بين الدولة المتقدمة، قلنا لا بأس، هذه فرنسا، ولن نتخلى عنها. قلنا إذا كانت فرنسا قوية فسنكون نحن أيضا أقوياء. وإذا تعافت سنتعافى نحن أيضا. قلنا إنه من الواجب ألا نخذلكم في وقت الشدة. انتخبتم رئيسا قصير القامة، وقلتم عنه إنه رخو، ووقفنا في صفكم و رضينا بالهم.

تأتون إلى مراكش أهلا وسهلا. ويأتي شيوخكم ليتقاعدوا في المغرب. يشترون البطاطا والبرتقال بثمن بخس. ويتشمسون دون مقابل يذكر.

وهل كان علينا أن نطرد شيراك وعائلته من تارودانت.

هل كان علينا أن نقبض على ستراوس كان.

هل كان علينا أن نوسخ ياقة برنار هنري ليفي الناصعة البياض.

هل كان علينا أن نحرمكم من المامونية.

وكم التهمتم من طنجية وطاجين. هنيئا مريئا. نحن كرماء. لكننا لن نقبل الخيانة. ديكاج. حتى سياراتكم رخوة. وجبنكم فيه رائحة نتنة. لولا السنوب الذي اشتهرتهم به لما بعتم للعالم شيئا. خبزنا ألذ من خبزكم. وجبنكم عطن ونأكله لمجرد التباهي. والمغاربة لا يعيشون بالهلالية. تعرفون هذا جيدا. ولنا نبيذنا الجيد. نحن لسنا في حاجة إليكم.

لا شفقة بعد اليوم. تتغزل فينا الصين وروسيا وإسبانيا، لكننا أوفياء، ونقول فرنسا صديقتنا. العياقة لا تصنع دولة عظمى. وأنتم ليس لكم إلا الفقر والعياقة والبطالة.

ثم ما هذه الكولواز. هل هذه سيجارة. غالية وبلا فلتر، وزرقاء مثل علبة دواء. يخرج منها التبغ وتلسع الشفاه، ولا تصلح لشيء، تجرح الحلق، وقصيرة مثل ساركوزي وهولاند، ولا يمكن أن يفتخ بها مغربي لفافة حشيش.

مقارنة بالمارلبورو والوينستون والكاميل، ليست كولواز إلا تبنا وحشيش بهائم يباع للمغفلين.
لقد دخنتها لمدة طويلة، قبل أن أستفيق من الاستلاب، ولن أشتري منكم شيئا بعد الآن. ترفعون سعر لوموند ونصمت. تشوهون طرقنا بسيارات داسيا التي تشبه امرأة تعاني من السمنة، ونقول إنها رخيصة، ننقذ شمطاواتكم ونتزوج بهن، ومع ذلك تسيئون إلينا. لقد طفح الكيل هذه المرة.

لقد بلغت بكم الوقاحة في وقت سابق بأن تستدعوا مدير مخابراتنا، وتعرضوا فيلم خافيير بارديم، هذا السفاح، تسمحون له بأن يشتمنا علانية في أراضيكم وإعلامكم.
لم أر في حياتي مجرما مثل خافيير بارديم، لقد تفرج عليه العالم وهو يقتل بدم بارد في لا مكان للمسنين. لم يرتكب ممثل كل هذه الجرائم كما فعل هو في ذلك الفيلم. يقتل بلا سبب ومجانا. يقتل من أجل القتل. وتستقبلون هذا البسيكوبات ليقدم لنا الدروس.

لا. لا. لقد نفد صبرنا. نتعامل معكم بمروءة ونخاف على باريس من أن تشتريها قطر، وفي النهاية تخجلون من النوم معنا. كما قال أحد مسؤوليكم.

وليكن في علمكم المغرب مذكر في اللغة، وفرنسا مؤنثة، وحتى رمزكم مؤنث، حتى جان دارك. لذلك فالوضع لا يستقيم ولن يصدقكم أحد.

طبعا ستعتذرون، وستتأسفون، فليس لكم من صديق إلا المغرب، ولستم أقوياء إلى درجة التخلي عنا، لكنها فرصة لنضع النقط على الحروف.

وكي نكون صرحاء، فداسيا لها هيكل لا يشرف دولة عظمى، وكنال بليس تتقطع صورها في الدريم بوكس بكثرة، ما يسبب لنا إزعاجا كبيرا ويرغمنا على أن نتخلى عن صداقتنا التاريخية، كما أن البوردو الذي يباع في المغرب لا يحمل من البوردو إلا الاسم، والجبن يباع في فرنسا رخيصا، وهنا تقدمونه لنا كأنه زعفران حر، ومواطنوكم الذين يزورون المغرب معظمهم مفلسون وينامون في سياراتهم ولا يحجزون في الفنادق، وبناتكم لم يعدن جميلات ومثيرات.

لقد فسد ذوقكم، ولم يعد لكم إلا نبيلة، ما هذا يا فرنسا، ما هذا، هل بعد برجيت باردو ليس هناك إلا نبيلة.

ماذا أقول لكم، نحن ضحيتكم، طوال عقود ونحن نشاهد أفلامكم المملة، ونقول هذه هي السينما، وهذه هي الموجة الجديدة، تتحدثون بهمس في الأفلام كأنكم خائفون من الكاميرا، ونسمع طرطقة أحذيتكم على الأرضية والسلالم ونتحمل خشخشة الملابس باعتبارها حوارا، ومشاهدكم المضببة وغياب الإثارة والقصة والنهاية، وفي النهاية تفعلون فينا ما فعلتم.

أعرف أصدقاء تحملوا قراءة روايات فليب سوليرز ليبدوا مثقفين ومتابعين للثقافة الفرنسية، وترجم شعراؤنا شعرا فرنسيا معاصرا يشبه الطلاسم، كل ذلك لنكون في صفكم، وتركنا الحياة والمتع والوضوح الأمريكي من أجلكم.

لن أشتري سيارة داسيا، الهند أفضل من فرنسا، أنا غضبان وأحتج، وأتهم كل فرنسا، يسارها ويمينها، وفنانيها وصحفييها، إلا أودري توتو، إنها بريئة ولا دخل لها في ما يحدث، تبتسم بخفر، وحتى وهي عارية تبدو خجولة، والفحش يتحول عندها إلى رقة وعذوبة، وإذا كان من مسؤول عن سوء العلاقات بيننا، فهي نبيلة، نعم نبيلة هي السبب.

كل الحضارة الفرنسية اختزلت مؤخرا في التركيز على صدرها وعجيزتها، ألو فرنسا، مي نو ألو كوا.

ماذا أقول لك يا فرنسا، حتى لو أردت أن أقاطعك، فليس لك شيء يمكنني مقاطعته، ولستِ أمريكا، لنشتمك، وحتى العمل لم يعد متوفرا لديك، ولم يعد مغربي يفكر في الهجرة إليك، ماذا أقول لك، ماذا أقول يا فرنسا، حتى اللوفر صار في الإمارات، وخلاطات مولينكس أصبحت تصنع في الصين، وماركاتك تنقرض تباعا، وشركاتك المشهورة تغلق الواحدة تلو الأخرى.

ما هذا يا فرنسا، على الأقل قدري ظروفك الصعبة، ولولا أودري توتو وشارلوت غانسبورغ وماريون كوتيار لقلت لك شيئا آخر، ولفتحت السوق المغربية للصين وإسبانيا وألمانيا، ولن ينفعك حينها لا وساطة برنار هنري ليفي ولا شركة رونو ولا جون بول سارتر، ولا فلسفة ولا شياكة ولا موضة، فهذا العصر ليس فرنسيا. ونحتفظ بصداقتك بدافع الحب فقط وليس لشيء آخر. ألو فرنسا. مي نو ألو كوا!

موضوعات أخرى

19/04/2024 05:00

غضب ضد المغني جوزيف عطية بسباب التصريح ديالو على مانكان صورات معاه فيديو كليب

19/04/2024 04:00

تقرير كيورط شركة “نيسلي” ففضيحة.. المواد لي كيديرو في “نيدو” و”سيريلاك” فالدول الفقيرة ماشي نفسها لي كاينة في الدول المتقدمة

19/04/2024 02:00

النكَليز قررات تحبس واحد الراجل فالسبيطار.. متهم بحرق جوج ديال المصلين كانو خارجين من الجامع

19/04/2024 01:00

مرض قاتل للبشر بدا كينتاشر فميريكان.. الخبراء ديال الصحة دارو تحذير للناس في البلاد

19/04/2024 00:00

المغاربة محيحين فأوروبا: حارث وأوناحي تأهلو لدومي فينال اليوروبا ليگ مع أمين عدلي وأكدو التألق المغربي لحكيمي ودياز ومزراوي فالشومبيونزليك 

18/04/2024 23:00

نايضة فبرشيد: المدني رئيس اليوسفية باغي يطير شركة النادي بعدما البيضي استقبل العصبة الاحترافية