الرئيسية > آراء > أنا صياد عديمي التربية يا عزيز! معظم الأحزاب تحتاج إلى إعادة تربية. لأنها غير مستقلة. وتنتظر الأوامر. ولا تلعب دورها
09/12/2019 20:05 آراء

أنا صياد عديمي التربية يا عزيز! معظم الأحزاب تحتاج إلى إعادة تربية. لأنها غير مستقلة. وتنتظر الأوامر. ولا تلعب دورها

أنا صياد عديمي التربية يا عزيز! معظم الأحزاب تحتاج إلى إعادة تربية. لأنها غير مستقلة. وتنتظر الأوامر. ولا تلعب دورها

حميد زيد كود ///

أردت أن أساعدك يا عزيز أخنوش. وأن أمد لك يد العون. وكلما رأيت شخصا سيء التربية أحاول أن أربيه.

وأضربه على قفاه.

وبالحذاء. وبالحزام.

وأنهره. وأهدده. وأقرصه. وأشده من أذنه. ويتلقى مني علقة ساخنة.

وإذا كان صغيرا. أحرمه من اللعب. ومن الحلوى. ومن الخروج. وأعاقبه.

وأقول تربَّ. وإلا.

فلا يبالي بي ولا يتربى. ولا يحترم المؤسسات.

لكن صدقني. فالعملية ليست بهذه السهولة.

وأينما وليت وجهي. أجد منحرفين.

وفي المقهى. وفي الشارع. وفي الفيسبوك. وفي اليوتوب. وفي البيت. وفي كل مكان.

ولن تصدق كم هم كثيرون.

ونادرا ما أصادف في طريقي شخصا أخلاقه حسنة.

وقد جربت أن أصطادهم بالشبكة. وبالمقلاع. وأجمعهم. وبعد أن أنتهي أربيهم دفعة واحدة.

ثم أبيعهم بعد ذلك

أو أفاوض بهم.

أو أحصل بدلهم على سلعة أخرى.

بينما عددهم كبير. كبيرا جد. وبشكل لا تتخيله يا عزيز أخنوش.

وفي دقيقة حصلت على دزينة منهم.

وفي عشر دقائق اصطدت المئات من عديمي التربية. وأوقعتهم. وأسقطتهم بحجر المقلاع.

ثم الآلاف.

ثم الملايين،

فيمزقون الشبكة ويشتمونني. ويهربون. ومن بعيد. يسبونني. ويعيرونني بكلام أخجل من كتابته.

حتى أنك تظن أن الشعب كله فاسد أخلاقيا ويحتاج إلى إعادة تربية.

وقد حاولت التعامل معهم بالحيلة. وباللين. وأن أطبق معهم آخر ما تم التوصل إليه في فنون التربية.

وأن أقنعهم بأن ما يفعلونه خطأ. وليس جيدا. وليس في مصلحتهم. ولن يخدمهم في المستقبل.

إلى آخر هذه الخزعبلات التي يرددها المعلمون والمربون ومقدمو النصائح. والتي لا تنفع على أرض الواقع.

وأن أغريهم بمكارم الأخلاق. وبالجنة.

وبواجب احترام المؤسسات. لكنا عبثا. فكلهم غاضبون. والغريب أنهم فقدوا الإحساس بالخوف.

ومنهم من فقد الإحساس نفسه.

ولم يعد يعنيهم قانون. ولا أي شيء.

وقد حاولت أن أعدد لهم الإيجابيات. وأنه ليس كل شيء أسود. وهناك رمادي.

لكني فشلت.

أوه يا عزيز أخنوش. ماذا أحكي لك. ومن أربي. وكيف لي أن أساعدك. وأكون صالحا. ومتفائلا.

فهناك ذلك النوع الذين قلتَ إنهم لا يحترمون المؤسسات. والذين يزداد عددهم بشكل كبير في المغرب.

ثم هناك نوع ربات البيوت اللواتي يشهرن مؤخراتهن في اليوتوب.

وكلما كلمتهم يردون علي.

وكلما جربت تربيتهم وإعادة تأهليهم ليصبحوا مواطنين صالحين من جديد.

يقولون لي: عاود ل…….

فعلا. لقد فسدت تربية المغاربة يا عزيز أخنوش.

وأخلاقنا سيئة.

ومن هب ودب يتجرأ على المؤسسات.

بينما الناس كلهم محبطون.

الناس كلهم يتفهمون هذا الحنق. وهذا اليأس. وهذا التهور. وهذا الاستعداد للذهاب إلى السجن.

ويعرفون أن الصبر نفد.

وأنه يمكن توقع أي شيء.

وقد حاولت مساعدتك وفشلت.

ونادرا ما أصادف شخصا ذا تربية حسنة لأقدمه كنموذج.

إنهم معدودون على رؤوس الأصابع. ويجب التربص بهم لأيام حتى تتمكن من اصطياد شخص لا يحتاج إلى تربية.

والتباهي به.

بينما لم تسأل نفسك يا عزيز أخنوش لماذا فسدت أخلاق الناس. ولماذا انعدمت التربية.

ولماذا انتشرت الظاهرة.

ولماذا صاروا يتجرؤون على المؤسسات.

ولم تنتبه لفساد السياسة. وفساد النخبة. وفساد “الآباء”. و”الأمهات”. والمؤطرين.

ولم تنتبه إلى أن لا أحد يصدق أن الحكومة موجودة.

ولا أحد يحتج عليها.

لأن المنطق السليم يقول إنه من الجنون الاحتجاج على وهم. وعلى ما هو غير موجود.

ولم تنتبه إلى أن معظم الأحزاب تحتاج إلى إعادة تربية لأنها ليست ملك نفسها. ومتحكم فيها. ولم يعد أحد يثق فيها.

ومعظمها غير مستقل. وينتظر الأوامر.

ومعظمها تابع. ولا يقترح بديلا.

ومعظمها لا تلعب دورها. ومنسحبة.

وطبيعي جدا أن نتأثر بها. وأن يظهر هذا النوع من المغاربة.

فهي بمثابة الخلية. وفيها يتعلم المواطن السياسة. وفيها يتربى. ويتعرف على القانون. وعلى الحرية. وعلى الواجب. وعلى الحق.

والحال أن لا أحد يلعب هذا الدور في المغرب.

وكلما خطونا خطوة نحو الديمقراطية نتعثر.

وكلما ظهرت بارقة أمل يتبعها إحباط. وتراجع. ولا ضوء يظهر. ولا شيء في الأفق.

سوى الفراغ.

الفراغ الذي أصبح يزحف بالتدريج.

وبخطى واثقة. ومسنودة.

وكلما كان مكان ممتلىء. يفرغه الفراغ من الداخل. ويصوت فيه مثل الريح.

حتى لم يعد هناك حزب مؤثر في هذا البلد.

ولم يعد أحد يصدق أن هذا التنافس حقيقي.

أما حين ستتربى الأحزاب.

وستصبح مستقلة من جديد . ولها برامج وأفكار. ولها المتضامنون معها. وأنصارها. ولا تأتمر فقط بأوامر السلطة. ولا تعول عليها.

وحين يتم إطلاق سراح السياسة.

والتخلي عن كل الوجوه التي أساءت إليه. والتوقف عن مكافأتها.

فحينها سيتربى الناس رغما عنهم.

ومهما حاولت أن أساعدك يا عزيز أخنوش. وأن أساهم في تربية المتجرئين. أعجز عن ذلك.

فهم كثر.

ويلعبون في هذه الساحة الفارغة.

وفيها يلتقون رفقاء السوء. فيفسدون أخلاقهم.

وينظرون إلى ما يحدث فوق.

وينظرون إلى فساد تربية النخبة.

فيقلدونا.

تقليدا أعمى.

ويصابون بالعدوى.

لذلك. فإنه صعب. صعب جدا. أن يعاد تربيتهم من جديد. يا عزيز أخنوش.

إذا كان المؤطر نفسه

يتصرف مثل طفل. ويخضع لمن هو أكبر منه.

وإذا كانت الأم لا تلعب دورها كأم

والأب لا يلعب دوره كأب

ويعول على الفراغ أن يعوضه ويلعب هذا الدور.

وهذا غير ممكن.

وهذا ما قد يؤدي إلى فساد تربية شعب بالكامل.

وإلى وقوع الأسوأ.

موضوعات أخرى

25/04/2024 11:10

لونكيط خدامة مع رئيس جماعة بنسليمان.. الفرقة الوطنية سمعات ليه جوج مرات ف 3 أيام وخدات وثائق من الجماعة

25/04/2024 10:30

ولد الغزواني علن ترشحو للإنتخابات الرئاسية فموريتانيا وباغي يواصل تكريس مبادئ حسن الجوار والاحترام المتبادل

25/04/2024 10:10

وزير الفلاحة الإسباني من مكناس: تداعيات التغيرات المناخية تؤثر على إنتاج الأغذية وعلى الصحة البشرية

25/04/2024 10:00

غير كيزيدو يسدو على ريوسهم: الجزائر انسحبت من كاس العرب فالمغرب بسبب خريطة المغربة