الرئيسية > آراء > أحمد الحليمي معارِضًا! لنصوت للمندوبية السامية للتخطيط
28/03/2023 20:00 آراء

أحمد الحليمي معارِضًا! لنصوت للمندوبية السامية للتخطيط

أحمد الحليمي معارِضًا! لنصوت للمندوبية السامية للتخطيط

حميد زيد – كود//

في ظل غياب أي معارضة جادة. فإن الدولة أخذت على عاتقها معارضة نفسها. ومعارضة سلطتها. وحكومتها.

ومن مؤسساستها الرسمية. ومن المندوبية السامية للتخطيط صنعت حزبا يساريا.

ومن أحمد الحليمي صنعت زعيما.

ينتقد الحكومة.

وينتقد إرضاءها للمؤسسات المالية الدولية. هذه الأخيرة  “التي لم ترغب أبدا في تغيير وصفتها. رغم أنها تعود إلى خمسين سنة”.

ولو كنا في زمن آخر.

لرافق الحوار الذي أجراه موقع ميديا24 مع أحد الحليمي موسيقى تصويرية وأغنية البنك الدولي للفنان الملتزم صلاح الطويل.

وكأي يساري.

يتحدث المندوب السامي للتخطيط بخطاب يجمع بين “تشاؤم العقل وتفاؤل الإرادة”.

ولا يحتاج سوى إلى قاعدة شعبية وجماهير.

وإلى لسان حال.

داقا ناقوس الخطر.

محذرا من مغبة عدم مصارحة المغاربة.

ومنبها إلى أن التضخم ليس عابرا. ولا مرتبطا بوضع عالمي. بل علينا من الآن فصاعدا. التعايش معه. كواقع.

ومطالبا ب”التعامل مع الرأي العام باحترام. و قول الحقيقة له باعتباره ناضجا. حتى يكون على وعي بالإصلاحات التي يجب القيام بها”.

ورغم أن الدولة ضاقت ذرعا بالأحزاب.

وباستقلاليتها.

وبالمفاجآت الانتخابية التي قد تأتي منها.

فإنها حافظت على مؤسساتها الرسمية وجعلتها تلعب دور التنظيمات السياسية.

ومنحتها هامشا كبيرا من الحرية.

وسمحت لها بأن تعارض. وتنتقد. وتوجه. وتطرح الحلول. وتحلل الوضع.

لأنها مضمونة. ورسمية. ولا تترشح في الانتخابات. ولا خوف من أن تكتسح. ومن أن تأتي على الأخضر واليابس.

وكم أثار ما قاله أحمد الحليمي إعجاب “المعارضين” الذين لا أحزاب لهم.

والذين يستهدفون عزيز أخنوش.

وكم تبنوا كل ما صرح به.

وكم اعتبروه حقيقة علمية لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها.

بينما لا يخلو كلامه من سياسية.

ومن أدلجة أرقام.

ومن علموية. ومن يقين.

وللأسف

فإنه لا يمكن التصويت على أحمد الحليمي.

كما لا يمكن للمندوبية السامية للتخطيط أن تتحول إلى حزب.

ولا أن تتحالف مع مكونات اليسار.

ومع النهج.

ولا يمكن للمندوب السامي للتخطيط أن يضع يده في يد عزيز غالي رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان. رغم أنهما توصلا معا إلى نفس الخلاصات. ورغم أنها يتقاسمان نفس الرؤية. ونفس النظرة المتشائمة.

والأول يجزم بأن التصخم صار هيكليا.

والثاني يرى الهاوية ويحسم في سقوطنا جميعا فيها.

وفي نفس الوقت

يوجد مغرب مواز. ناجح. ومنتش. ومطمئن. وفائز على البرازيل. ومرشح لتنظيم المونديال مع دولتين أوربيتين.

ومحقق للانتصارات الدبلوماسية المتتالية.

وكأن الدولة لا تحب الفراغ.

وتحب أن تنبه نفسها بنفسها.

وتحب أن تكون منها السلطة ومنها السلطة المضادة.

وتحب أن تعارض نفسها. وتعارض حكومتها. وتعارض نزعتها الليبرالية. وإرضاءها للؤسسات المالية الدولية. بنزعة يسارية تشتغل في خدمة الدولة.

لكنها لا تسمح لأحد آخر أن يفعل ذلك.

ولها يسارها في مؤسساتها الرسمية

ولها يمينها

ولها نموذجها التنموي. ولها خطابها المعارض. ولها خطابها الموالي لها.

ولها كل ما تريد.

وكل هذا خارج الانتخابات. وخارح السياسة. وخارج التنافس. والصراع.

كل هذا يحدث داخل الدولة.

كل هذه الإنذارات

كل هذا المخاطر

كل هذه الهاوية

تحدث داخل الدولة.

أما في الخارح

الخارج متحكم فيه تماما.

ولا شيء. لا شيء أبدا يقع في الخارج.

 

موضوعات أخرى

19/03/2024 05:00

جورنال “الدايلي مايل ” بغا يحبس الشائعات لي كتسركل على الأميرة كيت: شهود شافوها كتدور مع راجلها وولادها

19/03/2024 03:00

مرض نادر كينتاشر فالجابون بطريقة كتخلع.. والعلماء مقدروش يعرفو الأسباب ديالو

19/03/2024 00:00

رابطة البوليساريو فالصبليون كضغط على وزارة الثقافة باش تحيد الاعتراف بمغربية الصحرا من الجريدة الرسمية ديال إسبانيا