جبن وزير النقل. سولوه على التطبيقات قال ليهم خاص موافقة الطاكسيات الكبار والصغار واخا شي وحدين مشوهين البلاد – فيديو
عمر أوشن – كود//
قصة فيلم “أجراس تومليلين ” هي حكاية صعود و إنهيار دير روحاني كان منارة للتسامح و العلوم و الفنون والعيش المشترك الإنساني بين البشر..
فيلم حميد درويش نجح في بسط الفكرة و إيصال الرسالة : لماذا كل هذا النسيان لذاكرة مغربية حفرت بصماتها الثقافية و الروحانية في فترة من تاريخ البلد..
كيف أقفل هذا الدير؟
و لماذا سقط في النسيان رغم الإشعاع و روح المحبة و الآخاء و الأخوة التي سادت فيه بعيدا عن صراع الأديان و العنصرية و أصوليات الهويات القاتلة ..
لم يكن سهلا النبش في ذاكرة تومليلين المنسية.. وقد إشتغل المخرج وهو يعد الشريط الوثائقي على مصادر مختلفة في الداخل و الخارج و على وثائق و أرشيفات و مخطوطات
و شهادات من مروا من المكان..
إنها حكاية دير أسدل عليه الستار لينسى و تطوى صفحته كأنه لم يكن ..؟
و كما قال المتحدث نيابة عن كنيسة الرباط إننا في حاجة الى استرجاع تلك اللحظات و إعادة ذاك التاريخ الحامل للتسامح و التعايش و المودة و قد كان لقاء الملك محمد السادس بالباب مؤخرا نموذجا يحتذى به للعيش في سلام ..
الفيلم جمع بتناغم سردي فني سلس جيد بين الراوي الحاكي في التعليق و لغة تصويرية موفقة لقطات و مشاهد مصورة من فوق بلونجي بانوراميك عبر “درون” إضافة إلى شهادات و كلام متدخلين عاشوا التجربة كل من موقعه..محمد حبيب سمرقندي أنتروبولوجي و جامع بيضا مدير أرشيف المغرب و محجوبي احرضان الزايغ الذي لا يزيغ عن مواقفه من حزب الإستقلال و حضر في الوثائقي أيضا الكاتب و الباحث عبد الله حمودي و الناشر حسن العلوي و عائشة بلعربي الوزيرة السابقة و مولاي عسو قرو وجيلالي صعيب و ميلود طايفي و سعيد بلالي من تلاميذ تومليلين الذين أخرجتهم تومليلين ببركاتها و رضاها و عطفها و مدرستها من الظلمات الى النور..
ثم إن الفيلم الذي يدوم 52 دقيقة ساق إيقاعه السردي كذلك على شهادات الآباء الذين عاشوا هناك أو زاروا الدير قبل أن يغادروه بعد إقفاله في صمت عام 1968 ..
لقد كان دوني مارتن الأب الروحي للعديد من مروا من هناك و كان له الفضل و اليد الكريمة رعاية من فضائل الأولياء و الصالحين و من تبعهم الى يوم الدين..
لماذا أقفلت هذه المعلمة الثقافية و الإنسانية و قد شهد الجميع أنها قدمت الخلاص و الإحسان و الأعمال الإنسانية الرفيعة لفئة من الأطفال و الشبان الفقراء من الأطلس المتوسط و مناطق أخرى..
و لا حاجة للتأكيد أن تومليلين كان المنقذ من الضياع و التيه و الفقر لعدد كبير من التلاميذ الذين درسوا هناك على يد مسيحيين أخلصوا في رسالتهم الإنسانية بعيدا عن أي نزعات دينية أو إيديولوجية..
الإنسان أولا و الإله للجميع .يوحد قبل أن يفرق..
تاريخ تومليلين هو حكاية فراق حزين و إقبار لبيت الله الذي كان رحما و رحيما للجميع يهودا و نصارى و مسلمين و غيرهم..
لا يجيب المخرج جوابا مدققا واضحا عن سبب إقفال تومليلين ..لكن يسرد في سياق الفيلم ما يفيد المشاهد بموقف و رأي حول الأسباب. و منها طبعا الظروف السياسية و أصولية السياسة الإستعمارية و رغبات و نزعات وطنية قومية و سلفية لبعض وجوه الحركة الوطنية . ثم جاء قرار أوفقير الذي وقع شهادة الموت الرحيم لدار الأخوة و التعايش و الثقافات..
كيف تحافظ على وجودك و إستمراريتك و حيادتك و إستقلاليتك وسط هذا الجو و الرغبة في الإحتواء بين الأطراف؟.
الدير المطمئن وسط غابة أزرو الذي فتح في 52 سيقفل في عام 1968 ليترك وحيدا ولتلعب فيه الرياح مثل مقبرة منسية .
شخصيات كبيرة ذات حمولة نراها في الفيلم : محمد الخامس و الحسن الثاني و مهدي بنبركة و محمد بلعربي العلوي و بلافريج و محمد بنعبد الجليل و ليوطي و غيرهم .
ماذا يمكن أن نضيف.؟ شهادة مهدي قطبي شعرت أنها خارج الفيل كوندوكتور الخيط الناظم و يمكن أن تحذف دون أن تترك أي أثر على الفيلم لأن حضور جيلالي غرباوي الرسام الذي عاش في الدير كاف..
حميد درويش مخرج يعدنا بمستقبل زاهر.. شكرا لك أيها الجميل..
برافو مرة أخرى.