صراع الجبابرة فالعيون.. ملاسنات بين ولد الرشيد والدرهم فدورة مجلس الجهة وسيرة الحبس والفساد تجبدات
حميد زيد – كود//
لم ينتبه الزملاء الصحافيون الذين كانوا حاضرين يوم أمس في الندوة التي نظمها فرع النقابة الوطنية للصحافة بالرباط. إلى نقطة عابرة. لكنها مهمة. وخطيرة. جاءت في مداخلة يونس مجاهد.
وقد قال رئيس المجلس الوطني للصحافة ما مفاده أن الصحافي لن يعمر طويلا.
وقدّر أننا من المحتمل أن لا يبقى لنا أثر بعد سنتين من الآن.
وأن الذكاء الاصطناعي هو الذي سيأخذ مكاننا.
وهو الذي سيكتب الأخبار. والمقالات. والرأي. مستشهدا بصديقه المهندس. الذي لم يعد في حاجة إلى من يساعده.
ولا إلى أي موظف.
ولا إلى أي أجير.
بل إنه. ومنذ مدة. صار يعتمد على بعض التطبيقات. التي تشتغل أفضل من البشر.
ودون أن يضطر صديقه إلى أن يمنحها أي راتب. ولا أي تعويض.
والغريب في الأمر. أن معظم الزملاء. استمروا في الاستماع إلى يونس مجاهد.
ولم يشعروا بالخطر. ولا بالخوف.
ولم يحتجوا عليه.
ولم يطالبوه بأن يتدخل في وجه الذكاء الاصطناعي.
وبصده.
أو يؤخر على الأقل غزوه للمهنة.
كما أنهم ظلوا يتجاذبون أطراف الحديث. ويتبادلون التحايا. ويضحكون.
كما لو أن شيئا لم يقع.
وكما لو أن المسؤول الأول عن المهنة لم يصعقهم بهذه المعلومة المرعبة.
وإذا كان يونس مجاهد متأكدا من أننا سننقرض.
فلماذا تم تنظيم تلك الندوة من الأساس.
ولماذا اختاروا لها عنوان “أية آفاق لمهنة الصحافة في ظل المستجدات التي يعرفها القطاع”.
وما حاجتنا إلى لجنة مؤقتة.
وإلى تنظيم للمهنة.
و ما حاجتنا إلى ألف درهم على دفعتين.
وإلى دعم الدولة.
وما حاجتنا إلى يونس مجاهد نفسه.
وإلى كل هذه الصراعات. وهذه المعارك. والبيانات. والبيانات المضادة.
مادامت نهايتنا وشيكة.
ومصيرنا معروف.
وبعد عامين من الآن. أو أقل. أو أكثر. سنختفي. وسيعوضنا الذكاء الاصطناعي.
لكن ما يعاب على يونس مجاهد أنه لم يكن واضحا في تصريحه.
ولم يحدد من سيبقى منا. ومن سيختفي.
وما وظيفته هو في المستقبل.
وهل سيختفي هو الآخر. أم أنه عصي على الذكاء الاصطناعي.
وهل سيظهر روبو يعوض ادريس شحتان الذي كان جالسا إلى جانبه.
وهل سيظهر برنامج ذكاء اصطناعي يحل محل عبد الله البقالي. رئيس التقابة الوطنية للصحافة.
الذي كان بدوره متدخلا في هذه الندوة.
أم أن يونس مجاهد وادريس شحتان والبقالي ومن معهم يتفاوضون مع الذكاء الاصطناعي.
ليتم استثاؤهم من التحول القادم. على حساب الجسم المهني.
ثم ما رأي الوزارة الوصية.
ومن سيحصل على الدعم لو اختفينا.
وهل سيظل أرباب المقاولات هم البشر الوحيدون في المهنة.
ومن سيتم اعتقاله.
وهل نحن أم تلك البرامج التي ستحل مكاننا.
وهل ستكون لها نقابة من بني جنسها. أم سيستمر البقالي مدافعا عن الروبوتوتات.
وهل سيكون هناك ذكاء اصطناعي مهني ويحترم أخلاقيات المهنة وآخر لا.
وماذا عن الزيادة في الأجور على دفعتين.
وهل سنحصل عليها ام أنها ستكون من نصيب الروبوتات.
ورغم الخطر القادم.
ورغم وعي يونس مجاهد باقتراب نهايتنا.
فإنه لم يركز عليها كثيرا
و كانت عينه
هو
وادريس شحتان وعبد الله البقالي مركزة بدل ذلك
على شيء آخر
شيء واقعي. وملموس. تدور حوله. معركة المعارك. بين المتحكمين في مهنة الصحافة.