الحسيمة محمد الحوزي//

مرتضى إعمراشن يؤكد أن عدة جهات تدخلت لإطلاق سراحه وأبرز أهمها ملك الموت حيث قال عندما أيقظني نائب مدير سجن سلا، ليلة وفاة والدي كنت أحادث في المنام صديقي المناضل نبيل أحمجيق، واليوم استيقظت وأنا أردد (ضرقنازد ا كريم) لقد أطلقوا سراح كريم أمغار..، ومنذ الجمعة الأسود بداية رمضان ولم يهدأ بالي ولم يطب لي مقام بعيدا عن رفاقي بالسجن، لكن المخزن عاقبني مرتين، باعتقالي، وإبعادي عنهم، ولن أسكت حتى تنفرج هذه الأزمة..، ويعود رفاقي لبيوتهم.
وزاد :” إخواني أخواتي بمدينة الحسيمة، بعد متابعتي في حالة سراح مع المراقبة القضائية وذلك بتدخل من عدة جهات أهمها ملك الموت الذي أخذ روح أبي العزيز، وكسر كل معنى للرغبة في الحياة سواء داخل السجن أو خارجه، إلا أني لا يمكنني السكوت عما يعانيه رفاقي وعائلاتهم، وأود القيام بأي مبادرة بمعية بعض النشطاء لإتاحة الفرصة لإيجاد وسائل لإنهاء معاناة الجميع، وقد جاءت إشارات مهمة خاصة بعد المجلس الوزاري الأخير لإنقاذ بلادنا مما هي متجهة نحوه، ولا أدري هل أقبل اليد الممدودة لنا من جهة هامة تتجاوز كل المتدخلين طوال هذه الفترة، والتي تؤكد أنها ستستجيب لاقتراحات عملية يقدمها كل من يرغب في الوصول إلى حل بدون شروط تعجيزية.”
أردف قائلا في نفس التدوينة :”أصدقائي صديقاتي أبناء الإقليم، لقد نصحني أغلب الناس بالابتعاد مدة والاهتمام بمأساتي الخاصة لكني لا أستطيع ذلك ولا يمكن أن يطيب لي مقام أو أستنشق نفسا هنيا ورفاقي داخل السجن، فانصحوني بارك الله لكم، هل أقبل اليد الممدودة والنوايا الحسنة المطمئنة..، أم هل سنستطيع خلق وضع جديد بالريف.. تخفيفا عن الجميع وفتحا لباب مصالحة حقيقة وخدمة لرفاقي وأسرهم ولا تهتموا لتجار الأزمة الذين يريدون تقديم مزيد من القرابين لمن في مصلحتهم خراب البلد ومعاناة الأبد.”
وفي سابقة من نوعها، تقدم كل من عبد الحميد الخماري، رئيس جماعة مجموعة بني ورياغل، ومكي الحنودي، رئيس جماعة لوطا، وعبيد اقنيبس، رئيس جماعة الرواضي، ونور الدين ولاد عمر، رئيس جماعة إمرابطن، ورشدي الزياني، رئيس جماعة بني حذيفة، باستقالة جماعية إلى عامل إقليم الحسيمة؛ وذلك على خلفية الحراك الشعبي، الذي تشهده منطقة الريف منذ زهاء ثمانية أشهر بعد مقتل “السماك” محسن فكري.
ويرى رؤساء الجماعات المحلية المُطالبِين بالاستقالة أنهم في موقف حرج أمام عائلات المعتقلين وعموم الساكنة المحلية، خصوصا بعد تدخل القوات الأمنية يوم عيد الفطر لقمع المسيرات السلمية وفض وقفات لعائلات المعتقلين باستعمال القوة المبالغ فيها وتطبيق إجراءات استثنائية حرمت سكان الإقليم من زيارة أقاربهم وذويهم، دون دواع أو أسباب مقبولة، كما جاء في نص المراسلة المقدمة إلى عامل إقليم الحسيمة
وتأتي الاستقالة الجماعية لرؤساء الجماعات الترابية احتجاجا على التجاوزات المتكررة والمستمرة، والمبالغة في استعمال القوة العمومية، والتعاطي الأمني الصرف مع مطالب واحتجاج السكان.
واختتم نص الاستقالة بتأسف رؤساء الجماعات المحلية “عن فشلهم في حلحلة وضع الاحتقان والاحتجاج المستمر لساكنة الإقليم على مدى زهاء ثمانية أشهر مطالبة بتحقيق انتظارات اجتماعية واقتصادية عادلة ومشروعة، لكن رشدي الزياني رئيس جماعة آيت حذيفة نفى لاحقا على كود أن يكون الرؤساء الثلاثة الموقعين إلى جانب الحنودي قد قدموا استقالتهم.

في العشية وفي عز الحرارة لجأ نشطاء بحراك الريف إلى شاطئ « كيمادو » بالحسيمة من أجل مواصلة احتجاجاتهم ضد حملة القمع والإعتقالات التي طالت المسيرات والوقفات الإحتجاجية التي شهدتها الحسيمة منذ مقتل بائع السمك الشاب محسن فكري مطحونا بين آلة شفط الأزبال شهر أكتوبر الماضي.
وأظهر شريط فيديو نشر على « فيسبوك » العشرات من نشطاء الحراك يرفعون شعارات بملابس السباحة داخل البحر، من قبيل « يامخزن حداري كلنا الزفزافي و »الشعب يريد سراح المعتقل » و »حرية كرامة عدالة اجتماعية.
ويعد هذا شكل احتجاج جديد بعد الطنطنة ورفع الأعلام السوداء على أسطح المنازل لجأ ليه نشطاء « الريف » من أجل التعبير عن تنديدهم بالمقاربة الأمنية التي قوبل به خروجهم إلى الشارع من أجل مطالب ذات طابع اقتصادي واجتماعي بالدرجة الأولى.
وجه سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، نداء إلى ساكنة الحسيمة، والريف عموما من أجل “الهدوء”، وتوقيف الاحتجاجات، واعدا إياهم ب”حل كل المشاكل.
وقال العثماني، في ندوة صحفية “أدعو السكان لإنجاح هذه المرحلة، وضمان جو من الهدوء والاستقرار.”،
وقال إن “هناك اهتمام على أعلى مستوى من الدولة، لذلك لابد من توفير جو من الهدوء كي نشتغل على الأرض وحتى نقنع المستثمرين بالاشتغال في المنطقة”. ثم أردف “ونحن نتعهد برفع وتيرة الإنجاز، وبرمجة جميع المشاريع التي وعدت بها المنطقة”، وتحدث هنا عن “ضمانات تتعهد بها الحكومة للمواطنين في إقليم الحسيمة، بإنجاز المشاريع، وأنهم سوف يجدون لها صدى على أرض الواقع.”
وأوضح المتحدث ذاته، أن أحزاب الأغلبية الحكومية اجتمعت، يوم أمس الثلاثاء، لتتبع الملف سياسياً، كما تم الاتفاق على أن تكون النقطة المركزية في اجتماع مجلس الحكومة، الخميس، ملف إقليم الحسيمة.
هذا و لقيت الخرجة الاعلامية لسعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، الأربعاء، ردود فعل غاضبة بلغت حد التشنج، من قبل نشطاء حراك الريف، والتي عبرت عن رفضها للنداء الذي وجهه العثماني لساكنة الريف، والقاضي بالركون إلى الهدوء، لإنجاز مطالبهم.
وحصل ما يشبه الاجماع بين نشطاء حراك الريف، من خلال عدة تدوينات “فيسبوكية” على أن نداء العثماني “غير مرحب به، ما لم يتم الافراج عن كافة المعتقلين على خلفية حراك الريف، قبل الحديث عن إنجاز وتحقيق أي مطلب من المطالب المعلنة من قبل الحراك.
في هذا السياق، قال الناشط المرتضى اعمراشا، المتابع في حالة سراح بعد الافراح عنه، في أعقاب وفاة والده متأثرا بخبر اعتقاله، (قال) إن “نداء السيد سعد الدين العثماني -مع احتراماتنا له- لساكنة الحسيمة اليوم يدل على أن الرجل لا يدرس ما يحدث بالمنطقة.
وأضاف اعمراشا، في تدوينة فيسبوكية، أن “معطيات العثماني تستند إلى قنوات مشوشة.
وشدد المتحدث ذاته أن “هذا الخطاب كان سيكون مفيدا قبل اعتقال رفاقنا، أما اليوم فأي خطاب بدون إطلاق سراح جميع المعتقلين لا جدوى منه، حتى لو قمت ببناء قصر لكل مواطن بالحسيمة.
وختم المرتضى اعمراشا تدوينته بالقول إن “المخولوين من أجل التجاوب مع المطالب التنموية هم خلف القضبان.