
حميد زيد – كود//
يمكنك أن تكون إخوانيا في الجزيرة.
ولك الرأي. ولك الكلمة.
ولك كل الدعم.
ولك كل الخط التحريري.
ولك كل الإمكانيات. وكل المال. وكل الكاميرات. وكل التغطية.
يمكنك أن تكون مساندا رسميا ل” ما يسمى الإرهاب”.
ولن يحتج عليك أحد.
ولن تعترض عليك الإدارة.
بل تمنح لصوتك صدى. وتتصل بك أينما كنت. وتجعل العالم كله يسمع “وجهة نظرك” في التفجيرات. وفي قتل الأبرياء.
يمكنك أن تكون مع النظام الجزائري.
ومع العسكر الجزائري.
ومعلقا رياضيا في الجزيرة حاقدا على دولة وشعب وعلى كل ما له علاقة بالمغرب.
يمكنك أن تتمنى ألا يسجل مغربي.
يمكنك أن تحاول صد ضربات الجزاء من قناة الجزيرة.
يمكنك أن تفضح نفسك.
دون أن يتدخل أي أحد في قطر.
يمكنك أن تكون مع الخراب. ومع الإبادة.
يمكنك أن تكون مع الانقلابات.
يمكنك أن تستغل اسم الجزيرة للدفاع عن نظام استبدادي ومغلق.
يمكنك أن تكون بوقا له من الدوحة.
ولن يعترض أحد في قطر.
يمكنك أن تكون إسرائيليا.
يمكنك أن تكون أمريكيا. وروسيا.
يمكنك أن تلعب على كل الحبال.
يمكنك أن تكون ناطقا رسميا باسم الطيب إردوغان. وضد خصومه في تركيا. وخارجها.
و تشجعك الجزيرة على ذلك.
يمكنك أن تكون من القاعدة.
يمكنك أن تكون من حركة طالبان وتعبر عن ذلك بكامل حريتك.
يمكنك أن تكون مع حماس.
ومع التساهال في الآن نفسه.
يمكنك أن تهتف يا تميم المجد.
هذا ممكن جدا.
ومتاح لكل من يشتغل في قطر.
يمكنك أن تكون صحافيا لا رأي لك. ولا موقف.
يمكنك أن تكون فارغا من الداخل.
يمكنك أن تكون جاسوسا.
يمكنك أن تكون وسيطا بين الجزيرة وبين الجهاديين.
يمكنك ومن أجل قطر أن تشتم السعودية. والإمارات.
يمكنك أن تكون كل شيء. وأي شيء. في قطر.
لكن ممنوع عليك أن تكون مغربيا في جزيرة قطر.
ممنوع عليك أن تحب المغرب.
وأن تغار على بلادك.
ممنوع على المغربي المشتغل في الجزيرة أن يكون مغربيا.
ممنوع عليه أن يعلن عن ذلك.
وعلى عكس كل الجنسيات الأخرى
وعلى عكس الانتماءات الأخرى
على المغربي أن يكون مهنيا جدا.
عليه أن يصمت.
عليه أن يكون محايدا تجاه بلاده.
عليه أن يتنكر لها.
وسيكون أفضل لو هاجم المغرب و أساء إليه وانضم إلى أعدائه.
على المغربي أن يكون بلا كرامة. ولا انتماء.
عليه أن يقبل الإهانة.
عليه أن ينسى. ما دام في الجزيرة. أنه مغربي
عليه أن يتحلى بالحياد.
عليه أن لا يرتكب خطأ أن يميل إلى المغرب. وإلى المغاربة.
عليه أن يغض الطرف. ويحسبها جيدا.
عليه أن يلتزم الصمت خوفا من إدارة الجزيرة القطرية.
ومن يتحكم فيها
ومن يسيرها.
ومن ينحرف عن الخط التحريري.
ومن يقول أنا مغربي.
من يقول أنا في صف بلادي. وأدافع عنها. ضد ما تتعرض له من إساءة. تضبطه. وتحاكمه. و تقيله قناة الجزيرة. والتهمة : مغربي بالجرم المشهود.