نوقل طرشول – كوود

ــــــــــــــــــ

ولبارح قريت ف موقع كود وبعض الجرائد خبر عن بيان لحزب موالين صيكوك العدالة والتنمية كيقول باللي ان الكيف ماخصوش يتقنن وان الحجج ديال انه ممكن يتستعمل استعمالات طبية غير هضرة خاوية من اجل اعطاء شرعية للتقنين. الحزب ضد رفع التجريم ومع ان الاباء يتشدوا ف الحباسات بسبب انهم زرعوا نبتة معينة باش يعيشوا ولادهم.

العود الضعيف اللي قدامك، حل عينو ف الدنيا لقا راسو داير بشجر الكيف فيهم ميترو. عشت طفولتي الاولى بين حقول الكيف الممتدة على بعد النظر. الكيف كان بالنسبة لي نبتة بحال اي نبتة اخرى، بحال النعناع والمعدنوس والبصلة بالنسبة لك. ما كيتعتبرش طابوو ولا حاجة خايبة اللي ما تقدرش تهضر عليها ولا تقرب منها. الكيف كان فلاحة بحالو بحال الشعير ولا القمح ولا البطاطا حلوة.

الكيف ف منطقة جبالة يعتبر مصدر دخل رئيسي لالاف الاسر اللي ساكنة ف المنطقة. الفلاحة التقليدية ما بقاتش كتعيش وكاع الفلاحة كيهربوا منها ويتوجهوا للكيف، الشعير ولا القمح فيهم خسائر مادية كتر من الارباح اللي ممكن يحققها الانسان، لذلك الاغلبية كيتهربوا من الفلاحة العادية. بفلوس الكيف الالاف قراو وعاشوا حتا خدموا ف مجال اخر من غير الكيف. وبلا ما ندكرو طبعا اللي دار لاباس وساهم ف تحريك الاقتصاد ف المنطقة.

الكيف بالنسبة للسكان المحليين ماشي شي حاجة اللي ضارة وخايبة بحال ما هو الحال ف مناطق الداخل ديال المغرب، واللي الكيف والحشيش فيها ف المخلية الشعبية مرتبط بالجريمة والتشرميل والدم والحبس. بالعكس، الكيف هو حاجة عادية، جزء من الطبيعة والمحيط. كتخدم فيه العائلة مجموعة بكبيرها بصغيرها في جو من الحب والتعاون والتآزر اللي قل نظيرو ف المغرب. ممكن تلقى جدة وحفيدها كيتعاونوا ف حقل الكيف اللي ديال ولدها بدون مشكل.

الكيف كنبتة ماكيعنيش الجريمة ف لاوعي الانسان الريفي البسيط، هو مجرد نبتة عادية فقط كيزرعها ويعتني بيها حتا تكبر، وكيبيعها واللي شراها شغلو هذاك يستعملها كيف بغا. رغم الايمان ديال سكان المنطقة بالاسلام (التقليدي الزوين) ومحافظتهم، الدين عمرو كان عقبة كبيرة ف وجه الكيف. كاينة هضرة “حرام” ولكن دائما كتتبعها الجملة الشهيرة “اللهم الكيف ولا نسرقو” اللي كتسكت الطرف الاخر.

كنعقل ف 2005 زرت عائلتي ولقيت الهضرة كتدور على ان خطيب الجمعة عندهم عندو شي مترات مربعة ديال الكيف كيمشي يطل عليهم من بعد كل صلاة ويجي للجامع عادي. هاد المثال خلاني نزيد نفهم تعلق جبالة وريافة بالكيف. ملي تلقى امام ديال جامع كيزرع الكيف، هنا كاين شي حاجة اللي هي اقوى من الايمان.

الناس اللي ما باغيينش رفع التجريم على الكيف، وعلى رأسهم العدالة والتنمية، ف الحقيقة ما عندهم حتى فكرة على الكيف كيف داير ولا شكون كيزرعوا ولا علاش من غير افكارهم السطحية حول الكيف والحشيش اللي خداوها من دوك النماذج الفاشلة ف راس الدرب. كون خداو وقت وتعرفو على المنطقة فين كيتزرع كانوا غادي يعاودوا التفكير واخا يكونوا متدينين بحال امامنا.

الطرف الاخر المقابل لصحاب اللحي الكثيفة، وحسب ما لاحظت دائما كيبغي يساند رفع التجريم بكون الكيف فيه منافع صحية وممكن نستغلوه ف صناعة الدوا. رغم انني كنتافق مع الهضرة وكنشوف فعلا الكيف عندو فوائد، إلا أن هاد الحجة غير كافية وماشي ف محلها. رفع التجريم خاصو يكون اقتصادي بالدرجة الاولى. دوك الناس هذا مصدر دخلهم الوحيد، واللي محرك الاقتصاد، منعو دابا غادي يأثر على جياتهم. كيتسعمل ف الادوية ولا لا هذا نقاش نهار يولي الكيف عندنا خضرة فوق الطعام بحال اوروبا ماشي وسيلة للعيش. نهار ما يبقاوش ناس كيوكلوا ويلبسوا ولاهم بيه.

التقنين بمعناه ديال الميركان اللي كيدافع عليه البعض، واللي كيعني ان الزراعة غادي تولي قانونية والحشيش يتباع بحال الشراب ف محلات خاصة بيه ف رأيي بنفس سوء التجريم الحالي. التقنين الرأسمالي غادي يخلي اصحاب رؤوس المال اللي بالملاير يدخلوا للسوق ويحتكروه، ويضربوا مصالح هاد الناس العاديين اللي بالنسبة لهم الكيف مصدر عيش. وبالتالي غادي نكونو جينا نكحلوها عميناها وشي ما درنا.

لذلك، أحسن حل ف رأيي هو غض الدولة النظر على دوك القوانين وتخلي بنادم يزرع كيف بغا، واخا آسيدي تلغيهم غير شفويا. الدولة ما عندها لا مشروع اقتصادي لا بديل للكيف تقدمو للسكان من غير الهضرة الخاوية، لذلك تغض البصر كيما كتغض البصر على حوايج بزاف باش ما تحطش راسها ف موقف لا تحسد عليه.

أما صحاب العدالة والتنمية ومن لف لفهم من أصحاب الاخلاق الطوباوية، فالمرجو التفكير اقتصاديا بدل الهضرة الجوفاء اللي ما كتشري خضرة واللي مليناها. الكيف سواءا كان مزيان للصحة ولا لا، خاصو يترفع عليه التجريم، حيت الاف المغاربة عايشين بيه، وبلا بيه غادي تعاني حتا نتا معاهم.