حميد زيد كود ///

لا المدرب.

ولا المعلق الرياضي في التلفزيون.

ولا الجمهور.

ولا النساء.

ولا الصغار.

ولا الأزواج في الملعب.

ولا القميص.

لا أحد

لا أحد من هؤلاء جميعا في مستوى لاعبي المنتخب المغربي.

وفي الوقت الذي نتوفر فيه على أفضل تشكيلة للمغرب في كل تاريخنا.

وعلى أفضل جيل من اللاعبين.

فإننا نعاني من نقص حاد في التعليق.

وفي المتفرجين.

وفي التدريب.

حيث لا نواكب نحن كمتفرجين.

ومعلقين.

ومدربين.

التطور الذي عرفه لاعبونا.

وعرفته كرتنا المغربية.

ونبدو أقل قيمة منهم.

وأقل نضجا.

ومستوى.

وجاهزية.

وفنية.

وبينما جمهور الكرة الحقيقي في المقهى.

وفي البيت.

وفي الشارع.

فإننا عوضناه بجمهور طارئ خاص بالمنتخب.

لا علاقة له بجمهور كرة القدم ولا يتابعها.

ويلتقط فقط السيلفيات.

ويتمكيج.

ولا يلعب دوره كجمهور.

ولا يشجع كما يشجع الجمهور.

ولا يغضب كما يغضب الجمهور.

وفي اللحظة التي يكون الفريق الوطني في أمس الحاجة إلى هذا الجمهور الجديد.

فإنهم يضجرون.

ويصيبهم الملل.

ويتثاءبون.

ويكفون عن التشجيع.

ويفكرون في الليل.

وفي العودة.

بينما جمهور الكرة لا تشغله مثل هذه الأشياء.

ولا يعيرها أدنى اهتمام.

ولا يفكر أبدا في العودة.

أما المعلق فهو أسوأ من الجميع.

ومن المدرب.

ومن جمهور الكرة القادم من إنستغرام.

وفي كل مرة يسجل فيها ابراهيم دياز يعتبر المعلق الهدف عالميا.

ومادامت عبارة “هدف عالمي” هذه موجودة.

فلن نذهب بعيدا.

ولن نستفيد من هذه الطفرة الكروية.

وكأن المعلق الرياضي ينتظر من إبراهيم دياز أن يسجل هدفا إقليميا.

أو جهويا.

أو محليا.

وكأنه لا يكفي أن يكون لاعبا في ريال مدريد.

وفي نادي الغالاكتيكوس.

كي يتوقف المعلق عن استعمال هذه العبارة.

والسبب هو أننا لم نستوعب بعد أننا نتوفر على لاعبين في البايرن.

وفي ريال مدريد.

وفي مانشستر.

وفي باري سان جيرمان.

وفي كل البطولات القوية في أوروبا.

وهم.

وبحكم الأندية التي يلعبون فيها.

في العالم.

وفي العالمية.

وبحكم أسمائهم.

وبحكم رواتبهم.

من المفروض دائما أن يسجلوا أهدافا عالمية.

لكن المعلق المغربي يصر رغم كل ذلك.

أن يفكر من منطلق محلي ضيق.

وأن يظل حبيس تعليق سنوات الرصاص.

والبؤس الكروي.

و”الأريحية”.

تعليقا قادما من الماضي.

وآي ياياااي هاااااداااف.

هدف عالمي في الراديو.

يوم الأحد.

وقد تراه.

وقد لا تراه في العالم الرياضي.

بعد نشرة الأخبار.

التي قد تنتهي.

وقد لا تنتهي.

تعليقا غير مستوعب.

لا هو ولا المدرب.

لما نتوفر عليه من نجوم

ومن إمكانيات لم يحدث أبدا أن كانت متوفرة لدينا.

تمنع أي مقارنة مع منتخبات سابقة.

وتمنع أي تبرير للفشل.

ومن الإجرام

أن نضيع هذا الجيل الذي قد لا يتكرر.

ولا نستغله كما يجب

ولا نوفر له التدريب والتعليق وجمهور الكرة الذي يستحقه

ويقدره.

ويحترمه.

ويدفعه إلى الفوز.

كما كان يحدث في الماضي

حين كان لنا جمهور حقيقي

لكننا لم نكن نتوفر للأسف على منتخب مثل هذا الذي نتوفر عليه اليوم.