حميد زيد – كود//
كن مطمئنا أيها المناضل فلن يستطيع أحد أن يمنعك من مزاولة مهنة المحاماة
نحن معك يا محمد الهيني. فلا تهتم بهذه الضجة المثارة حولك. و لا تبال بما تسمعه عن منعك من مزاولة المهنة لمدة ثلاث سنوات.
هذا مجرد كلام فارغ.
وهيئة المحامين ليست محكمة كي تكون لها هذه السلطة.
ولا قضاء.
وأنت تعرف هذا جيدا.
والنقيب يعرفه.
وكل الزملاء يعرفون أنه ليس بمقدور أي كان أن يشطب على اسمك.
ولن يقف في طريقك أحد.
ولن يحول أحد دون ممارستك لمهنة المحاماة.
فكن مطمئنا. ولا يشغل بالك شيء.
فلن ننسى ما قمت به من أجلنا.
ولن نسلمك لزملائك.
ولن ننسى وقوفك معنا حين احتجنا إليك.
لكن لا بأس أن تمتعنا يا محمد الهيني.
وأن تستغل هذا “المنع” لتسعدنا. ولتسلينا. ولتذكرنا بتلك الأيام الجميلة التي كنتَ تفترش فيها التراب.
وتنام في الرصيف. وتلتهم المرق بالبطاطس.
آه
آه كم كانت رائعة تلك الأيام.
ولو دون حميد المهداوي. ولو أن النضال معه كان ممتعا. ولو أن كثيرا من الرفاق رحلوا.
فلا يمنع ذلك من أن تشد رأسك بنفس العصابة الحمراء.
لا بأس أن تركب دراجة هوائية.
لا بأس أن تعود إلى عاداتك النضالية القديمة.
ولا شك أنك بدورك اشتقت إلى تلك المرحلة.
ولا مناسبة أفضل من هذه كي نعود جميعا إليها.
فأنت الآن ممنوع. ومعتدى عليك. ومحاصر. ومظلوم. ومقهور. وضحية. ومحارب في قوت يومك.
وهذا هو الوقت المناسب كي نحتفل جميعا بكل ما كنت تقوم به.
وكي تعود إلى الاحتجاج. وإلى الدفاع عن نفسك. وإلى التعريف بقضيتك.
وقد لاحظنا أن البعض صار ضدك.
ويشك فيك.
وكثير من الذين كانوا يتعاطفون معك انفضوا من حولك. كما أن جمهور حميد المهداوي لم يعد في صفك.
وهناك من يشعر بالندم لأنه ساندك يوما ما.
فلتستغل إذن هذه الفرصة ولتسترجع شعبيتك المتضررة.
ولتؤكد لهم أنك مناضل وشهم.
فلا تصالح.
ولتنم في الشارع العام.
ولتطبخ في الرصيف. و لتحمل معك طنجرة المرق. والصحن. والخبز.
ولتسقط في الأرض. ولتتعفر ثيابك بالتراب. كما كنت تفعل.
ولتستعن بالزملاء الأساتذة عبد الفتاح زهراش ومحمد كروط ولحبيب حاجي.
وحتى لو تخلى عنك الجميع فإنهم لن يتخلوا عنك.
فكم ناضلتم معا.
وكم ترافعتم معا.
وكم شكلتم فريقا متميزا من المحامين.
وكم فزتم بكل القضايا التي دافعتم عنها.
أما في ما يخصنا نحن. فلن نتخلى عنك. ولن نسمح لأي طرف مهما كان قويا أن يمنعك.
ولن نفرط فيك.
وحتى لو تحالف ضدك كل الزملاء
وحتى لو رفضك كل المحامين وكل الهيئات.
فسنظل نحن هيئتك.
وسنظل سندا لك.
و سنوفر لك مهنة تليق بك.
وسنبحث لك عن صحفي جديد وأكثر حماسا من حميد المهداوي ليعرف بقضيتك.
شرط أن تعود إلى النضال. وإلى الاحتجاج.
وإلى تذكيرنا بتلك الأيام.
آه
آه على روعة تلك الأيام يا محمد الهيني. وما كان يقع فيها من عجائب. ومن طرائف.
آه كم كنا سعداء.
ومن قلب المحنة والمعاناة والتضييق الذي كنت تتعرض له و تعاني منه
كنت تجد الوقت والمزاج الرائق لتمنحنا الابتسامة.