حميد زيد – كود//

إنها الآن في جيب فوزي لقجع.

وفي محفظة نقود مهدي بنسعيد وزير الثقافة.

وعند يونس مجاهد.

فيا لحظهم.

يا لحظ من كان سباقا إلى الحصول عليها.

لكن ما مصير الذين لم تُمنح لهم بطاقة الملاعب.

وماذا ينتظرنا نحن الذين لم نحصل عليها.

ماذا ينتظر المغاربة الذين لن يكون بمقدورهم التوفر عليها.

وحملها مع أوراقهم الثبوتية.

ومن كثرة الحديث عنها.

ومن الافتتاحيات التي خصصت لموضوعها.

ومن هذه المهرجانات. ومن هذه الاحتفالات بها.

ومن كل هذا الغناء.

ومن إعلان النصر مباشرة بعد خروجها.

ومن هذه الضجة المثارة حولها.

فقد أصبح من المؤكد أن مغرب ما قبل بطاقة الملاعب ليس هو مغرب ما بعد بطاقة الملاعب.

وشتان بين المغربي الحاصل عليها وبين المغربي المحروم منها.

ومن له بطاقة الملاعب سيمر.

و سيتحسن وضعه.

و سيفتح له الباب.

وسيكون بإمكانه الولوج إلى الملعب. وإلى الخدمات الصحية. وإلى المتاحف. وإلى التعليم.

ومن ليست له بطاقة الملاح فإنه لن يبرح مكانه.

ولن يتقدم خطوة إلى الأمام.

و ستغلق في وجهه الأبواب.

وسيجد نفسه عالقا في مغرب قديم. كان يعمه التسيب. وكانت تسود فيه الفوضى.

فكل من تابع قصة بطاقة الملاعب هذه. والاهتمام الكبير بها. سيستنتج أنها لن تكون أبدا بطاقة عادية.

وقد تكون فيها أموال.

وقد تخول لحاملها إمكانية استعمالها في الشبابيك الأوتوماتيكية.

وقد تكون بمثابة فيزا.

وقد تضعها في الزجاج الأمامي للسيارة. فتحميك من المخالفات. ومن الشرطة.

وإلا من يفسر لنا كل هذا الاحتفاء بها.

وهذا التصوير لها.

وكل هذا الفرح الطفولي بإنجازها.

فلم يحدث في كل تاريخ المغرب أن تم الترويج لبطاقة كما تم الترويج لبطاقة الملاعب هذه.

وقد يكون لها نفس دور بطاقة التعريف الوطنية.

وقد تعوضها. أو تحل محلها.

وقد تحدد من هو الوطني بيننا ومن هو الخائن.

ومن هو الذي يخدم مصلحة بلاده ومن هو الذي يسيء إليها.

ولا شك أنها ستكون بطاقة حاسمة. وضرورية.

ومنقذة. ومخلّصة.

وتسمح لحاملها بركوب المصعد.

وسيكون لها “ورثة”.

ورغم أن الذين صنعوا هذه البطاقة يتكتمون عن الصلاحيات التي توفرها هذه البطاقة لحاملها.

إلا أن الطلب الكبير عليها. والحرب التي قامت حولها.

والكتابات الكثيرة التي تمدحها.

كل هذا يؤكد أن من حصل عليها ليس مثل من لم يحصل عليها.

ومن له بطاقة الملاعب فهو معترف به.

ومن ليست له فهو في وضع غير قانوني.

وحين يدخل الجميع. يبقى هو في الخارج.

وكل البطاقات تبدو أنها لا شيء مقارنة ببطاقة الملاعب.

وهي أهم من البطاقة المهنية

ومن البطاقة الوطنية

ومن البطاقة البنكية والبطاقة الرمادية

وبها تحدد مكانة أي واحد منا

وبها تحدد قيمته.

و سيكون الطفل المولود في أسرة يتوفر فيها الأب أو الأم على بطاقة الملاعب مؤهلا أكثر من غيره للنجاح.

ولولوج المدارس العليا.

وللانتماء إلى النخبة المغربية الجديدة.

أما الزيجات الخالية من بطاقة الملاعب

فلن تنجب إلا العاطلين

والفاشلين

ومن له سيدخل بها إلى ملعب المغرب الجديد

و سيساهم فيه

ومن لا يملكها

سيظل في الهامش

غائبا

مستبعدا

لا دور له

و غير منخرط في أجواء المباراة.