حميد زيد – كود//
البشر كلهم يا ألله يتفرجون في المجازر التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في غزة.
الحكومات كلها.
الدول كلها يا ألله تتفرج.
أقوياء هذا العالم كلهم يتفرجون في الموت. وفي جثث الأطفال. والنساء.
ولا من يتدخل.
وهناك ضوء أخضر يا ألله من الولايات المتحدة الأمريكية لتقتل إسرائيل الفلسطينيين كما تشاء.
يا ألله
الإنسان صار عاجزا أمام هذه الإبادة.
والأمم المتحدة. وكل المؤسسات الدولية عاجزة.
ولم يعد أحد قادرا على وقف المجزرة.
ولم يعد الصراخ يجدي.
ولم تعد المظاهرات. والمسيرات. والوقفات. تجدي.
يا ألله لقد انهزمنا جميعا.
وهزمت إسرائيل الحق. وهزمت العدالة. وهزمت الواقع. والتاريخ.
وهزمت كل البشرية.
يا ألله هذه أول مرة نرى فيها الإبادة في نقل حي ومباشر.
حتى أصبحت مشهدا مألوفا.
ونذهب إلى مسلسل. ثم نعود إليها. ونذهب إلى مباراة في كرة القدم. وبعد ذلك نعود إلى متابعة الإبادة.
وبين إبادة وأخرى نتناول طعام العشاء.
وبين إبادة وأخرى صلاة.
ثم نعود لنتفرج في الردم.
وفي الأطراف المقطوعة.
وفي رؤوس القتلى تطل من تحت الأنقاض.
يا ألله.
يا رب اليهود. والنصارى. والمسلمين.
لقد صارت الإبادة فرجة.
ونستيقظ على قتل. وننام على قتل.
و نحن عاجزون.
والكافر يقول الله يتفرج. ولا يتدخل.
ولم يعد أحد قادرا على إدانة القاتل.
يا ألله
لقد اخترع البشر أسلحة جديدة
والقتل اليوم بضغطة زر.
ومن بعيد.
والإبادة اليوم تسقط على الأبرياء من السماء.
ولم تعد الحرب مواجهة.
ولم تعد الشجاعة قادرة على حسم المعركة.
ولم يعد الإيمان حاسما.
و كل ما تحتاجه إسرائيل يصلها من أمريكا.
وكل الدعم.
وكل إعلام العالم الحر.
يا ألله
المقتول و المباد يهاجمه المحللون والساسة
المقتول مدان من القوى العظمى.
ومن لا يزال حيا
والناجون
والجوعى في غزة
ينظرون إلى الطائرات الإسرائيلية وهي تقصفهم في شهر رمضان.
و يصلون لك يا الله
ويصومون.
وقد استسلمنا جميعا يا ألله.
واستسلم الغرب
واستسلم الشرق
وأهل غزة الآن لوحدهم
تطوف فوقهم الدرونات. وتحجب السماء. كما لو أنها تسقط الأدعية قبل أن تصل إليك يا ألله.
كما لو أن هناك قبة حديدية تحول بين الضحية وبين خالقها.
و أهل غزة يقصفون بضغطة زر.
كما في ألعاب الفيديو
و يموت المئات منهم في عملية واحدة
وفي قتل حقيقي
منقول مباشرة على قناة الجزيرة.
ولا من يتدخل.
يا ألله
لقد قاوم الفلسطيني بكل الوسائل
وبالمفاوضات
و بالجنوح إلى السلام
وبالحجارة
وبالعمليات الفدائية
ولم يبق له من حل بعد أن خذله الجميع.
يا ألله
إن تصفية القضية الفلسطينية جارية على قدم وساق
ولم تعد تنفع الشعارات
ولم تنفع الحماسة
ولم يعد لأهل غزة سواك
يا ألله
ما نراه مؤلم وفظيع
يا ألله
نصلي لك جميعا
كي تأتي بمعجزة
وحاشا يا ألله أن نقنط من رحمتك
لكن هذا كثير
على أن يتحمله بشر
و فوق طاقتنا أن يظل الفلسطيني يقتل
ونحن نتفرج في الجزيرة
يا ألله
يا رب اليهود والنصارى والمسلمين
المسيرات تحلق في السماء
والإبادة بضغطة زر
ولا الروس يتدخلون. ولا الصين. ولا أمريكا. ولا الأوربيون
و العرب مغلوبون على أمرهم.
فسبحانك يا ألله
يا من شق القمر وفلق البحر
نريد معجزة منك
ونتوسل إليك يا ألله أن تتدخل وتنقذ هذا الشعب من الإبادة
بعد أن عجز كل البشر عن ذلك.
وبعد أن تحول القتل إلى فرجة يومية.
يا ألله
لم يعد أحد قادرا على أن يمسح دمعة الطفل الناجي
وينقذ الرضيع من القصف
سواك
فاظهر لبني إسرائيل يا ألله في غزة.
كما سبق أن ظهرت لهم في العهد القديم.