أنس العمري///
المنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف على صفيح ساخن. مقبرة شهداء إضراب يونيو 1981، التي افتتحت مساء أول أمس الاثنين (5 شتنبر) في الدار البيضاء، فجرت المسكوت عنه وأشعلت فتيل مواجهة كلامية بين تيارين داخل المنتدى، الذي يستعد لعقد مؤتمره في مارس المقبل.
فبعد الحديث عن حدوث شرخ داخل المنتدى، حسب ما سجله ملاحظون خلال ما وصفوه بـ وليمة الدم”، التي عرفت تنظيم وقفة احتجاجية رفعت خلالها شعارات تضمنت عبارات “تخوين” موجهة لعدد من الشخصيات الحقوقية في المغرب، قامت قيادات في المنتدى بـ “خرجة فيسبوكية” بغات من خلالها تضرب عصفورين بحجر واحد، الدفاع عن نفسها، وثانيا الدفع عن المنتدى تهمة تحويله إلى ملحقة تابعة للمجلس الوطني لحقوق الإنسان.
وأبرز التدوينات التي وردت في هذا الصدد صدرت عن رئيس المنتدى المغربي من أجل الحقيقة و الإنصاف، مصطفى المانوزي، الذي يتابع من ماليزيا تطورات هذا اللغط، وجاء فيها “فشل المناوؤون للمنتدى المغربي من اجل الحقيقة والإنصاف في تقسيم المنتدى باستغلال حدث تدشين مقبرة شهداء 1981. والحال أن جميع الوفود والهيئات الحقوقية الدولية والأجنبية تقوم بزيارة للمقبرة منذ تشييدها.وما يهمنا نحن في منتدى ضمير الذاكرة هو الاعتراف الرسمي بالمقبرة كموقع للضمير، مما يفتح كل إمكانيات مواصلة التحري الطبي والانتربولوجي والعلمي والقضائي. علينا ألا يقتصر رهاننا على الصراخ المجاني، ولنسائل انفسنا لماذا لم نحاك العائلات التي طالبت رسميا وقانونيا أو قضائيا بالتحقيق، بل لماذا لم يطالب بعضنا، على الأقل بتسليم الرفات”.
مبارك أفكوح سار على النهج نفسه، وكتب في تدوينة حول الموضوع جاء فيها “إن افتتاح مقبرة ضحايا أحداث 20 يونيو 1981 المصنفين في أدبيات الفريق الأممي المكلف بالاختفاء القسري ضمن (الأحداث الاجتماعية) مساء البارحة تم بطلب من أغلب العائلات الحاضرة للترحم على ذويها مع التشبث بالمطالب المتبقية. ونحن في المنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف فموقفنا واضح وهو كما يلي: وجود المقبرة منذ سنين لا ولن يغير مواقفنا في شيء، ومطالبنا لمعرفة الحقيقة والكشف التام حول هويات الضحايا وتحديد السياقات وتسليم الرفات لذويها يبقى مطلبا دائما وملحا، كما أن حضور المنتدى في مراسيم الافتتاح ضمن باقي الجمعيات الحقوقية الحاضرة بدعوة من المجلس الوطني لحقوق الإنسان جرى الحسم فيه منذ أن قرر المجلس الوطني للمنتدى سابقا النضال من داخل المؤسسات وقرر الدخول في عملية التسوية”.