حميد زيد – كود//

تبحث صحافة الغرب عن أي معارَضة للنظام الإيراني.

تبحث عنها بشق الأنفس.

وكيفما اتفق.

و في أي مكان.

وكيفما كان نوعها.

ولو كانت هذه المعارضة في الأسطورة.

ولو كانت في كتب الدين.

ولو كانت في التاريخ القديم.

ولو كانت منقرضة.

ولو كانت ميتة.

ولو كانت ذكرى من الماضي.

فإن بعض الإعلام الغربي يتخلى عن كل مهنيته ورصانته وواقعيته ويقترح هذه المعارضة كبديل.

ويتخيلها.

ويرسمها رسما.

ويحلم بها.

معترفا في الآن نفسه بضعفها و بغياب أي تأثير لها داخل إيران.

وبلا واقعية

وبعبثية ما تكتبه هذه الصحافة التي كنا نظن لسذاجتنا أنها محترمة. و مستقلة.

وغير موجهة.

ففي مقال نشرناه قبل أيام في موقع كود. نقلا عن وكالة رويترز.

اقترحت هذه الوكالة حركة مجاهدي خلق لتحل محل النظام الإيراني.

ورغم أن هذه الحركة لم يعد لها وجود فعلي بعد خروجها من العراق.

و بعد توقف الدعم الذي كان يقدمه لها بعث صدام حسين.

ولجوء قادتها إلى ألبانيا.

ورغم أنها حركة “غريبة”. ومصنفة في قوائم الإرهاب.

فإنهم يقترحونها كبديل من البدائل على الشعب الإيراني.

أما إذا لم تستطع حركة مجاهدي خلق هذه تنظيم صفوفها.

ولم يكن لها أي وجود على أرض الواقع.

أما إذا لم يظهر زعيمها المختفي.

فإنهم يقترحون على الشعب الإيراني رضى بهلوي نجل شاه إيران.

و هو الآن في منفاه الأمريكي. ويستعد لخلافة المرشد الأعلى.

و يعبئ الأنصار.

وهناك من يذهب أبعد من ذلك.

ويقترح العودة بإيران إلى الزمن الأول. وإلى تلك اللحظة التي سقطت فيها بابل في يد الفرس.

وإلى الملك الفارسي قورش الكبير الذي أنقذ اليهود من السبي.

حسب العهد القديم.

وسمح لهم بالعودة إلى أورشليم.

وبما أن قورش الكبير هذا ميت. منذ آلاف السنين.

فلا شك أنه خلف قورشات صغارا.

ولذلك يقترح البعض اللجوء إلى حفدته. الذين مازالوا على قيد الحياة.

كي يحلوا محل النظام الإيراني الحالي.

وليس الإسرائيليون فحسب من يرغبون في حكم قورش الكبير.

وفي عودة سلالته.

بل حتى بعض النخبة المغربية.

يتمنون ذلك.

متحدثين عن فارس وحضارتها القديمة.

و مطالبين بالعودة بإيران إلى الزرادشتية.

وإلى المانوية.

وإلى الأصل الأول.

قبل الشيعة.

وقبل علي بن أبي طالب. والحسن والحسين. وفاطمة الزهراء.

وقبل 1979.

وقبل الإسلام.

لتشكيل تحالف للمعارضة يضم مجاهدي خلق ورضى بهلوي وعبدة النار.

كما تتمناه صحافة الغرب.

المهنية جدا

والمستقلة جدا.

والتي تترك الواقع. وما يحدث على الأرض.

وتترك كل الجرائم المرتكبة.

وتتابع أخبار الخرافة

والأساطير

والملوك في العهد القديم وفي التوراة

وحركة مجاهدي خلق. مستثنية حزب تودة الإيراني. لأسباب مجهولة.

رغم أنه لا يزال موجودا.

ويصدر البيانات.

ويندد بين الفينة والأخرى بإسرائيل و بحرائمها

لكن

الوكالات الدولية الغربية

تقوم للأسف بالتعتيم على الشيوعيين

وعلى الشعب الإيراني الذي من لحم ودم

داعمة معارضة إيرانية من خيال

وداعية

هي ومن يصدق أخبارها ومقالاتها في المغرب

إلى الإعداد للقاء تاريخي يجمع بين الملك قورش الكبير

ونظيره شيشنق الأول.

حيث كل شيء يحدث في العهد القديم

وفق الرؤية الإسرائيلية للعالم

أما المسلمون

أما السنة

أما الشيعة

أما الحضارة العربية الإسلامية

أما الشعوب العربية

أما الإنسان

أما الفلسطينيون

فلا يستحقون أي اهتمام

ولا يوجد من

ينقذهم من كل هذا القتل

ومن كل هذا السبي الجديد

و لا يوجد من يقترح أي حل لما يتعرضون له من عدوان ومن إبادة.

ولا يوجد من يقترح أي معارضة

لهذه الدولة المجرمة التي اسمها إسرائيل.