كعادتي دائما متهور ولا أحسبها جيدا وفي الصيف أضيع اللبن
حميد زيد كود /////
كلهم سيصوّتون لفيدرالية اليسار. كل المثقفين. النخبة كلها. والمبدعون.
كلهم. كلهم. سيصوّتون لها.
الشعراء. كتاب القصة. الروائيون. السيناريست. الكاميرامان. المخرجون. الكومبارس. النقاد. نقاد السينما. نقاد قصيدة النثر. محمد برادة ونقاده. محمد بنيس. ومن يتبعه. الفلاسفة. الرسامون. الخطاطون. الصحفيون. النجوم. الممثلون. سناء العاجي. حتى أنت يا سناء العاجي.
كلهم.
كلهم.
الاتحاديون. الاتحاديون السابقون. اليسار القديم. اليسار الجديد. البورجوازيون الصغار. البنات الجميلات. أختي. وابنتها. حتى أنت يا ابنة أختي.
كلهم.
كلهم.
أصدقائي. أصدقاء أصدقائي. الفسابكة. التواترة. السوسيولوجيون. الأنثربولوجيون. البسيكاناليست. الذين يتحدثون بالعربية الفصحى. الذين يتحدثون بالفرنسية. الذين يرطنون باللغتين. علماء الإحاثة. البيولوجيون. علماء السياسة. المفلسون. أصحاب الدخل المحترم. المحترمون. غير المحترمين. المطرودون من البام. المتشائمون. المتفائلون.
كلهم.
كلهم.
إلا أنا.
ولم أحسبها جيدا.
وتسرعت في إبداء موقفي.
لم أكن أتوقع عودتهم بكل هذا الزخم و كل هذا الإجماع وتسرعت في إعلاني عن الموقف.
وبتهور لا يمكن أن يقدم عليه إلا أنا.
ظننتهم ماتوا وارتكبت خطأ العمر. وها هم يبعثون من جديد.
وفي اليوم الذي سيلي السابع من أكتوبر سأجدني مع الدهماء.
كلهم. كلهم. مع الفيدرالية. يحتفلون بالنجاح والفوز. وأنا مع السوقة والعوام.
ودائما. دائما. وفي كل مرة أتخذ قرارات غبية.
دائما اختار القرار الخطأ في التوقيت الخطأ.
ولغبائي لم أفكر في المستقبل. ولم أفكر في الحياة بعد السابع من أكتوبر. لم أفكر في حياتي وضيعت فرصة العمر لأكون مثقفا وصحفيا.
كلهم. كلهم.
وأين سأذهب بعد السابع من أكتوبر.
لا مكان لي. لا مكان لي في مغرب الغد.
وسأفكر في الذهاب إلى”لاسيگال”، بينما كلهم. كلهم. في لاسيكال.
وسأفكر في بييتري. بينما كلهم. كلهم. في بييتري. وكلهم. كلهم. في الأماكن المجاورة لبييتري.
وأنا الخائن. وأنا الرجعي. وأنا المتخاذل. أين سأذهب. وأي مكان سأقصد.
ثم ماذا كنت سأخسر.
مجرد رسالة صفراء. أعلقها على جداري في الفيسبوك. وها أنا مع النخبة. ومبدع وصحفي يشار إليه بالبنان.
مجرد رسالة صفراء لم تعد متوفرة حتى عند البقال. وها أنا منتش ومنتعش.
لكني لم أفعل.
كعادتي دائما. في الصيف أضيع اللبن.
كلهم
كلهم
وكما فعلتها بتهور منقطع النظير مع اتحاد كتاب المغرب في الماضي.
ها أنا أكرر نفس الغلطة اليوم.
منبوذا
لا يعترف بي أحد.
ولا يحبني أحد.
ها أنا مرة أخرى تافه. وخارج حلقة المثقفين والكتاب.
لكني سأتدارك.
كم بقي من الوقت.
ساعات
نعم ساعات
وأحتاج إلى المساعدة
أرغب في أن أطل برأسي من الرسالة، ولا أعرف كيف تقومون بذلك.
أريد أن أصوت لفيدرالية اليسار
وأريد أن أعلنها مدوية
الرسالة
الرسالة
وأن أفعلها متأخرا خير من لا أفعلها
وها أنا أعتذر لكم يا رفاقي
فسامحوني
سامحوني
سامحوا عودة الابن الضال
واستغلها فرصة لأدعو كل الشرفاء ليصوتوا للفيدرالية
لكن بشرط
أن تعترفوا بي مثقفا ومُبدعا وكاتبا
وعندما
أذهب إلى لاسيگال
تسمحون لي بالجلوس وأكل الفشار
وترحبون بي
ولا تنظرون إلي نظرات شزراء
وتقولون لي تفضل يا كماراد
نعم
لقد أخطأت
ولم أحسبها جيدا
وقبل ساعات
وقبل فوات الأوان
أتراجع
وأمنح صوتي للفيدرالية
ولنوبير الأموي
وحزبه
بالخصوص
فاقبلوني بينكم
ولا تقصوني ولا تهمشوني بعد تحقيق النصر
فحرام أن أبقى وحيدا
ولا أجد من أتجاذب معه أطراف الحديث
وأكلمه
ويكلمني
عن شجون السياسة والإبداع
بعد أن ذهب الجميع إلى الفيدارلية
وتركوني مع الدهماء
ومع اليمين
واليمين هو الآخر لا يعترف بي
ولا يعيرني اهتماما
ولا أعرف أين يجلس اليمين
وأين يسهر
وبكمْ
فارحموني يا رفاق
ارحموا عزيز قوم ذل.