الحسن أوزغربلت- أستاذ باحث //
اللغات الأم، والأصل
فالمغرب كاينين غير جوج د اللغات اللي نقدرو نقولو عليهوم باللي راه كا تنطابق عليهوم المواصفات ديال اللغات الأم. ؤمن التعاريف المعروفة على اللغة الأم؛ هي ديك اللغة اللولا اللي كايصادفها بنادم فالمحيط ديالو اللولاني، وكايبدا كا يستعملها ؤكايكتاسب بيها المعارف ؤالمعطيات ديال المحيط ديالو، وكا يتعلم بيها الاسماء ديال الاشياء.. ؤكثر من هاد شي هي اللغة اللولا اللي إيقدر بنادم إيعبر بيها على الأحاسيس ديالو، من الرغبات والعواطف والانفعالات.. باختصار، هي لغة التواصل، المنطوقة، اللولا ديالو، وهادشي بالطبع ما كايعنيش باللي الصم والبكم مثلا، ما يمكنش تكون عندهوم اللغات الام..
ؤغالبا كاتكون اللغة الأم ديال بنادم هي نيت لغة والديه، كيما ممكن تكون لغة واحد منهوم ؤصافي، ؤتقدر كاع ما تكون لغة ديال حتا واحد منهوم. بحال مثلا إلى شفنا المثال ديال واحد الولد تزاد ففرانصا من جوج د الوالدين مغاربة هاجرو ليها، واحد منهوم (الوالد) أصلو من نواحي ديال تارودانت، ولاخور (الواليدة) من النواحي ديال تازة، اللولاني لغتو الام هي الامازيغية/ تاشلحيت، والثاني الدارجة ديال النواحي د فاس (حيت غالبا اللي معروف هو أنو الناس اللي كاينطقو الصوت “ق” عوض “ك” كانميزوهوم فالمغرب باعتبارهوم من اصول فاسية اوللا موريسكية).. ولكن ولدهوم ما شاد لا هادي لا هاديك، لاحقاش والديه ما كانوش كايهضرو لا باللغة الامازيغية ولا بالدارجة المغربية فالدار، كانو كايستعملو غير الفرنسية. ولدهوم اللي وللا كا يتعامل مع الفرنسية فالدار، كايعاود إيصادفها فالزنقة مع الجيران، والأصدقاء ديال العائلة، ومن بعد فالمدرسة حتا هي.. هاد الولد ما كايعرف غير هاد اللغة فالعيمان اللولا ديالو، ومن بعد مللي ولللا كا يكبر شوية وللا كايجي مع والديه للمغرب، وكايعاود إيتلاقا مع العائلات ديال مو وباه، وعاد بدا كايقشبل شي شوية فلغات عائلتو..إلخ فالحالة ديال هاد الولد نقدرو نهضرو على جوج ديال الأمور:
- اللغة الأم:
اللغة الأم ديالو، ماهياش لا اللغة اللي تّربّا بيها بّاه ولا مّو، هي اللغة الفرنسية، حيت هي اللغة د التواصل ديالو اللولا، هي باش كان كايعبّر بكاع داكشي اللي بغا، وهي اللي كانت كاتهزّ همومو وآلامو، وهي اللغة الوحيدة اللي كان كايعرفها حتى بدا كا يكبر شوية…
- اللغة الأصل:
فهاد الحالة واخا ماهواش مرتابط بلغات والديه اللي هما الشلحة ؤالدارجة، فنقدرو نقولو باللي هادو هوما اللغات الأصل ديالو.. فالواقع هاد الفكرة كاتبان فاللول ماعندها تا معنى ولكن مللي كانشوفو الاترباط العاطفي، الأصول الإثنية ؤالارتياح النفسي تجاهها، ؤالتفاعل النفسي مع كل ما مرتابط بيهوم… نقدرو نهضرو على شي حاجة سميتها اللغة الأصل. ؤحتى الدراسات اللي تّناولات موضوع قريب، قليل فاش كاتلقا شي حد دوا على هاد التوصيف، ؤربما كاع ما كاين على حد علمي أنا بعدا، لكن الحالات بحال هادو، كا يخص ضروري شي توصيف مناسب أو على الأقل شي توصيف قريب للمعقول. حيت عاوتاني كاين اللي غايقول باللي اللغة الأصل- حتى ئيلا كان هاد لو طيرم مقبول- هي اللي نقدرو نهضرو عليها غير فحالة الشعوب اللي تعرضات للستعمار بزاف حتى وللات مع الوقت مابقاتش كاتستعمل اللغات ديالها، ؤربما تعرّضات حتى للإبادة الجماعية حتى مابقاتش، ماشي غير ما كاتستعمل اللغات ديالها اللي وللات فبلاصتها كاتستعمل اللغة ديال المستعمرين، كثر حتى وللات تنسات ؤمابقات كاع معروفة، بحال الهنود ديال ميريكان مثلا، اللي تعرضو للابادة من طرف الاستعمار الأيبيري حتى تدمرات ثقافتهوم ؤتدمرات معاها اللغات ديالهوم ؤالدارجات ديالها.. فهاد الحالة –غايقولو- باللي اللغة الأصل هي اللغة المحلية ديالهوم اللي كانو كايستعملوها قبل مايدخلو “الصبليون ونكليز” لبلادهوم.
ؤعاوتاني غير اللي عزيز عليه جّحاد هو اللي غا يتنكّر لهاد الحقيقة، ءوفنظري هادشي كايتبث داكشي اللي كانهضرو عليه، لاحقاش كايبان باللي اللغة الأصل مرتابطة كثر بالهوية الثقافية وبالأصول الإثنية كثر من ارتباطها بالصوت اللغوي. هي فالغالب لغات التأصيل التاريخي والمرجع الانتمائي الهوياتي، وتايبان هادشي غير من السؤال؛ إلى سولتي مثلا، داك الولد اللي هضرنا عليه فالمثال، وقلتي ليه شكون نتا، زعما عرفني بيك، آش غايقول؟ je m’appelle Mohmmad, je suis français, mais suis marocain d’origine et ma langue maternelle c’est Tachlhit .. هو كايعرف نفسه بانتماءو للتجمّع اللغوي الشلحي، واخا هو ما يكايعرف، فالشلحة، ئيفرق بين الليف ؤالزرواطة، وربما اكثر بحال، إلا لوغتو الفرانصاوية غير شي ارتباط عرضي ءوصافي.. كاينين حالات اللي كايوقع فيهوم العكس، مللي كايضطر بنادم ئيتنكر للأوصول ديالو، ءوهادي ظاهرة اجتماعية ءونفسية لا متحكم فيها-خاصة فظروف اجتماعية معينة-، حيت كايديروها بزاف ديال الناس، فحالات خاصة، مللي كاتحضر اعتبارات خورا بحال الارتقاء الاجتماعي، فاش كايحشم الواحد ئيهضر على أصولو، حيت كاتبان ليه مرتابطة بالبداوة ءوالهمجية ءوالتخلف، ءوماغاديش توفر ليه، هو كشخص، إمكانيات الترقي الاجتماعي خاصة فسوق الزواج ءوالوظيفة المهنية… الخ