حميد زيد – كود//
الدم المتجلط في الأرض.
دلاء الماء وهو يسكب عليه.
الصنبور المفتوح دون توقف.
الكراطة وهي تكشط الدم المتخثر. ليسيل في البالوعة.
هي أشياء لا تشرى.
اليد التي تمد لك المرّارة. بينما سكين في يدها الأخرى.
اليد الآمرة.
التي بإشارة منها تلزق المرارة في الحائط.
فتبقى شاهدة لأشهر عديدة على الحدث.
هي أشياء لا تشترى.
البنات الجميلات اللابسات كندورة 30 درهما.
لمعة سيقانهن.
هي أشياء لا تشترى.
وقد تُخرج الكبد من الثلاجة.
وقد تقطعها وتلفها بالشحم.
وقد تشتري اللحم.
لكن من أين لك حبات روث الخروف السوداء.
وهي تتدحرج في فناء البيت.
من أين لك ذلك الصغير وهو يجمعها كما يجمع الحلوى.
من أين لك صورة دعس حبات الروث بالصندل المطاط في عتبة الباب.
هي أشياء لا تشترى.
و أي شيء يعوض تلك الرائحة الساخنة التي تصعد إلى أنفك وأنت تشق الكرش.
ياه.
على حلاوة الرائحة العطنة وكم سنفتقدها.
ياه على كل هذه النتانة اللذيذة.
هي حقا أشياء لا تشترى.
و كل كراع في جهة.
ثم عملية جمعها مع الرأس
لتبدأ المحرقة.
و لتنتشر رائحة الشياط.
هي أشياء لا تشترى.
وقد تصنع التقلية من دوارة ليست لك.
ومن رئة ليست لخروفك.
لكن من ينفخ لك في المصران.
من يمططه.
من يقلبه.
من يلولبه ويلفه حول ذراعه.
من يطرد منه الروث.
من يمنحك الأمعاء.
من يصنع لك رائحة الأحشاء.
ومن يعوضك عن منظر كرة الروث وهي تتدحرج وتسافر في المصران إلى أن تسقط في الإناء.
هي أشياء لا تشترى.
وقد تجمع كل الأعضاء وكل اللحوم.
وقد ترتدي أجمل الملابس.
وقد تهيء الشاي
وتضع طبق الحلوى فوق المائدة
لتستقبل في المساء أحبابك وأقرباءك.
لكنك عندما تخلو إلى نفسك.
تنظر إلى المكان الذي تعودت أن تضع فيه الذيالة.
فلا تجدها.
هي أشياء لا تشترى.
وذلك القط الذي كان يختفي عن الأنظار يوم العيد.
فإنه سيظل ينظر إليك.
ويلومك.
هي أشياء لا تشترى.
وكيف سيبرر البقال غيابه الطويل.
ولأي سبب ستظل المدن الكبيرة فارغة من سكانها
وما الحاجة إلى السفر.
وإلى زيارة الأهل.
هي أشياء لا تشترى.
فابك إذن
ابك أيها المغربي على غياب كبشك
ابك
وعبر عن مشاعرك الصادقة ولا تقمعها
ولا تعر اهتماما إلى كل هؤلاء الذين يتظاهرون بالتمدن
ويدعون أن العيد أجمل بلا دم
وبلا روائح كريهة.
وبلا جلود مرمية في الطرقات
ولا تصدقهم حين يقولون إنهم يفضلون العطور
على رائحة الروث
إنهم يكذبون
أيها المغربي
ومن حقنا أن نشك في انتمائهم.
وحتى لو كان هناك لحم
فمن أين لنا بالجلافيط
مرشوشة بالملح والكمون
بينما النار تشنشط
من أين لنا تلك اليد التي تخطفها
وتفر بها بعيدا لتسرطها بلا مضغ.
من أين لنا تلك الحروب التي تقع بين الحماة
وكنتها
لحظة تقطيع الخروف
من أين لنا بالكتف الملفوفة في منديل أبيض
محمولة في المقعد الأمامي للسيارة
قاطعة المسافات
فعلا
فعلا
هي أشياء لا تشترى.