الجواب القطعي هو لا، وكل التطبيقات التي تروج هذه الأيام وتدعي قدرتها على إنجاز هذه المهمة هي مجرد نصب.
دافع هذا الموضوع هو بريد إلكتروني غير مرغوب فيه توصل به معظم سكان مملكة الفيسبوك منذ حوالي أسبوع، ومازال يهجم عليهم ويوجه دعوته الكريمة لـ "رؤية من يتصفح صفحتك الخاصة.
يشرح الصحفي فانسون كلاد في موقع "سلايت" كيف تناقض فكرة إمكانية معرفة من يستشيرون صفحتك الخاصة منطق الفيسبوك الذي انبنى عليه منذ ظهوره.
ويقول إن الأنترنت مسكون ببعض الأسئلة الوجودية والتي تظهر بشكل جلي في الاقتراحات والأسئلة التي يطرحها عليه المبحرون في الشبكة، إذ يفرض السؤال الذي يطرح طريقة معرفة من يستشير صفحتك الخاصة هاجسا يقض مضجع سكان الحياة الرقمية، فالوضعيات التي يمكن أن ينتج عنها هذا البحث في غوغل متعددة بدءا من رئيس العمل المتلصص ووصولا إلى شريك الحياة الذي تقتله الغيرة والآباء الذين يريدون التجسس على ما يقوم به أولادهم…
ويؤكد الكاتب أن هذا التطبيق غير فعال وأنه مجرد عملية نصب، لأن موقع الفيسبوك كان دائما يحارب مثل هذه الأفكار، فمن السهل، في رأيه، فهم دافع هذه الشبكة الاجتماعية لمحاربة مثل هذه التطبيقات، ويقول إن لا أحد في الأنترنت يعرف أنك كلب، حسب الكاريكاتير الشهير الذي ظهر في النيويوركر، ونفس الأمر يحصل في الفيسبوك، فلا أحد يعرف أي صفحة شخصية تقوم بالتجسس عليها.
إنها القاعدة الأساسية للعقد الاجتماعي الخاص بالموقع التي تطلب منك وضع عدد من المعلومات الشخصية، ومقابل ذلك لك حق استشارة وتصفح كمية من المعلومات تخص الأشخاص الذين تربط علاقة معهم، وذلك بشكل حر وخال من أي محاسبة.
وهكذا ظهرت كلمة"الستالكينغ" الإنجليزية التي يتراوح معناها بين التجسس والتعقب، وتأخذ في الشبكات الاجتماعية معنى أخف وأقل هجوما، إنها تمثل نشاطا عاديا لشاب يتملكه الضجر من الجلوس أمام جهاز حاسوبه، فيلجأ إلى التسكع الرقمي وسط المعطيات المنشورة من طرف أصدقائه، وهو ما يوازي الانتقال والزابينغ بآلة التحكم عن بعد بين 500 قناة.
وإذا ما سمح تطبيق ما بتحديد من الشخص الذي زار صفحتك الخاصة، سيكون ذلك بمثابة إعلان وفاة ل"الستالكنغ"، والذي سيؤدي إلى تهاوي عدد الصفحات التي تتم زيارتها، وبالتالي تقلص ظهور الإشهار.
رغم ذلك يعمل فيسبوك بخفر على تشجيع التجسس على الصفحة الشخصية، كما تشهد على ذلك خدمة "صور الذكريات" ، وكما حدث مؤخرا بإطلاق صفحة "فراندشيب".
وإذا كان السؤال المتعلق بمعرفة من يستشير صفحتك الخاصة يعتبر بمثابة أسطوة لا تختفي إلا لتظهر من جديد في الشبكات الاجتماعية، وإذا كان فيسبوك لم يسمح بها على الإطلاق، فإن ذلك لم يمنع موقع الأخبار الأمريكي"غاوكر"من الحلم بإطلاق ذلك الاختيار على الفيسبوك نفسه.
يبقى الفيسبوك الموقع الاجتماعي الوحيد الذي لا يسمح بمعرفة من يطل على صفحتك الخاصة، فعلى مواقع اللقاءات تعتبر هذه الإمكانية قاعدة ينبني عليها مبدأ التعارف، حتى أنه يمكنك استقبال إخبار في بريدك الإلكتروني عند كل زيارة تتلقاها، وعلى نفس الطريقة تستغل مواقع أخرى هذه الخدمة كمكسب لعروضها المقدمة والمؤدى عنها بمقابل مادي للمبحرين على الشبكة، دون أن يزعج ذلك أي شخص.
.
.
