حميد زيد – كود//

لم يعد الحولي صديقا.

لم يعد سُنة. ولا شعيرة. ولا مناسبة. ولا عيدا. ولا طقسا. ولا أضحية. ولا لحما. ولا شحما.

ولم أعد قادرا على الدفاع عنه كما كنت أفعل في الأعوام الماضية.

لم أعد قادرا على الرد على الحداثيين. ولا على إفحامهم. بعد أن أسقط في يدي.

فالحولي الآن هو عدو لنا.

الحولي سنفقد معه اللحمة المغربية. ولن نستعيدها أبدا.

الحولي لن تظهر آثاره السلبية علينا إلا بعد العيد.

الحولي صار قاتلا.

الحولي سم.

الحولي طعنة في كرش الموري الحر.

الحولي يهجم. والدولة تتفرج. ولا تتدخل.

وقد جاء هذا الحولي ليكذب الدولة الاجتماعية نفسها.

جاء لينفي وجودها.

جاء ليعرقل النمو. والتطور الحاصل. والانفتاح على أشقائنا الأفارقة.

الحولي. وبهذا الثمن الذي يباع به. يمكن اعتباره ضد الوطن. وضد الدين. وعدوا من أعداء الله.

الحولي سوف يقضي علينا لا محالة.

الحولي ضد الدولة. وضد الاستقرار. وضد الأمن الروحي للمغاربة.

الحولي بالغ كثيرا.

ولا من يضعه عند حده.

ولا من يقول له: لا.

ولا من يتدخل.

ولا من يجرؤ على الوقوف في خطمه.

ولا تقل لي الحولي عيد وعلينا أن نحتفل.

الحولي الآن ليس من الدين في شيء.

الحولي كافر.

الحولي يساوي كل الراتب وأحيانا أكثر.

الحولي يعني إفلاس شعب.

وقد تضحي وتشتريه. لكن ماذا ستفعل غدا. وبعد غد. وفي الصيف. ومع الدخول المدرسي.

الحولي لن يتركك تتنفس.

الحولي سيخنقك.

ثم ماذا ستقول للبنك.

ماذا ستقول لربك.

ماذا ستقول لأولادك.

ولا يغرنك الروماني ولا الإسباني. إنهما وجهان لعملة واحدة.

الحولي هذه السنة ليس هو الحولي الذي كنا نعرفه.

الحولي مؤذ.

الحولي خطير. و لو انتبه إليه المؤرخ والأنثروبولوجي الفرنسي إيمانييل تود. لأنجز حوله بحثا. ولألف كتابا. بعنوان “أفول المغرب”.

و لتنبأ فيه بهزيمتنا بسببه. وبسبب سعره في السوق.

ومن حسن حظنا أن هذا الكاتب له انشغالات أخرى. وإلا كان قد أعلن عن نهايتنا نحن أيضا.

و لطرح كثيرا من الأسئلة. من قبيل. من أين يحصل المغربي على المال الذي يشتري به الخروف.

وكم راتب المغربي المتوسط كي يدفع في حيوان 400 أورو.

ولماذا دخل الخروف الإسباني. والروماني. وغاب الأسترالي. وهل لذلك علاقة بالطاقة البديلة. وبقصة الملياردير. والوزيرة. وبالتحالفات الجديدة في العالم. وبالإسلام المغربي الذي يعلي من شأن الخروف. ويضعه في مرتبة خاصة. و يجعله أهم من كل الفرائض. ويشتري له العلف. ويكاد يعبده.

وهل سيوقف الحولي الزحف المغربي.

لكننا لا نملك إيمانييل تود مغربيا للأسف.

ولا نملك أي شيء

ونتظاهر بالفقر وبقلة ذات اليد.

وفي النهاية نحصل على الخروف بأي ثمن.

ولا نحلله من الناحية الديموغرافية.

ونقطعه لكننا لا نهتم بتفاصيله.

ونتبعه في الأسواق. وفي الكراجات. ونركب معه في التريبورتات.

ونغامر بحياتنا. ونضحي من أجله. ونقلب الآية.

بعد أن كان الخروف هو الذي يضحي من أجلنا.

غير عابئين بالخطر الذي يشكله

على السلم الاجتماعي

وعلى الاستقرار

مباشرة بعد العيد.