كود : حميد زيد///
هل فرشته.
هل فرشتَ العشب يوما وتلحفت الفضاء كما فعل كريم التازي، زاهدا في ما سيأتي ناسيا ما قد مضى.
وهل سبق لك أن اتخذت الغاب مثله منزلا دون القصور، فتتبعت السواقي وتسلقت الصخور.
وعشت مع الرفاق، وتفرجت في ديمقراطيتهم الفريدة.
قلْ لي.
قل لي.
وهل تواضعت الأيقونة نبيلة بقضها وقضيضها، وطرقت باب بيتك يوما، ومنحتك بطاقة عضوية الحزب الاشتراكي الموحد.
وهل احتفل أحد بك، وجيء بالصحافة، لتصورك.
قل لي.
قل.
هل جلستَ العصر واستلقيت مثله بين جفنات مؤتمر الشرفاء.
قل لي.
وأتحداك.
هل غيرت موقفك السياسي سبعين مرة.
هل تنقلت كالفراشة من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار.
قل لي.
هل نلتَ كل هذا الإعجاب.
وعندما تقرفص يصفقون لك، وعندما تنام يكتبون يا إلهي كريم التازي ينام مثل البشر.
ويستيقظ مثل البشر.
ويمشي في الأسواق.
وعندما تفترش العشب يشهقون:
يا الله
إنه مثلنا، ومتواضع، وكول، ويلعب في الحزب الاشتراكي الموحد.
وينظر إلى السماء تماما كما نحن.
وله آلة تصوير يصورنا بها، وكلما تعب يتصرف كما يتعب الناس العاديون،
ويستلقي كأي مناضل بسيط.
قولوا لي.
هل سبقتم أن عرفتم بشرا من هذه الطينة.
هل سبق أن رأيتم ثريا يتخلى عن طبقته، ويحضن المفلسين.
وبين الفينة والأخرى يذهب عند إلياس العمري، ويمدح الإسلاميين، ويهاجمهم حسب وضعيته، وظروفه، وحالته النفسية.
قولوا لي هل سبق أن صادفتم رجلا أعمال مدللا إلى هذا الحد.
وتؤلهه الأيقونة.
بينما هو حر، ومزاجه متقلب، وتارة معها، وطورا مع غيرها، ويتصرف كطفل سياسي.
ولا أحد يعكر مزاجه.
ولا أحد يسأله متى ستكبر أيها الرفيق.
ودائما له صحافته التي تمدحه.
وتصوره وهو يفترش العشب، وتكتب حوله الشعر.
ولا يعنيها حزبه.
ولا يعنيها الحزب الاشتراكي الموحد.
بل تركز عليه هو فحسب.
وهو المؤتمر.
وهو تيار التيارات وأرضية الأرضيات.
قولوا لي.
هل رأيتم رجلا كبيرا وثريا في حزب صغير.
أما أنا فلم يسبق لي أن رأيت ذلك
ولم يسبق لي أن رأيت تواضعا كهذا.
فأعطوني الناي
وتعالوا نغني مع كريم التازي:
هل فرشت العشب ليلا وتلحفت الفضا
زاهدا في ما سيأتي ناسيا ما قد مضى…..
إنما الناس سطور كتبت لكن بماء
لكنه ليس كالناس
لكنه ليس مثلنا
لكنه ذهب اليسار
ومن عجائبه أنه يفترش العشب
فمن لا يصدق
من لا يصدق هذه المعجزة
من هذا الرجعي
الكافر
الذي لم يؤمن بعد بخوارق هذا الرجل.